انطلاقاً من اعتبارات دينية كانت تسيطر على الحياة الاجتماعية في مصر القديمة تم اختيار مواد البناء في كل منشأة حسب الوظيفة التي تؤديها , فقد كانت المباني الدينية والجنائزية والمعابد يتم تشييدها من الحجر , ويكون ذلك بعناية واهتمام فائق , أما المباني العامة والسكن والقصور التي كانت بالنسبة لهم مؤقتة نتيجة اعتقادات خاصة عن الموت والحياة كانت تبنى من اللبن والطين , وذلك يفسر بقاء المباني الدينية و جنائزية إلى وقتنا الحالي بوضع لا بأس به , بالمقابل لم يبقى من المباني المدنية إلا بقايا وأطلال .
* - ميزات تخطيط المدن المصرية القديمة : *
اختيار موقع المدينة : بحيث تكون قريبة من وادي النيل ومشرفة عليه وتكون على مرتفع يجنبها الغرق عند فيضان النيل .
كان نهر النيل هو الموجه الأساسي لكل المباني والمنشآت التي اتخذت توجيهها بالاستعانة به , فقد كان الاتجاه المتعامد مع نهر النيل " شرق غرب " يمثل الاتجاه الأمثل للمعابد والأبنية الدينية ,أما الاتجاه الشمالي الجنوبي " اتجاه نهر النيل " هو محور طبيعي لتشكل المدن في مصر القديمة , ذلك أدى إلى ظهور المدن بشكل طولي .
شبكة الطرق المتعامدة : تميزت المدن المصرية القديمة بشبكة من الشوارع المتعامدة , ذلك أدى إلى توزع العناصر والأبنية باستقامة واضحة , وكذلك ظهور أحياء منظمة , فالمصريين القدماء هم أول من طور التقسيم الشبكي الشطرنجي في تخطيط المدن .
التوزيع المناطقي للسكن وذلك نتيجة الحياة الاجتماعية السائدة التي انعكست على المناطق السكنية من خلال وجود مناطق مخصصة للعمال وأخرى للموظفين وأخرى للحرفين والنجارين , وكل منطقة تكون فيها المساحات و أبعاد العقارات والشوارع والتوجيه حسب الطبقة الاجتماعية التي تسكن بها .
تركز المعابد والقصور في وسط المدن وتوزع السكن والمباني العامة والخدمية حولها .
نتيجة موقع مصر على أرض منبسطة وقربها من صحراء سيناء ومن البحر ذلك جعل المصريين لا يهتمون كثيراً بتحصين مدنهم , وذلك لأن الصحراء الموجودة شرقاً والبحر الموجود شمالاً ونهر النيل غرباً كل ذلك كان بمثابة حصون طبيعية تحمي المدن .