لا بد لطبيب أسنان الأطفال من امتلاك المقدرة على تشخيص سلوك الطفل بدقة لوضع التدبير الصحيح لهذا السلوك كي يكتسب ثقة الطفل التي ستنعكس ايجابياً على خطة المعالجة وتقديم الأفضل من الخدمات السنية، ويأتي امتلاك هذه القدرة من الموهبة الشخصية في تدبير السلوك المعزز بالقاعدة العلمية نتيجة الدراسة والاطلاع وفهم علم السلوك بكافة أشكاله.
وسنبدأ في توضيح بعض السمات الأساسية للنمو الانفعالي والسلوكي والمعرفي والاجتماعي للطفل منذ الولادة حتى عمر الثانية عشرة وهو العمر الذي يعتبره معظم الباحثين عمر الطفولة.
ترتبط هذه السمات بالتبدلات الحيوية والكيميائية والبدنية خلال مراحل النمو المذكورة لكل من الطفل السوي وغير السوي فالجهاز العصبي والدماغ لدى المولود يكتمل وينضج مع مرور الوقت وبالتالي الأجهزة الحركية والإدراكية والحواس.
علماً أن اتصال الطفل بالمحيط الخارجي خلال المراحل المبكرة غير مميز، لأن حياته العقلية ضبابية، وسلوكه وردود أفعاله أقرب للمنعكسات العصبية، ولا تلبث أن تتغير مع تقدم العمر وتصبح أكثر وضوحاً في النواحي البدنية والعقلية والسلوكية والانفعالية الشخصية وذلك تبعاً للاستعدادات الوراثية وللعملية التربوية والاجتماعية، حيث تأخذ الشخصية ملامحها بالظهور تدريجياً، من خلال تفاعل العوامل الوراثية و