ثالثاً: القارمة الجريبية البشرية:

تسبب داء الجرب وهو مرض شائع يصيب جميع الناس من مختلف الأعمار والأجناس.

أكثر ما يتفشى في الأوساط الفقيرة ذات الأسر الكبيرة لعيش أفرادها محشورين في أماكن ضيقة ونوم عدة أشخاص منهم في فراش واحد مما يسهل انتشار العدوى وإصابة جميع افراد الأسرة الواحد وينطبق ذلك على التجمعات الكبيرة كطلاب المدارس وخاصة الداخلية ومعسكرات الجيش.

وداء الجرب معروف منذ 2500 سنة وكان أرسطو يعده قمل في اللحم وكان الرومان القدماء يعالجونه بدهان مكون من الكبريت في سائل من القطران.

القارمة الجريبية لها جسم بيضوي رمادي اللون، عديمة الأجنحة، تمضي دورة حياتها كلها في الإنسان وتموت بعيداً عنه وتتغذى بالسوائل الخلالية.

شكل ودورة حياة القارمة الجريبية:

تقيس الأنثى 330 مكروناً وتوجد المحاجم على الأزواج الأرجل الأول والثاني، يقيس الذكر 220 مكروناً وتوجد المحاجم على أزواج الأرجل الأول والثاني والرابع.

تحفر الأنثى نفقاً متعرجا في الجلد، تمشي ليلاً وتتوقف نهاراً فتحفر كل ليلة 1-2 مم وتطرح فضلاتها وبيوضها ضمن النفق.

تبيض الأنثى كل يوم 2-3 بيوض وذلك لمدة شهر واحد.

تفقس هذه البيوض بعد أربعة أيام وتخرج منها اليرقات التي تصعد إلى سطح الجلد تتحول بعد ذلك إلى حوراء ثم إلى بالغة.

وعندما يلتقي الذكر (الذي يبقى على سطح الجلد) بالأنثى يحدث الإلقاح ويموت الذكر وتبدأ الأنثى الملقحة بحفر نفق جديد.

العدوى بالقارمة الجريبية:

تنتقل العدوى عن طريق الأنثى الكهلة أو البيوض أو اليرقات ويتم ذلك دائماً بالتماس الصميمي المباشر حيث تنجذب للدفء والرائحة والعرق.

تحدث العدوى بالطرق الآتية:

  • ممارسة الجنس مع المصاب أو المصابة.
  • التماس بين الأم ورضيعها أو بين الأطفال أو طلاب المدارس أو الجنود.
  • ارتداء الملابس الملوثة.
  • استخدام المناشف الملوثة.
  • الاحتكاك المباشر مع المصابين بطريقة ما.

ولا تستطيع القارمة العيش أكثر من 48 ساعة بعيداً عن الثوي.

الأمراض:

أهم التبدلات المرضية المميزة المشاهدة عند المصابين بالجرب العادي هي عملية تشكل الأثلام الجريبية والحويصلات اللؤلؤية.

  • الأثلام: وتنجم عن الأنفاق التي تحفرها الأنثى ويكون لونها رمادياً أو أسوداً نتيجة تراكم فضلات القارمة والأوساخ فيها وتحاط الأثلام برشاحة التهابية تحوي حمضات ولمفيات.
  • الحويصلات اللؤلؤية التي تتوضع في نهاية الثلم وتحتوي على القارمة الأنثى.

المظاهر السريرية للقارمة الجريبية:

تتراوح حضانة الجرب بين أسبوع واحد وأسبوعين.

ويتميز الجرب بظهور طفح جلدي حاك بشدة يتظاهر بشكل حطاطات حمراء وأحياناً حويصلات وتنجم الحكة عن حفر الأنثى للأنفاق وعن مواد تفرزها الأنثى ولهذه الحكة ثلاث صفات:

  • تشتد ليلاً وقت النوم.
  • عائلية (تصيب أكثر من فرد من افراد العائلة).
  • تتوضع في أماكن معينة من الجسم فهي تصيب الجلد الرقيق في المناطق الآتية: بين أصابع اليدين بشكل رئيسي والمعصم والمرفق والحافة الأمامية الإبطية والسرة والفخذين.

وتتوضع عند النساء تحت الثديين وحول الحلمتين وعند الرجال على الصفن والحشفة ومنطقة العانة وعند الرضع على الراحتين والأخمصين والوجه ولا تصاب فروة الرأس عادة.

تظهر الأثلام بشكل خطوط دقيقة سمراء متعرجة تقيس بين 1-2سم في نهايتها حويصلات لؤلؤية بحجم رأس الدبوس ومن الصعب رؤية الأثلام لتشوهها بتأثير الحكة الشديدة والخمج الثانوي.

تشخيص الإصابة بالقارمة الجريبية:

التشخيص وكشف الحالة إلى مجموعة من النقاط يمكن إيجازها بالآتي:

  1. العلامات السريرية وخصوصاً الحكة.
  2. كشف الأثلام والقارمة فيها واستخدام المجهر لهذا الغرض (ويمكن كشط مناطق الأثلام خاصة بين الأصابع أو في المعصم أو ثقب الحويصلات اللؤلؤية بالإبرة وفحصها مجهرياً لرؤية القارمة أو البيوض) ويساعد في هذا المجال محلول ماءات البوتاسيوم KOH بغلي الطفيليات في أنبوب اختبار ثم فحص الراسب.

لتسهيل رؤية الأنفاق يمكن وضع نقطة من الحبر على المنطقة المشكوك بها ثم يمسح الحبر بالكحول بعد 10 دقائق فينحبس الحبر ضمن الأنفاق التي تصبح سهلة الرؤية.

الوقاية:

  1. التأكد من غسل ملابس المصاب بشكل مستقل عن الآخرين.
  2. الحرص على غسل أغطية السرير والملابس التي تم استخدامها خلال 3 أيام قبل العلاج وذلك في جهاز غسيل الملابس.
  3. تجنب مشاركة الملابس أو المناشف وغيرها مع الشخص المصاب.
  4. الحرص على وضع المواد غير القابلة للغسل في كيس بلاستيكي وتخزينها بعيداً لمدة أسبوع.
  5. المحافظة على تنظيف الغرف جيداً باستخدام المنظفات المنزلية المخصصة.
  6. تجنب ممارسة الجنس مع الشريك المصاب.

المعالجة:

تتم المعالجة داء الجرب بالتطبيق الموضعي لل Permethrin.

يستخدم محلول 25% Benzyl benzoate يومياً لثلاثة أيام.

وقد أهملت المركبات القديمة المخرشة وذات الرائحة الكريهة الفاضحة كالكبريت والقطران وما شابهها.

ينصح بتكرار العلاج بعد مضي أسبوع لكن يمنع بعدها تكراره حتى مرور بضع أسابيع دون الاستشارة الطبية فالاستخدام الزائد سيهيج الجلد.

يجب بعد كل علاج القيام في الصباح التالي بغسل شراشف الأسرة وغلاف المخدات بالغسالة أو بالغسل الجاف وأيضا تنظيف السجاد والأثاث بالمكنسة الكهربائية.

تزول الحكة عند معظم الأشخاص بمرور بضعة أيام من العلاج لكنها قد تستغرق من

Create new account

Download eMufeed Android Application Now

 

للاعلان