المنشقات:

المنشقات Schistosoma: من أهم المثقوبات التي تصيب البشر، وهي ديدان مفترقة الجنس، وتسبب داء منشقات الجسم (البلهارسيا) Schistosomiasis  وهو مرض طفيلي مزمن يصيب أكثر من 207 ملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، ويعيش معظم أولئك المرضى في مجتمعات فقيرة  لا تتاح فيها فرص الحصول على مياه الشرب الآمنة و وسائل الإصحاح المناسبة. كما و أن هناك نحو 700 مليون نسمة من المعرضين لخطر الإصابة به في 74 بلداً من البلدان التي يتوطنها.

 وتأتي البلهارسيا بعد الملاريا من حيث الطفيليات ذات الأهمية من الناحية الاقتصادية والصحية والاجتماعية التي تؤثر على المجتمع في المناطق الحارة.

ثم اكتشاف المنشقات من قبل الدكتور تيودور بلهارس bilhars  Teodore في عام 1851م في الأوعية المساريقية لشخص مصري أثناء تشريح جثته.

يصيب داء البلهارسيات المزارعين وصائدي الأسماك، والنساء اللائي يقمن بوظائفهن المنزلية في المياه الملوثة بالبلهارسيات، مثل غسل الثياب، كما تسهم النظافة الشخصية وعادات اللعب في تعريض الأطفال للعدوى بشكل خاص.

كما أن تنقل اللاجئين ونزوح الناس من الأرياف إلى المناطق الحضرية يسهم حالياً في إدخال المرض إلى مناطق جديدة في شمال شرق البرازيل وإفريقيا.

كما تسفر زيادة عدد السكان وزيادة حاجتهم إلى الطاقة والماء في غالب الأحيان عن وضع مخططات إنمائية وإدخال تغييرات بيئية تؤدي أيضا إلى زيادة انتشار المرض.

يصاب الناس بالعدوى عندما تخترق ذوانب الطفيلي التي تفرزها قواقع المياه العذبة بشرتهم أثناء تعاملهم مع المياه الملوثة بها.

 تتطور الذانبة في جسم الإنسان إلى دودة بالغة وتعيش الديدان البالغة في الأوعية الدموية حيث تفرز الديدان الإناث بيضها ويطرح بعض من ذلك البيض خارج الجسم في البراز أو البول لمواصلة دورة حياة الطفيلي.  

أما بقية البيض فيظل محبوسا داخل نسج الجسم ويتسبب في وقوع تفاعل مناعي وإلحاق أضرار تدريجية بالأعضاء.

هناك خمسة أنواع رئيسة من المنشقات تصيب الإنسان وتسبب له داء البلهارسيات الذي يتجلى بشكلين رئيسين: الشكل المعوي والشكل البولي التناسلي.  

تنتشر في المناطق المدارية وشبه المدارية (إفريقيا ودول حوض المتوسط وسورية وفلسطين واليمن والعراق وكذلك في الهند وأستراليا).

ولاسيما في المجتمعات المحلية الفقيرة التي لا تتاح فيها فرص الحصول على مياه الشرب الآمنة ووسائل الإصحاح المناسبة.

ومن أصل مجموح المصابين بداء البلهارسيات يعيش 85% في إفريقيا.

تسبب للإنسان داء البلهارسيات البولي التناسلي الذي يصيب المثانة بشكل أساسي وقد يصيب الحالب والأعضاء التناسلية لدى الجنسين.

 ويعد داء البلهارسيات البولي التناسلي من العوامل المرتبطة بالإصابة بفيروس الإيدز، لاسيما لدى النساء.

شكل العامل الممرض:

طول الذكر 10-15 مم، جسمه مسطح له حواف ملتفة للوسط مكونةً قناة الاحتضان.

تغطى حافة جسم الذكر الظهرية بأشواك صغيرة كما يحتوي الجسم على حجمين (فموي وبطني) يفيدان في تثبيت الدودة بجدران الأوعية الدموية من الداخل وتقيس الأنثى 12-20 م، وتتوضع في قناة الاحتضان للذكر منذ نضجها حتى بدء وضع البيوض، وتضع 200-20 بيضة في اليوم.

البيوض:

بيضوية، عديمة اللون، تقيس 140*60 ميكروناً، وتتميز بوجود شوكة قطبية (مهماز) في نهايته، وتطرح البيوض مع البول.

دورة الحياة:

تبدأ دورة حياه البلهارسيا بخروج البيوض مع بول المصاب الذي يبول في الماء العذب أو الماء الراكد قليل العمق (مياه النهر أو الترع او المصارف أو القنوات)، فإذا كانت حرارة الماء مناسبة تفقس البيوض ويخرج منها الطفيلي (الجنين المهدب).

يسبح الطفيلي في الماء باحثاً عن عائله الوسيط وهو أحد أنواع القواقع (من نوع المحار الملتوي) Bulinus، ويموت هذا الجنين المهدب إذا فشل في إيجاد القوقع المناسب له خلال مدة تصل إلى 30 ساعة.

image-20200219192941-1

أما إذا وجد القوقع المناسب فيخترق جسمه ويفقد ذيله ويتكاثر داخله ويتحول إلى كيسة أبواغ تعطي بدورها الآلاف من الذوانب Cercaria (الذانبة لها رأس يتصل مع ذيل مشعب وفي نهايتها الأمامية يوجد غدد تساعد مفرزاتها على اختراق الجلد)، تخرج الذوانب من القوقع باحثةً عن عائلها النهائي وهو الإنسان فإن لم تجده في مدة 48-24 ساعة فإنها تموت، أما إذا وجد المذنب الإنسان فإنه ينجذب إليه ويخترق جلده وتصل عبر الدوران الدموي إلى وريد الباب حيث تنضج وتتميز إلى ديدان ذكور وإناث.

يحمل الذكر الأنثى في قناة الاحتضان ويسبح عكس اتجاه تيار الدم ليصل الأوردة المساريقية السفلية حيث يتم التلقيح، ثم تذهب الأنثى الملقحة إلى وجهتها النهائية وهي الأوعية الدموية الدقيقة في جدار المثانة وتستقر فيها وتضع آلاف البيوض.

الإمراضية:

ترتبط الإمراضية بعدة عوامل:

  • التأثير المخرش للذوانب عند اختراقها الجلد.
  • التأثيرات السمية الناجمة عن هجرة المنشقات نتيجة إطلاقها بعض النواتج الاستقلابية.   
  • والعامل الأساسي في الإمراض هو البيوض المسؤولة عن حدوث نزوف مجهرية أثناء اختراقها جدار المثانة، وعن حدوث ارتكاس التهابي في مخاطية المثانة أو تحت المخاطية.
  • تشكل الورم الجيبي البلهارسي الذي يمثل فرط تحسس آجل، تؤدي الأورام الحبيبية المتشكلة أسفل الحالب إلى انسداد المجرى البولي وحدوث استسقاء كلوي ويمكن حدوث قصور كلوي.
  • الأورام الحبيبية المتشكلة في المثانة تؤدي إلى تشكل أورام حليمية تبرز في لمعة المثانة.
  • التخريش السمي والميكانيكي للبيوض للنسيج المثاني، والذي يؤهب لحدوث سرطان في المثانة.
  • تنطرح البيوض في المثانة، أما البيوض المتوضعة في عمق جدار المثانة فتحيطها الأورام الحبيبية مما يؤدي إلى موتها وتكلسها وتصلبها.

الأعراض السريرية:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان