مقدمة:
يرتكز العلاج الفيزيائي على التأثير على العوامل الفيزيائية في جسم الإنسان وذلك من خلال استعمال أساليب علاجية بسيطة مثل استعمال الماء الساخن أو البارد أو تدليك الجسم أو القيام بحركات من شأنها أن تؤثر على الوظائف الفيزيائية لأعضاء جسم الإنسان بشكل إيجابي.
وبعبارة أخرى يمكن القول بأن العلاج الفيزيائي يرتكز على استعمال وسائل تهدف إلى إحداث تفاعلات معينة في الجسم، مؤثرة بذلك على وظيفة العضو أو الأعضاء، وتفاعل الجسم وتكيفه مع وسائل العلاج الفيزيائي يختلفان من شخص آخر، بل وحتى عند الشخص الواحد نفسه.
ولكي يكون حكمنا على فعالية الوسيلة المتبعة صائباً، علينا أن نراقب بدقة، طريقة الاستعمال ومدته وعدد المرات بالإضافة إلى نوع الوسيلة اللازم استعمالها في بعض الحالات الخاصة.
علينا أيضاً أن نعرف قدرات الجسم البشري، وكيفية تفاعله مع العلاج الفيزيائي، هذه القدرات قد تتعطل مثلاً عند الاستعمال المفرط للماء البارد الذي يؤدي إلى انتزاع الحرارة من الجسم، هنا بالإضافة إلى أن الجهد العضلي، والعمل المضني يؤديان إلى إرهاق في عمل القلب والأوعية الدموية، مما يجب أن نعيره اهتمامنا عند استعمال وسيلة ما في العلاج الفيزيائي.
الصفة العامة التي تتميز بها أغلب وسائل العلاج الفيزيائي، هي أنها تصلح لاستعمالها عند كل إنسان مريض أو سليم ومهما كان عمره، وفي أي ظروف كانت.
إن تفاعلات الجسم السلبية مع وسائل العلاج الفيزيائي المتعددة قد تكون نتيجة لبؤر مرضية حيوية في الجسم، هنا نذكر قبل كل شيء، الالتهابات الموضعية في الجسم، كاقتلاع ضرس ملتهب، أو التهاب اللوزتين المزمن، أو التهاب الجيوب الأنفية المزمن التي لا يشعر المصاب بها، لكنها تزعجه بشكل عام.
كما أن عمر الفرد الذي يخضع للعلاج الفيزيائي له دور أيضاً، فالطفل يتفاعل جيداً مع هذا النوع من العلاجات ويأتي هذا التفاعل مفيداً وإيجابياً وسريعاً أما إذا كان الإنسان متقدماً في السن، وجب عليه اتباع وسائل معينة ولفترة زمنية أطول حتى يصل إلى النتيجة المرجوة.
لمحة عامة عن الوسائل الفيزيائية المستخدمة في الطب الفيزيائي:
تعريف: هي عبارة عن وسائل تستخدم لإحداث استجابات علاجية في النسج وتتضمن:
الحرارة، البرودة، الماء، الصوت، الكهرباء، الموجات الصادرة عن الحقل الكهرومغناطيسي التي تتضمن الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والأمواج القصيرة والأمواج المكروية.
كل الوسائل السابقة تعتبر معالجات مساعدة وليست بحد ذاتها طرق تؤدي إلى الشفاء.
يمكن تقسيم الوسائل السابقة بطريقة أخرى اعتماداً على تأثيراتها وذلك كما يلي:
1- وسائل حرارية: وتتضمن وسائل الحرارة السطحية والحرارة العميقة والبرودة إضافة إلى المعالجة المائية التي تعتبر أحد وسائل الحرارة السطحية إضافة إلى ما تمتلكه من تأثيرات فيزيولوجية مفيدة تتعلق بخواص الماء.
2- وسائل التنبيه الكهربائي: التي تتضمن التنبيه الكهربائي التسكيني والتنبيه الكهربائي المستخدم للوقاية من الضمور العضلي.
3- وسائل ميكانيكية: التي تتضمن المساج والشد الرقبي والقطني والتحريك المنفعل المستمر CPM.
4- وسائل إضافية: مثل الليزر واستخدام التنبيه الكهربائي والأمواج فوق الصوتية لتشريد بعض الأدوية.
5- التمارين العلاجية: قبل البدء بتفصيل هذه الوسائل لابد من ذكر بعض الملاحظات حول وصف هذه الوسائل بشكل عام ، فعندما نقوم بوصف أحد هذه الوسائل لا بد من أن نتذكر العناصر التالية:
الاستطباب والتشخيص، الوسيلة المستخدمة، مكان التطبيق، الشدة، المدة، التواتر، فمثلاً اختيار الوسيلة الحرارية المناسبة يتعلق بالعديد من العوامل أهمها: النسيج المراد تطبيق الوسيلة عليه، عمق الحرارة المراد الوصول إليه، شدة الحرارة، شكل جسم المريض، كمية النسيج الشحمي، وجود أمراض مرافقة (خباثات أو إصابة وعائية) وجود أجهزة أو معدن ضمن جسم المريض، عمر المريض (قبل سن نضوج المشاش)، الجنس (المرأة الحامل).
أولاً: الوسائل الحرارية:
عادة تقسم الوسائل التي تؤدي إلى إحداث حرارة إلى قسمين: الوسائل الحرارية السطحية مثل الكمادات الحارة وشمع البرافين والأشعة تحت الحمراء ومغطس الماء الساخن، والوسائل السطحية العميقة مثل الأمواج فوق الصوتية والأمواج القصيرة والأمواج فائقة القصر (الميكروية).
يمكن تشخيص التأثيرات الفيزيولوجية للحرارة الناجمة عن الوسائل الفيزيائية فيما يلي: