**مقدمة عامة **
& ترتبط كلمتا المعطيات و المعلومات في ذهن الكثيرين منا بالحاسوب و تطبيقاته , أو بوسائل الإعلام من فضائيات و صحف ,أو يتعدى البعض منا هذه العناصر ليفكر في الانترنت إذ كان على دراية بمعناها .
و الحقيقة أن هذه الصورة صحيحة و كل هذه العناصر مرتبطة إلى حد كبير بالمعلومات في نقلها و تخزينها أو حتى في عملية توليدها و إتاحتها لنا .
إلا أنه من الضروري أن نضع تعريفاً أولياً لكل من المعلومات و المعطيات .
على سبيل المثال :
عندما يقود أحد السائقين سيارة و يحاول الانعطاف إلى اليمين فإنه يعطي إشارة ضوئية متقطعة أو غماز تشير إلى الجهة التي ينوي الانعطاف إليها . بالنتيجة يلحظ السائق الذي يتبعه هذه الإشارة و يحللها تبعاً لمعارفه و خبراته الشخصية فيقرر التمهل حتى يسمح للسائق الأمامي بالانعطاف .
و اعتماداً على ذلك , يمكننا القول أن الإشارة الضوئية بشكلها المجرد ليست إلا تمثيلاً لحالة معينة يقدمه السائق الذي يريد الانعطاف للسائق الذي يليه .
ندعو هذا التمثيل معطيات أو بيانات ,إلا أن هذه الإشارة الضوئية لا تتحول إلى معلومة إلا من خلال قدرة السائق الثاني على قراءة هذا المعطى و تحليله و فهمه .
و عليه فإن هذه الإشارة الضوئية ليست إلا بياناً أو معطى لا معنى له ,و لا يشكل أي معلومة بالنسبة لطفل صغير يرافق السائق الثاني و ليست لديه أي خبرة أو معرفة بقيادة السيارات .
يحاول الناس غالباً ترتيب و تنظيم كمية كبيرة من المعطيات ,و بالسرعة القصوى لاستخلاص معلومات تهمهم.
لذا نحتاج إلى أسلوب تنظيم لهذه المعطيات يسهل عملية البحث و الربط فيما بينها لاستخلاص المعلومات التي تحتويها .
من هنا تأتي أهمية أنظمة قواعد المعطيات التي توفر الأسلوب الأسهل و الأكثر استخداماً في تنظيم المعطيات .
اذ تتراوح أنظمة قواعد المعطيات من مجرد فهرس أرقام هاتفية بسيط , إلى أنظمة قواعد معطيات عملاقة تقوم بإدارة و تحليل معطيات المؤسسات الضخمة مروراً بقواعد المعطيات المرتبة بمحركات البحث ,و المؤلفة من ملايين صفحات الوب الموجودة على الانترنت . &
**قاعدة البيانات **
& نعرف قاعدة معطيات بأنها مجموعة من المعطيات المرتبطة ببعضها البعض ,مخزنة و منظمة بأسلوب يسمح باستخلاص المعلومات التي نحتاجها بسهولة و سرعة و دقة .
تعتبر المفاهيم التي تعتمدها قواعد المعطيات و الأدوات التي تقدمها ,العمود الفقري لتطوير أنواع عديدة من التطبيقات المعلوماتية الواسعة الانتشار ,خاصةً في التطبيقات الإدارية و المالية ,و النظم المساعدة في اتخاذ القرار .
بدأ الاهتمام بهذا النوع من التقنيات ,مع ظهور الحاجة إلى إدارة حجم كبير من المعطيات, إذ تبين عجز طرق البرمجة التقليدية عن مواكبة التطور الحاصل في حجوم هذه المعطيات ,و هذا ما استدعى إنشاء نظم عامة تهدف في المقام الأول إلى تحسين و تسهيل طرق التعامل مع حجوم كبيرة من المعطيات من قبل عدد كبير من المستخدمين مع تحقيق أمن المعطيات .
تتألف قاعدة المعطيات عادةً من مجموعة كبيرة من الجداول ,و يحتوي كل منها على مجموعة من الحقول و السجلات .
أما نظام إدارة قواعد المعطيات data base management system ,فيتألف من تجمع من المعطيات المرتبطة ببعضها ,و مجموعة من البرامج التي توفر الوصول إلى هذه المعطيات .
تحوي قاعدة المعطيات عادةً معلومات عن مؤسسة ما ,و بسبب الأهمية البالغة للمعلومات في المؤسسات ,فقد برزت الحاجة إلى تطوير مفاهيم و منهجيات و تقانات عديدة لإدارة هذه المعلومات إدارة فعالة . &
** الغرض من نظم إدارة قواعد المعطيات DBMS**
& سنبين الغرض من نظم إدارة قواعد المعطيات من خلال مثال معلوماتي بسيط نسبياً, و نبين الصعوبات التي يواجهها مطورو الأنظمة المعلوماتية , إذا استخدموا الأدوات التقليدية مثل نظم إدارة الملفات في تخزين و إدارة المعطيات ,و أهمية نظم قواعد المعطيات في حل هذه الصعوبات .
تطبيق: لنأخذ مؤسسة مصرفية للتوفير ,مثل مؤسسة توفير البريد ,تحتفظ بمعلومات عن زبائنها و حساباتهم المصرفية في نظام ملفي تقليدي ,و يدير هذه المعلومات مجموعة من البرامج التطبيقية التي تسمح بإجراء العمليات الآتية :
- فتح حساب جديد.
- إيداع مبلغ في حساب مصرفي موجود.
- استرداد مبلغ في حساب مصرفي موجود.
- إغلاق حساب مصرفي حذف حساب .
- إصدار الكشف الشهري للحسابات.
مجموعة الملفات التي تتعامل معها البرامج :
ملف الحسابات دليل الحسابات : يتضمن مجموعة من السجلات يحوي كل منها معلومات عن حساب واحد , مثل رقم الحساب و اسم صاحب الحساب و عنوانه و تاريخ فتح الحساب ...الخ.
*ملف العمليات المصرفية : يتضمن المعلومات المتعلقة بالعمليات المصرفية من ايداع و استراد . و يمكن أن تتضمن كل تسجيله من هذا الملف معلومات عن حركة واحدة ,مثل نوع العملية و تاريخها و رقم الحساب و المبلغ ...الخ.
الملفات الدائمة التي تستخدم في عمليات الفرز و الترتيب و الملفات الدائمة التي تستخدم لأرشفة المعلومات التاريخية مثل الحسابات التي اغلقت .
أما البرامج التطبيقية السابقة فيفترض أنها كتبت من قبل المبرمجين لتلبية الحاجات الحالية للمؤسسة ,و عندما تزداد حاجة المؤسسة و تتنوع أعمالها يمكن أن تكتب البرامج تطبيقية جديدة لسد هذه الحاجة .
و لنفترض مثلاً أن قوانين جديدة سمحت للمؤسسة بفتح حسابات مصرفية جارية (شيكات) في هذه الحالة سوف تضاف ملفات جديدة تحوي المعلومات المتعلقة بالحسابات الجارية ,و ستحتاج المؤسسة إلى مجموعة إضافية من البرامج التطبيقية لإدارة هذه الحسابات , و هكذا نرى أن المؤسسة ستحتاج إلى إضافة العديد من الملفات و البرامج التطبيقية إلى نظامها التقليدي لسد حاجاتها المتنامية .&
**لغة تعريف قواعد المعطيات Data definition language **
& يحدد مخطط قواعد المعطيات بمجموعة من التعاريف التي يعبر عنها بلغة خاصة تسمى لغة تعريف المعطيات DDL .
إن نتيجة تنفيذ تعليمات هذه اللغة هي مجموعة من الجداول المخزنة في ملفات خاصة , ندعوها قاموس المعطيات Data dictionary يحتوي قاموس المعطيات على معطيات سامية, (معلومات و معطيات عن المعطيات المخزنة ) و يجري استدعاؤها قبل قراءة أو تعديل المعطيات الحقيقية في نظم قواعد المعطيات . &
**لغة التعامل مع المعطيات Data manipulation language **