** فيزيولوجيا الجهازالهضمي **
& من المستبعد جداً أن تكون رصاصة من بندقية تثقب المعدة و تفتح في جدارها نافذة كبيرة، بداية لدراسة علمية رصينة لفيزيولوجية الهضم، ولكن هذه البداية الغريبة حدثت فعلا.
عام 1822 تعرض شاب كندي في Mackinac Fort لطلق ناري من مسافة قريبة منه (3 أقدام فقط) مزقت صدره و بطنه و أحدثت ثقباً كبيراً واضحاً في جدار معدته.
ألكسيس سانت مارتن، هذا الشاب الكندي عاثر الحظ نجا من الموت بأعجوبة.
إذ تلقفه على الفور جراح في الجيش الأمريكي إسمه وليام بيومونت و بدأ يمرضه و يرفو جراحه إلى أن أعاده إلى صحته في غضون السنتين اللاحقتين لتاريخ الإصابة.
الجرح الذي انفتح في بطنه فوق معدته مباشرة لم يلتئم , بقيت نافذة صغيرة مفتوحة في جدار معدته شكلت للطبيب الجراح ما يشبه الناسور (Fistula) المفتوح على لمعة المعدة.
كان الشاب الكندي معوزاً قليل الحيلة ,و مقطوعا عن أسرته , و غير قادر على العناية بنفسه، فاستغل الجراح الأمريكي هذا الظرف و استبقى الشاب في بيته و بين عائلته . و كان له فى ذلك مآرب علمية أخرى، فقد أخضع هذا الشاب لتجارب علمية بهدف كشف النقاب عن فيزيولوجية الهضم التي كانت وقت ذلك موضع جدل و خلاف.
يروي وليام بيومونت أنه استمال الشاب الكندي للموافقة على القيام بالتجربة، و أظهر وثائق قانونية بأن الشاب وافق على وضع نفسه في خدمة "التجربة" ,و وعد بأن يطيع و يتعاون و يتحمل المعاناة و كل التبعات اللاحقة.
مشاهدات بيومونت و ملاحظته المبنية على المعاينة الواقعية لمعدة الشاب ألكسيس ,خلقت إحساساً جديداً في تكوين مفهوم جديد حول فيزيولوجية الهضم في المعدة , في عام 1832 قبيل تمكن الجراح الأمريكي بيومونت من طبع نتائج مشاهدته و تجاربه في هذا المجال كانت نيران الجدل و الاختلاف حول الهضم في المعدة مستعرة , و الخفايا في هذا الموضوع أكثر من الحقائق. ثم جاءت تجارب بيومونت لتحل كثيراً من الألغاز في هذا الموضوع.
و كأطباء العهود القديمة، قام وليام بيومونت بتذوق المخاط في بطانة المعدة و العصارة الحامضية الموجودة في لمعتها، و قام بتدوين إحساساته و ملاحظاته في هذا السياق.
إن للمخاط طعما مالحا، و كذلك كان طعم العصارة المعدية، و لكن المخاط لم يكن حامضياً في حين كانت العصارة المعدية شديدة الحموضة.
و قد جمع بيومونت كميات كبيرة من العصارات المعدية بواسطة الناسور المفتوح في معدة ألكسيس و إستطاع عبر تجارب مضبوطة بإحكام بأن يثبت بأن العصارة المعدية تهضم اللحم و ذلك بما تحويه من حمض كلور الماء و الببسين.
تلك الملاحظات، و غيرها لاسيما تلك المتعلقة بحركية المعدة و آليات الهضم فيها شكلت بدايات قاعدة بيانات معرفية لحقائق ما يجري في الجهاز الهضمي.
و الجهاز الهضمي يقطع الجسم، و يتسع و يضيق ليؤسس لوجود محطات ذات بيئات مناسبة للوظائف الهضمية بهذه المحطات.
المسافة من بواب المعدة إلى نهاية الأمعاء الدقيقة هي 285 سم. طول العفج حو 25 سم فقط أما الباقي فهو طول الجزأين الباقيين من الأمعاء الدقيقة الصائم (Duodenum) واللفائفي (ileum).
تصب مفرزات المعثكلة و الكبد فى العفج عبر مصرة متوترة بإتجاه الإغلاق الدائم، و تسترخي فقط في أوقات تناول الوجبات فاتحة الطريق لهذه المفرزات لتصب في لمعة العفج.
تكتمل عمليات الهضم في الأمعاء الدقيقة و السوائل التي تصل إلى لمعة الأمعاء الدقيقة (الماء، جزيئات الطعام، الإنزيمات الحمضية و المفرزات المعوية)