^مقدمة^:

&تعرف عمليات السمنتة بأنها ضخ السائل الإسمنتي ( وهو خليط من الماء ومسحوق الإسمنت) داخل مواسير التغليف، ثم إزاحته إلى الفراغ الحلقي بواسطة سائل الإزاحة، أي أنها تقوم باستبدال سائل الحفر الموجود في الفراغ الحلقي ( بشكل جزئي أو كلي) بسائل إسمنتي، يتصلب بعد زمن معين مشكلا حلقة من الحجر الإسمنتي حول مواسير التغليف تمتد من حذاء المواسير و حتی ارتفاع معين وفقا لكمية السائل الإسمنتي التي ضخت في البئر.

يمكن استنتاج أهمية عمليات السمنتة من خلال ربطها مع عمليات التغليف، إذ أن كلتا العمليتين تشكلان معا ما يسمى بتدعيم آبار النفط والغاز. والهدف الأساسي من العمليات الإسمنتية هو زيادة عمر الأبار كي يتوفر الزمن الكافي الاستثمار كامل مخزون المكامن النفطية والغازية التي تخترقها الأبار. لكن بقاء سائل الحفر في الفراغ الحلقي خارج مواسير التغليف يجعل من هذه الأخيرة عرضة لإجهادات  شتی ( تأكل من قبل محتويات الطبقة المفتوحة- ضغط خارجي كبير ناتج عن انهيار جدران البئر ... إلخ ) والتي تؤدي إلى إنقاص تدريجي لمقاومتها، أي التقليل من عمرها وعمر البئر. وأهمية عمليات السمنتة تبرز من كونها تشكل المرحلة النهائية لعمليات انجاز الآبار، وتسبق مباشرة وضع الآبار في الاستثمار، وأن أي فشل في عمليات الإسمنت سوف يجعل عمليات الاستثمار تواجه صعوبات ومشاكل قد تؤدي إلى ضياع البئر، وعلى العكس تماما فإن نجاحها يمكن من استثمار المكامن النفطية والغازية وإنتاج القسم الأعظم من محتوياتها .&

**أهمية عمليات الإسمنت** :

&تكمن أهمية عمليات الإسمنت بالأتي:

  1. تدعيم مواسير التغليف: وذلك من خلال تشكيلها حلقة من الإسمنت المتصلب المقاوم يربط بين السطح الخارجي المواسير التغليف وجدران البئر.
  2.  حماية مواسير التغليف: حلقة الإسمنت تحمي مواسير التغليف من التعرض للتأثير التأكلي من قبل محتويات بعض الطبقات الجيولوجية، أي منع الموائع الطبقية ذات التركيز المختلف بالأملاح أو الغازات الحمضية من التلامس مع مواسير التغليف. 3 - إبعاد تأثير سائل الحفر أو فاقد الرشح على الطبقات: إذ تبعد عمليات الإسمنت تأثير سائل الحفر أو فاقد الرشح من السائل الإسمنتي على الطبقات التي يتأثر ثبوتها بالماء ( الغضار - الملح الصخري...)، وبذلك تمنع جدران البئر مقابل هذه الطبقات من الانتفاخ أو الانهيار.
  3.  عزل الطبقات الجيولوجية: حيث تعزل العمليات الإسمنتية الطبقات الجيولوجية عن بعضها البعض، وهي الوظيفة الأهم لعمليات السمنة، لأنها تغلق الطريق أمام الموائع الطبقية عند محاولتها الانتقال من المكمن ذي الضغط المرتفع إلى الطبقات ذات الضغط المنخفض. وهكذا فإن عمليات الإسمنت تمكن من الاستثمار الصحيح للمكامن النفطية والغازية، وتمنع حدوث المشاكل والصعوبات التي يسببها عبور الموائع الطبقية من مجال إلى آخر، أو دخولها إلى البئر ( من مجالات غير مرغوب بها) وارتفاعها خلال الفراغ الحلقي إلى السطح. هذه الحالة التي نصادفها في معظم أبار الشركة السورية للنفط ولا سيما في تركيب صفيح تشهد فشل عمليات السمنتة بسبب انتقال المياه الطبقية من طبقة الجوديا وإماهة المجال المنتج.

إن نجاح عملية السمنتة ( وبالتالي قيامها بوظائفها المذكورة سابقا ) يتوقف على عدة عوامل ( الوسائل الفنية والتقنية المطبقة- نوعية المواد المعدات المستخدمة- خبرات الطاقم الفني المنفذ لها ....).&

** طرق سمنتة مواسير التغليف**:

&تجري عمليات السمنتة بطرق متعددة، ويمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات رئيسية( سمنتة ثانوية، سمنتة خاصة. سمنتة أولية)

تجري عمليات السمنتة الأولية بعد الحفر مباشرة، لذلك يتكرر استخدامها في حين أن الطريقتين الأخيرتين تطبقان في حالات خاصة.&

  1. **عمليات السمنتة الأولية (Primary cementing)**:

&تجري عمليات السمنتة الأولية لتثبيت مواسير التغليف ، وتنفذ مباشرة بعد الانتهاء من إنزال المواسير في البئر بضخ السائل الإسمنتي من أجهزة الضخ السطحية إلى داخل مواسير التغليف ومن ثم إزاحتها إلى الفراغ الحلقي بين مواسير التغليف وجدار البئر .&

إن سمنتة مواسير التغليف تتم وفق المراحل الأتية :

image-20200211184814-1

 الشكل يبين عملية السمنة الأولية 

1- سمنتة مواسير التغليف للمرحلة السطحية:

&يملأ كامل الفراغ الحلقي خارج مواسير التغليف للمرحلة السطحية بالسائل الإسمنتي ( من قاع البئر وحتى السطح )، وذلك بهدف عزل وحماية الطبقات السطحية ( الهشة عادة أو القابلة للتهدم) من التأثر بسائل الحفر، وحماية المياه السطحية العذبة من التلوث بمكونات سائل الحفر الكيميائية ( يستعمل في المرحلة

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان