شخصية الفرد:
عندما نصف الناس نختار بوجه عام صفة مميزة نستطيع أن نعين هوية الشخص بها فنقول مثلاً: أنه رب أسرة مهمل ولكنه أنيق المظهر أو أنه استبدادي في اتخاذ القرارات أو أنهم ودودون أو عدوانيون أو شكاكون أو دمثون أو مهذبون.
وهذه الأوصاف تحاول أن تعطي معنى لملاحظاتنا لسلوك الناس في مواقف متنوعة وهي تتنبأ أيضاً بكيفية تصرف الشخص نفسه عندما تواجهه ظروف مماثلة في المستقبل والنزعات السلوكية التي نصفها تسمى سمات وتعبر عن اتجاهات إلى التصرف بأسلوب ثابت ومميز.
هل توجد سمات؟ إذا كان السائل يقصد أن يتساءل عما إذا كانت هناك بنية عقلية واقعية ما.
أو ما إذا كان في الدماغ منطقة يمكن لسمة ما أن توجد فيها؟ فالجواب هو دون ريب بالنفي ويكون الجواب إيجاباً إذا كان هذا الشخص يسأل عما إذا كان الناس يتصرفون بشيء من الثبات.
ما هي السمات التي سوف ندرسها؟ منذ عدة سنين استخرج غوردون أولبورت، من معجم وبستر للغة الإنجليزية ما يقرب من ثمانية عشر ألف نعت كيف يتصرف الناس ويفكرون ويدركون ويشعرون، يضم المعجم أيضاً حوالي 4000 كلمة يمكن قبولها بوصفها أسماء لسمات.
وبعد استبعاد المترادفات والكلمات النادرة ظل هناك ما يقرب من 170 اسماً لسمة وهذا العدد يبقى أكبر مما ينبغي للأغراض العلمية وهناك طريقة للعمل في هذا السياق وهي انتقاء الأوصاف التي نقدر أنها ذات قيمة نظرية وعملية.
فمدير المؤسسة الذي يبحث عن عامل تقني لتشغيل آلة ما أقرب إلى الاهتمام بصفات المسؤولية والدقة والمواظبة منه بصفات الدماثة والجاذبية وحتى الذكاء وهي صفات أقرب إلى أن يهتم بها من يبحث في أمر قبول مرشح في نادي اجتماعي أو في جماعة أصدقاء.
وهناك طرق كثيرة أخرى لانتقاء السمات، فقد انطلق مجموعة من الباحثين في الأنماط الطبيعية المميزة لدى صغار الأطفال من أقوال الأمهات اللواتي قابلهن الباحثون حول أطفالهن واختار الباحثون الأوصاف المتكررة وبنوا سلالم تقدير على هذا الأساس.
وهناك طريقة أخرى للعمل هي أخذ مجموعة واسعة من الأوصاف وتبسيطها عن طريق تجميع السمات التي يمكن أن تضم إلى بعضها في مجموعات وهذه الطريقة هي طريقة التحليل العاملي وهي طريقة رياضية في استخراج العلاقات المنتظمة في مجموعة من العلاقات.
و يقال عن العلاقات التي تترابط في ما بينها أنها تقيس السمة نفسها، من السمات إلى الأنماط:
إن مدلول وصف الناس بالسمات يقود منطقياً إلى مدلول تصنيفهم في أنماط الانطوائي مقابل الانبساطي والتابع مقابل القائد.
وبعبارة أخرى فإن النمط المتبقي من الأفراد يقال إنها تشترك في مجموعة من السمات إلا أن هذه الأنماط لا تعمل في معظم الحالات فإذا أخذنا أي بعد من أبعاد الشخصية فسوف نرى أن تقديرات الناس على طول هذا البعد موزعة حسب منحنى التوزع السوي.
ولو كان الناس من أنماط مختلفة اختلافاً متميزاً فإن توزعهم لن يكون بموجب هذا المنحنى وبدلاً من ذلك فقد كان يمكن أن نجد تجمعات كبيرة في الطرفين المتقابلين إلا أن معظم الناس يحصلون في الواقع على تقديرات متوسطة في البعد المدروس في حين تبقى قلة من الأفراد في الطرفين.
إلا أن هناك طريقة أخرى في النظر إلى أنماط الشخصية هي عدم توجيه الانتباه إلا إلى الأشخاص الذين يكشفون عن مجموعات نوعية من بضع صفات مميزة تكون ذات معنى أو تنبؤية.
وفي هذه الطريقة نتجاهل أي شخص لا يقع في هذا النمط أو ذلك كما تتجاهل عدة سمات أخرى لا تقع في هذه المجموعة.
تعريف الشخصية: