تتظاهر غوغل بأن مساعيها لا غبار عليها من الناحية السياسية، وأنها تروج لفكرة استخدام المواد الأولية المتجددة وللمساعي الرامية إلى اعتماد خيارات أخرى لتوليد الطاقة.

على صعيد آخر، تولد غوغل لدى مستخدمي الويب الاعتقاد بأنهم يصونون البيئة حين يستخدمون غوغل:

«إن غوغل تطور شبكة عنكبوتية أفضل، شبكة تراعي متطلبات حماية البيئة.

فسعينا إلى جعل شركتنا تلتزم باستخدام الموارد الطبيعية بجدارة أكبر، وإلى دعم استخدام المواد الأولية المتجددة،

يعني أن شركتنا تسهم في المحافظة على سلامة البيئة ، ومعنى هذا هو أنك، وبصفتك زبونا من زبائن شركتنا، تسهم في حماية البيئة حين تستخدم منتجات غوغل» .

ولأن لهذه العبارات وقعا جيدا على الأسماع، من وجهة نظر العلاقات العامة، تذهب غوغل إلى مدى أبعد في هذا السياق. فحينما تعصف بالعالم كوارث طبيعية وحين تنشأ ظروف استثنائية،

تعرض الشركة الأمريكية العملاقة مساعدتها بنحو يسترعي انتباه الجمهور، فهي تشرع، في الحال، في إنشاء صفحات ويب مخصصة لنشر ما يستجد من أخبار، وبتوظيف ما لديها من بنوك معلومات للتفتيش عن المفقودين،

وتكرس وصلات لحشد المساعدات وجمع التبرعات المالية

وكما جرت العادة على مر العصور، يستطيع البعض كسب الوفير من المال - أو تلميع صورتهم، على أدنى تقدير - من خلال عذابات الآخرين.

وفي سياق حديث صحافي أجراه ستيفان كلاين Klein Stefan مع ريتشارد دوكينز Dawkins Richard() ، علق دوكينز على ملاحظات كلاين قائلا:

إن الصحافي والكاتب الحائز جائزة بوليتزر روبرت رايت Wright Robert يشير إلى أن تعاطف الأفراد فيما بينهم ينبع من ذهنية تجارية بحتة. «فهو أي روبرت رايت، كتب في مرة من المرات: «إن الشفقة على الآخرين لا تختلف أبدا عن الخدمات الاستشارية التي يقدمها المصرف للزبون الراغب في استثمار ثروته».

فالشخص الذي يرمي نفسه في مياه النهر الباردة لينقذ إنسانا على وشك الغرق، لا يعطف على هذا الإنسان حبا بأداء الخير أبدا، إنه ينتظر منه أن يرد الجميل بفعل مناسب.

وكلما كان المحسن إليه في وضع أكثر حرجا، كان الدين أكبر».

بيد أن غوغل لاتزال أمامها فرص كثيرة لتسديد الخبطة العظيمة. يقول إريك شميت، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، في هذا السياق: «يتعين

على العديد من العناصر الفاعلة أن تجري تقويما جديدا للعام المحسوس والعال الافتراضي، أعني عناصر من قبيل الدول الراغبة في فهم سلوك الدول الأخرى، والجامعيين المهتمين بالعلاقات الدولية، أو المنظمات غير الحكومية والشركات الناشطة عبر الحدود الدولية.

وإذا كان من الصعوبة بمكان فهم كنه عام محسوس، فإن من مسلمات الأمور أن التقويمات المستقبلية والأخطاء المقبلة ستكون في العام الافتراضي أكثر صعوبة. فالإنترنت ستكون حلبة صراعات دولية، وصيغة جديدة لإدارة حروب فعلية – و ثورات جديدة .

وغني عن البيان أن غوغل ستكون حاضرة أيضا - ستكون حاضرة دائما وفي كل مكان.

فعلى سبيل المثال، كانت غوغل حاضرة إبان الانتخابات التشريعية الألمانية العام 2013. إذ كرست صفحة الويب google.de/wahlen لتغطية أخبار ونتائج هذه الانتخابات، ولم تمكن الصفحة الأفراد من البحث في صفحات الموقع عما يعن لهم من أسئلة فقط،

بل تكفلت أيضا بأن تكون منفذا يدخل منه الأفراد إلى مواقع وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعية أيضا.

وهكذا، أقحمت غوغل نفسها بنحو فعال في العملية الانتخابية. ولا بد من الإشارة ها هنا، إلى أن هذه م تكن هي المرة الأولى التي تقحم فيها غوغل نفسها في انتخابات تشريعية ألمانية ".

& لم تكن صفحة الويب المخصصة للانتخابات التشريعية في ألمانيا أول إسهام تقدمه غوغل في شأن من هذا القبيل. فقبل أن تقحم نفسها في الانتخابات الألمانية، كان

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

 

ساعة ذكية