النسيان و التعلم

تعريف النسيان:

النسيان هو عملية من عمليات الذاكرة معاكسة من حيث غرضها ومضمونها لعملية الاحتفاظ والتذكر والاسترجاع وتتمثل في الفقدان الكلي أو الجزئي، الدائم أو المؤقت لبعض الخبرات والمعلومات الموجودة في الذاكرة.

وعادةً ما يقاس النسيان بدلالة الفروق بين ما يتم اكتسابه وما يتم تذكره، وذلك كما هو بالمعادلة الآتية:

النسيان = مقدار التعلم - كمية التذكر.

والنسيان ظاهرة نفسية إنسانية تؤثر في حياتنا بشكل عام وفي نشاطنا التعليمي بشكل خاص، ولها حسناتها وسيئاتها، فبالنسبة لفوائدها تتجلى في عدم تذكر خبرات مؤلمة أو أية معلومات أخرى غير مرغوب بها أو لم نعد بحاجة إليها، وتهيئ الفرصة للمعلومات الجديدة من أجل أن تدخل، وبالتالي تسهم في توفير الأساس الضروري للنمو المستمر والمتجدد.

فلولا النسيان لما استطاعت الشخصية أن تنهض بأعبائها وتحافظ على وحدتها وحسن تكيفها مع البينة، حيث يعمل النسيان بصورة عفوية حين وبصورة مقصودة حيناً آخر على استبعاد المعلومات التي لم نعد بحاجة إليها ولا ينتظر منها فائدة في النشاط المقبل، ويهيئ الفرصة المناسبة للمعلومات الجديدة والحيوية من أجل أن ترمز وتثبت.

أما مضار وسيئات النسيان تتجلى في عدم القدرة على تذكر بعض المعلومات والخبرات والمهارات المهمة مع أننا كنا قد تعلمناها وحفظناها من قبل، وتعد مسالة استرجاعها ضرورية، الأمر الذي يقود إلى أشكال متعددة من الاضطرابات وعدم التكيف، وفي حالات معينة يؤدي النسيان إلى إصدار قرارات خطيرة تؤثر على مستقبل الفرد.

منحنى النسيان:

أي شيء متعلم معرض للنسيان، ولكننا لا نستطيع أن نحدد الكيفية التي تفقد بها الانطباعات المكتسبة بسرعة. هل يحدث النسيان بمعدل ثابت، أم يحدث بسرعة أكثر في البداية أو في النهاية؟ لقد أجاب عالم النفس الألماني ابنجهارس Ebbinghaus منذ عام (1885) على هذا السؤال بالتجربة الآتية:

إذ قام بحفظ قائمة من المقاطع عديمة المعنى، فقد وجد بعد الحفظ المتقن للقائمة أن النسيان يكون سريعاً جداً في الساعات الأربع والعشرين الأولى التي تلي عملية التعلم، حيث فقد 42 بالمئة مما حفظ بعد عشرين دقيقه فقط، ثم أصبحت بالمئة66 بعد (24) ساعة، و صل ما فقده بعد ثلاثين يوماً إلى 79بالمئة .

معنى ذلك، أن الكميات التي بقيت في الوعي عقب تلك الفترات ذاتها كانت