العادات الفموية Oral Habits :

المنطقة الفموية مركز التواصل الأول للكائن مع المحيط الخارجي ووسيلة الاستكشاف الأولى قبل السيطرة العصبية والعضلية للأعضاء الأخرى حيث يتمكن الطفل من استخدام أعضاء الجسم وحاسة البصر والسمع والشم و... ، فكلنا شاهد أو لاحظ أنه عند إعطاء الوليد جسماً يتحسسه ويكوَن صورة حسية وتصور عام عنه من خلال الفم والنسج المحيطة به، كما تأتي عملية الغذاء عن طريق هذه المنطقة بالتعاون مع عملية المص ومنعكس البلع، وهذا ما جعل علماء النفس وممارسي طب أسنان الأطفال يهتمون بعملية المص هذه، وخاصة عندما تأتي من عملية الرضاعة الطبيعية التي تؤمن حفظ واستمرار الحياة وتعطي الكفاية العاطفية للطفل من خلال شعوره بالدفء والحنان، كما تُحرر الطاقات الكامنة بالإضافة إلى تطوير وتنشيط العضلات حول الفموية.

يجب على ممارس طب أسنان الأطفال أن يسأل عن وجود إحدى العادات الفموية لدى فحص الطفل، وخاصة في نهاية المرحلة الثانية من العمر لأنه من النادر أن تبقى إحدى هذه العادات حتى عمر الست سنوات، لكن إذا استمرت إحدى العادات المسببة للتغيرات السنية مع بزوغ القواطع الدائمة فإنها غالباً ما تظهر التأثيرات واضحة، ولحسن الحظ معظمها ردودة إذا توقفت العادة خلال سنوات الإسنان المختلط.

بعض الحالات التي تتطلب المعالجة، على الرغم من أن بعض العادات قد لا تسبب أو لم تصل بعد إلى إحداث تغيرات فموية أو سنية، إلا أن الأهل والطفل يراجعون العيادة طلباً للمعالجة نتيجة دخول الطفل بعمر أضحت معه العادة غير مقبولة اجتماعياً، ففي دراسة أجراها FRIMAN عام 1993 على أطفال عمر المدرسة وجد أنهم يعتبرون الطفل الذي يمص إصبعه غير ذكي وأقل جمالاً وجاذبيةً وغير مرغوب فيه لدى الأصدقاء، تبدأ سلسلة المعالجة بنشوء العلاقة الجيدة بين الطبيب والطفل وتنتهي باستخدام الأجهزة المتعددة لهذه الغاية، مع العلم أن النقطة الأهم في نجاح المعالجة تكمن في رغبة الطفل بإيقاف العادة واستعداده النفسي لذلك.

هناك عوامل ترسخ العادة بل تُطورها كنشوء الطفل في بيئة اجتماعية يتملكها القلق والغضب أو الفطام المتأخر أو المبكر أو بزوغ الأسنان أو ولادة طفل جديد أو الموقف السلبي للأهل وهذا يجعل الطفل يلجأ إلى انحرافات سلوكية خطيرة.

لحسن الحظ معظم الحالات التي يتم معالجتها يقلع معها الأطفال عن ممارسة العادة باستثناء بعض الحالات التي يعود معها الأطفال إلى ممارسة العادة وهذه الحالة تدعى ظاهرة الارتداد وتأتي مع فقدان أو نقص العطف والحنان المفاجئ أو ولادة طفل جديد ضمن حاجات اجتماعية معينة أو انتقال الطفل إلى مجتمع جديد كالمدرسة مثلاً.

العادات الشفوية :Lip habits

وهي العادات التي تتضمن تلاعب بالشفاه والبنى حول الفموية، ويختلف تأثيرها على الأسنان بين عادة وأخرى، تعتبر عادةً لعق أو سحب الشفة ذات تأثير خفيف نسبياً على الأسنان، فتشقق والتهاب واحمرار الشفاه والنسج حول الفموية خلال الطقس البارد هي العلامات الأكثر ظهوراً مع هذه العادة.

نادراً ما توقف هذه العادات والمعالجة عادة تكون ملطفة ومحصورة بترطيب الشفاه، وثمة أجهزة لإيقافها عموماً معظم عادات الشفاه لا تحدث اضطرابات سنية، ولكن مص الشفة أو عضها يتسبب بالتأكيد بسوء إطباق إذا مارسهما الطفل بشدة وبشكل متكرر، وعندها لا تكون المشكلة سهلة، إن المظهر الأكثر شيوعاً لمص الشفة هو وضع الشفة السفلية خلف القواطع العلوية وهذا ما يولد قوة دفع باتجاه اللساني للقواطع السفلية وباتجاه الدهليزي للقواطع العلوية، وهي مشكلة شائعة في الإسنان المختلط.

تعتمد المعالجة على العلاقة الهيكلية وعلى وجود المسافة الكافية في القوس السنية.

دفع اللسان :Tongue thrust

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن