ذات الأشرعة المثلثة الشكل (اللاتينات):

بينما كان يعمل بناؤو السفن في الشمال على تطوير السفينة المسماة الكُج كان بنّاؤو السفن في البحر الأبيض المتوسط يُدخلون تعديلات مهمة على بناء السفن وتصميمها، وبدأ بنّاؤو السفن في البحر الأبيض المتوسط بإدخال طريقة جديدة لبناء السفن صارت فيما بعد هي الطريقة المعيارية، فقد بنوا هيكلاً من قاعدة قصّ أولاً ثم ربطوا الألواح الخشبية لجسم السفينة في الإطار، كما أنهم أكثروا من استخدام الأشرعة المثلَّثة الشكل التي أُطلق عليها اللاتينات، لقد أثبتت الأشرعة المربعة الشكل أن أداءها جيد عندما  تهب الرياح من الخلف ولكنها وبعكس الأشرعة المثلثة الشكل لا تعمل جيدًا عندما تبحر السفينة.

لقد استخدمت السفن الشراعية دائمًا في البحر الأبيض المتوسط لحمل البضائع والركاب، كما تم استخدامها سفنًا حربية أيضاً لكن وفي حوالي عام 1300م زاد استخدامها في مجال الشحن والتجارة بدرجة كبيرة وعلى وجه العموم فإن هذه السفن الشراعية لم تستخدم مجاديفها إلا في حالة عدم وجود رياح أو في حالة دخول مرفأ أو مغادرته، أما في الأوقات الأخرى فكانت المراكب تدفع بأشرعة مثلثة الشكل وأغلب السفن الشراعية لها صاريان  الأمامي منهما يحمل الشراع الكبير ولبعضها ثلاثة صوار، والسفن الشراعية التجارية أطول وأوسع من السفن الحربية ، كما أن السفن الشراعية النموذجية يمكنها أن تحمل نحو 127 طناً متريّاً.

السفينة كاملة الإعداد:

 في حوالي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، تمكن بنّاؤو السفن في حوض البحر الأبيض المتوسط من دمج أجود خصائص السفينة القوية الكج مع الخصائص المماثلة لمراكبهم الأخف وزناً والمسمَّاة اللاتينة، وأصبحت هذه السفينة هي السفينة النموذجية في كلِّ دول أوروبا لمدة 300 سنة تقريباً، كما استمر هؤلاء في بناء هيكل السفينة بوساطة ربط الألواح الخشبية إلى هيكل يتكون من قاعدة قص ودعامات، لكنهم استبدلوا بمجاديف التشغيل دفة في مؤخَّرة السفينة، كما اتّبعوا إنشاء قلعة أمامية وقلعة خلفية في السفينة كما هو الحال في سفينة الكج، والأهم من ذاك، أن بنّائي سفن البحر الأبيض المتوسط غيَّروا جهاز السفينة لينال قوة أكبر وتسييراً أفضل، وهكذا طوَّروا السفينة كاملة الإعداد أو التجهيز، وللسفينة الكاملة الإعداد أو الرباعية التجهيز صارٍ رئيسي يتوسطها، وصارٍ في المقدِّمة وثالث في مؤخرة السفينة، ويحمل كل من الصاريين الموجودين في الوسط والمقدمة شراعاً كبيراً مربع الشكل وتعلوه أشرعة صغيرة مربعة الشكل، أما الصاري الخلفي فيحمل شراعاً مثلث الشكل، وهناك عمود مثبت على المقدمة يحمل صارياً صغيراً مربع الشكل، إن سفناً بهذا الإعداد أو التجهيز هي التي استغلها المكتشفون أمثال كريستوفر كولمبوس وفاسكو داجاما والسير فرانسيس دريك وفرديناند ماجلان في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي وطوال القرن السادس عشر الميلادي.

الجليون:

 في حوالي منتصف القرن السادس عشر الميلادي، ظهر على البحار نوع من السفن الشراعية سمي الجليون، والجليونات سفن شراعية ضخمة لها قلاع أمامية أقل ارتفاعاً من السفن الأخرى قلعة خلفية مرتفعة تضم حجرات أوسع كل واحد من الصاريين الرئيسي (في الوسط) والأمامي يحمل شراعين أو ثلاثة أشرعة في حين أن الصاري الخلفي يحمل شراعاً واحداً أو شراعين وفي أضخم سفن الجليون يوجد صار خلفي ثان بالقرب من المؤخرة.

image-20191213012237-1

استخدمت سفن الجليون لأغراض تجارية وحربية في آن واحد واستُخدمت المدافع المحمولة على ظهر السفن منذ منتصف القرن الرابع عشر الميلادي، لكن سفن الجليون كانت تحمل مدافع أكثر عدداً وأثقل وزناً، لقد خاضت الأساطيل الإنجليزية والأسبانية عام 1588م أشهر الحروب البحرية في التاريخ، واستخدم فيها كلا الجانبين سفن الجليون، ولكن الإنجليزية منها كانت أسرع وأكثر قدرة على المناورة وأفضل تسليحاً، الأمر الذي مكّـنها من هزيمة الأسطول الأسباني، وأطلق الأسبانيون على أسطولهم اسم الأرمادا التي لا تقهر لظنهم أنه لا يمكن أن يهزم.

استخدمت أسبانيا والبرتغال ودول أخرى سفن الجليون للتجارة، أما أسبانيا فقد استخدمت سفن الجليون لجلب الذهب والفضة من ممتلكاتها من العالم الجديد، وأصبحت هذه السفن الثمينة هدفاً مفضلاً للقراصنة الذين كانوا يجوبون البحر الكاريبي.

الينكات والدهوات:

سفن خشبية شراعية قوية استخدمت على نطاق واسع في الشرق، ولاتزال تُرى في المياه الشرقية، لقد استخدمت الينك بوساطة الصينيين واليابانيين، وكانت أشرعتها تصنع مربعة الشكل من شرائح الخيزران التي تشبه الحاجبة أو الستارة الفينيقية، وكانت هناك ينكات الأنهار الصغيرة، كما وجدت منها عابرات المحيطات الضخمة بطول يزيد على 30م أما الدهوات فقد استخدمها البحَّارة العرب والهنود. ولهذا النوع من السفن الشراعية صارٍ واحد وشراع كشراع اللاتينة وأبحرت الدهوات بغرض التجارة بين الهند وإفريقيا والجزيرة العربية ومن بين السفن الشراعية الشرقية الأخرى الباتيل وهي سفينة هندية استُخدِمت في نهر الجانج، والسفينة الملايوية برو ذات الصاريين ويبلغ طولها 15م.

إِيست إِنديامن:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن