**التغير المناخي وأهميته في قطاع الزراعة:**

& يعتبر المناخ العامل الأساسي الذي يتوقف عليه نمو النباتات وتوزيعها علي سطح الأرض . يظهر أثر المناخ في الإنتاج الزراعي علي التربة أولاً ، وأثره في تكون التربة الزراعية وخصائصها، لهذا ارتبطت الزراعة ارتباطا وثيقاً بالخصائص المناخية ، ولا يخفي أثر كل من الإشعاع الشمسي والرياح والرطوبة وغيرها من العوامل الجوية على نمو النباتات أثناء مراحل نموها المختلفة . &

& ظهرت العديد من الاتجاهات التي توضح العلاقة المتبادلة بين المناخ والأعمال الزراعية ولذلك ظهر علم المتيورلوجيا الزراعية Agricultural Meteorology . وعلم المناخ الزراعي Agricultural Climatology ، وقد اهتمت كثير من دول العالم التي تتميز ظروفها الطقسية بالتغير ، بإذاعة ونشر حالة الطقس لخدمة المهتمين بالزراعة كان من نتائج ذلك أن أصبحت دراسة Metrological Agriculture للأبحاث الزراعية كثير من الأهمية . &

& ويظهر أثر المناخ لما له من دور بارز في مراحل نمو النبات التي تحدد فترات إعداد الأرض للزراعة ، ومواعيد الأزهار ، الثمار ونضج وجمع الثمار ، طرق تخزينها ، طرق الري ومواعيدها ، طرق الصرف وكذلك كيفية تجنب الأخطار التي تؤدي إلي إتلاف المحاصيل المزروعة وتحديد أسباب تعرض النبات للأمراض والآفات ومدى تنوع هذه الآفات تبعاً لفصول السنة المختلفة . هذا إلى جانب تحديد أنسب المناطق التي يمكن زراعتها بمحصول ما بحيث تعطي عائداً اقتصادياً مرتفعاً وكيفية زيادة الغلة تحت الظروف المناخية السائدة . &

1 ) أثر التغير المناخي على الإستهلاك المائي للنبات :

& كما هو متوقع، فإن التغيرات المناخية ستشمل زيادة درجات الحرارة وزيادة الإحتباس الحراري وانخفاض في الهطول المطري، مما يساهم في زيادة الاستهلاك المائي للنباتات وتخفيض فترة نمو المحاصيل وانخفاض كمية المياه المتوفرة وفقاً لذلك ، تم تقييم تأثيرات التغير المناخي على الاحتياجات المائية والإنتاجية لمحاصيل القمح والقطن وأشجار الزيتون (اختيرت هذه المزروعات لأنها تعتبر من المحاصيل الرئيسية في سوريا). واستخدمت في هذه الدراسة نتائج النماذج الرياضية المناخية المعتمدة من (IPCC MMD-AIB) خلال الفترة 2088-2099 لتحديد التغيرات المتوقعة في درجات الحرارة وكميات الامطار، وفي تقدير الاحتياجات المائية، حيث اعتمد النموذج الرياضي (CROPWAT) الذي يستخدم لتقدير الاحتياجات المائية للمحاصيل (FAO)، حيث من المتوقع أن يرتفع المعدل السنوي لدرجات الحرارة بمقدار 3,5 درجة مئوية في تلك الفترة، وينخفض المعدل السنوي للهطولات المطرية بمقدار 12% . &

& وبنتيجة هذه الدراسة وجد أن التغيرات المتوقع حصولها في درجات الحرارة وكميات الهطول المطري ستؤدي إلى زيادة الاحتياجات المائية لمحصول القمح المروي من 563 ملم إلى 614 ملم، وإذا لم يتم تعويض هذه الكمية من مياه الري ستنخفض الانتاجية بمقدار 10 %، أما بالنسبة للقمح المزروع بعلاً فإن التغيرات المتوقعة ستؤدي إلى زيادة الاحتياجات المائية من 428 مم إلى 469 مم والإنتاجية ستنخفض بمقدار 14 %. &

& وباعتبار أن محصول القطن مروي بالكامل فإن تأثره بالتغيرات المناخية سيكون أقل ، فقد وجد أن التغيرات المناخية المتوقعة ستؤدي إلى زيادة الاحتياج المائي من 1169 إلى 1265 مم، وفي حال عدم زيادة كميات مياه الري لتعويض هذه الزيادة ستنخفض الانتاجية بمقدار 5 بالمئة فقط ، أما بالنسبة لأشجار الزيتون المروية فإن التغيرات المتوقعة ستؤدي إلى زيادة الاحتياجات المائية من 828 إلى 942 مم، وستنخفض الانتاجية 5 بالمئة إذا لم تتم زيادة كمية مياه الري، بينما ستنخفض إنتاجية الزيتون المزروع بعلاً إلى 5,3 بالمئة . &

& وبنتيجة هذه الدراسة تم وضع مجموعة من الاجراءات للتكيف مع التغيرات المناخية المتوقعة ، ومنها:

  • استخدام محاصيل متحملة للحرارة .
  • تغيير الممارسات الزراعية مثل موعد الزراعة وكثافة البذار.
  • باعتبار أن التغير المناخي سيزيد من استهلاك المياه في الري ، فلا بد من زيادة كمية مياه الري للمحافظة على الانتاجية المحلية للقمح والقطن والزيتون ، هذا فضلا عن الانتقال إلى طرق الري الحديثة .
  • نشر تقانة (تقنية) الزراعة الحافظة لزيادة كفاءة استخدام مياه الامطار وزيادة كمية المياه المخزنة في قطاع التربة .
  • نشر تقانات حصاد مياه الامطار بأشكالها المختلفة ، بحيث يمكن تخزين المياه في المواسم الرطبة لاستخدامها في فترات الجفاف .
  • تحسين إدارة استخدام مياه الري حيث وجد أن إنتاجية القمح والقطن المروي أقل من الانتاجية الأعظمية بـ 30 و20 % على التوالي ، وذلك بسبب الادارة السيئة لمياه الري .
  • ضرورة اصدار نشرات ارشادية تحدد فيها الاصناف الملاءمة من القمح والقطن والزيتون لكل منطقة من مناطق الاستقرار .
  • يجب التركيز في مختلف أشكال الوسائل الإعلامية على موضوع التغيرات المناخية المتوقعة وآثار هذه التغيرات على القطاع الزراعي . &
  • 2) أثر التغير المناخي على انتشار الحشرات الضارة زراعياً :
  • & يبرز تأثير تغيرات المناخ العالمي والإحتباس الحراري في تنوع مفصليات الأرجل ، إدارة الآفات ، و الأمن الغذائي . حيث أن حدوث تغيرات المناخ العالمي و الاحتباس الحراري هو ظاهرة واضحة من حيث الزيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية ، و التغيرات في نمط هطول الأمطار و الأحداث المناخية الطارئة وزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون ، ومن شأن هذه التغيرات على المدى الطويل أن تؤثر على الحيوانات وتنوعها ونشاطها و مدى وفرة الأعداء الطبيعية ، وكل هذا سيؤدي حتماً لزيادة الخسائر في المحاصيل الزراعية مما سيؤثر على الامن الغذائي . & وهناك عدة جوانب في هذا المجال:
  • & التأثيرات المباشرة لمعايير المناخ مثل درجة الحرارة العليا والدنيا على الأنواع من ناحية الحدود الحرجة للتطور والتكاثر والسبات والموت خلال الشتاء والقابلية على الطيران . فالحشرات تستجيب وتتأثرمباشرة بظروف زيادة الحرارة وخاصة التكاثر وإن أرتفاع الحرارة أكثر من الحدود العليا لتطور الحشرة سوف تؤدي إلى تناقص معدلات النمو والقابلية على التكاثر وتغيرات في التوزيع والانتشار (اذا كان العائل النباتي موجود). وقد يؤثر ارتفاع الحرارة على قابلية تزاوج بعض الافات الحشرية . &
  • & كما أن طور السكون
Create new account

Download eMufeed Android Application Now

 

للاعلان