عصر السفن ذات الدفع الآلي:

أحدث اكتشاف وتطوير المحركات البخارية ثورةً في النقل المائيّ، ولم يعد الناس يعتمدون في دفع سفنهم على عضلات المجدفين أو على الرياح غير المضمونة ففي عام 1769م سجَّل جيمس واط وهو مهندس أسكتلندي اختراع محركٍ بخاري بإمكانه تأدية أنواع كثيرة من العمل وحاول المخترعون في أوروبا والولايات المتحدة بعد ذلك مباشرة استخدامه لتحريك القوارب.

القوارب البخارية الأولى:

في عام 1783م بنى نبيل من نبلاء فرنسا اسمه الماركيز كلود دو جوفري دا بانس قارباً بخارياً، استطاع إنجاز رحلة استغرقت 15 دقيقة في نهر السين بالقرب من مدينة ليون، لكن محاولات الماركيز اللاحقة لم يكتب لها النجاح وفي عام 1787م، ابتكر المخترع الأمريكي جون فيتش أول قارب بخاري يعمل بالولايات المتحدة واستطاع محركه أن يحرك سلسلة من المجاديف أو البدَّالات في كل جانب من جانبي القارب، وطور فيتش لاحقاً مركباً يُدفع بمجاديف في مؤخرته، واستطاع بهذا القارب أن يقدم خدمة نقل الركاب والبضائع في صيف عام 1790م، حيث أبحر بالقارب حسب جدول زمني ذهاباً وإياباً عبر نهر ديلاوير بين مدن فيلادلفيا وترنتن، لكن افتقار فيتش إلى الأموال الكافية أقعده عن عمله وفي عام 1802م، بنى المهندس الإنجليزي وليم سايمينجتون زورق سحبٍ بخاريّاً بعجلة تجديف في مؤخرته، ولقد أثبت الزورق جدارته في العمل، إلا أن صاحبه كان يفتقر أيضًا للمال اللازم لتسييره.

كليرمونت:

أصبح هذا القارب أول قارب بخاري تجاري يعمل بنجاح، وقد صمم هذا المركب وبناه المهندس الأمريكي روبرت فولتن وأطلق على هذا المركب رسميًا اسم نورث ريفرستيم بوت، وبعكس ما فعله المخترعون الأوائل فإن فولتن لم يحاول أن يصنع محركاً بنفسه وإنما أحضر محركاً من واط وعدَّله ليناسب العمل في قاربه، وفي عام 1807م، استطاع كليرمونت أن يقطع 241 كم في نهر هدسون من مدينة نيويورك إلى ألباني في حوالي 30 ساعة تخللها توقف ليلة واحدة، وبعد إعادة بنائه بطريقة مكثفة، استطاع هذا القارب أن يبقى طويلاً في خدمة الركاب في نهر هدسون، وكان الكليرمونت طويلاً وضيقًا، وقد بلغ طوله 43م وأما عرضه فكان أربعة أمتار، وكان له عجلات تجديف جانبية بعرض متر واحد وبقطر يبلغ 4، 5م، وبعد عملية إعادة البناء أصبح طول كليرمونت 45م وعرضه خمسة أمتار.

عابرات المحيطات البخارية:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن