عمارة بلاد الرافدين - خصائصها

^عمارة بلاد الرافدين مرتبطة بالأدوار التاريخية المختلفة ولكن نماذج الأبنية والعناصر المعمارية المستخدمة ناتجة أيضاً – كما في وادي النيل - عن المعطيات الطبيعية للمنطقة التي تقوم فيها من مناخ ومواد بناء متوفّرة وبيئة محيطة بالإضافة إلى تأثرها بالبنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبالأفكار الدينية السائدة في المراحل المُختلفة . وتعدّ الأبنية الدينية والقصور وأسوار المدن هي النماذج المعمارية التي أولتها عمارة بلاد الرافدين أهمية كبيرة والتي تظهر من خلالها تطوّر هذه العمارة .^

*خصائص العمارة في بلاد الرافدين وعناصرها الأساسية*

&لم يتوفّر من مواد البناء في منطقة بلاد الرافدين مُنذ القدم إلا القصب والطين والرمل . أمّا الخشب والحجر فكان لا بد من استيرادهما وخاصة فيما يتعلّق بالخشب الذي لا غِنى عنه في بناء الأسقف ، بينما تمّت الاستعاضة عن الحجر باستخدام اللّبن المجفّف في الشمس ، كما في البقايا التي تم الكشف عنها في مدينة بابل ومن ثمّ تمّ الانتقال فيما بعد إلى استخدام القرميد المشوي أحياناً .&

&تعتمد تقنية البناء في بلاد الرافدين على الجدران الثخينة المصمتة ، وهناك ارتباط وثيق بين أبعاد الفراغات وطول الجسور الخشبية التي تحمل الأسقف الطينية المستوية ، ولم تُستخدم القباب أو القبوات نصف الاسطوانية لسقف المجازات الكبيرة وكان استخدامها يقتصر على البوابات .&

&مواد البناء المتوفّرة والمناخ الحار والجاف السائد فرضا بناء نماذج معيّنة من الأبنية تتميز بجدرانها الثخينة المُغلقة نحو الخارج والمفتوحة على أفنية داخلية ، كما تمتاز بأسقفها المستوية المتعدّدة الاستعمالات ، وتتناسب مع هذه الخصائص الأحجام المكعّبة والتدرّج الأفقي بالكتل ، كما في تصوّر (Reconstruction) لمدينة آشور ، حيث نجد الأحجام المربّعة تُسيطر على الشكل العام وتتكرّر بشكل متدرّج سواء في الأحجام الكبيرة أو في التفاصيل الصغيرة .&

&ويُعتبر تقسيم السطوح الكبيرة للجدران إلى أجزاء بارزة وأخرى غائرة من ميزات عمارة بلاد الرافدين ، فاستخدام الدعامات البارزة في الجدران الخارجية معروف منذ العصور القديمة في عهد أوروك (المعبد) . لم تنتج هذه الطريقة في تشكيل الواجهات فقط عن تقنيّة البناء باللّبن والحاجة الإنشائية إلى تدعيم الجدران بواسطة دعامات تتوزّع على مسافات متساوية ضمن الجدار وإنّما ساهمت أيضاً في إعطاء الواجهات الطويلة والمصمتة حركة يلعب الظل والنور دوراً كبيراً في مظهرها على مدار السنة.&

&إنّ استخدام اللّبن والقرميد بقوالب صغيرة يسمح بتشكيل البروزات بشكل متدرّج وفنّي يظهر على وجه الخصوص في الفترة المبكّرة ن كما في معبد أوروك . وتنتهي