ترتكز فلسفة العمارة العربية على عدد من المرتكزات والثوابت التي تركت أثرها الواضح بدراسة وتشكيل العمارة والعمران العربي الإسلامي ، ومن هذه الثوابت ما يلي :
1_ الانغلاق المعماري كأحد المرتكزات الهامّة للعمارة العربية
تتلخّص هذه القاعدة بضرورة الانغلاق نحو الخارج (السيئ) ، والانفتاح نحو الداخل حيث الأفنية الداخلية .
طُبّقت هذه القاعدة تجاوباً لتقاليد دينية اجتماعية وخاصة فيما يتعلّق بالخصوصية . وأيضاً للرد على كافة الظروف الخارجية المحيطة بالمباني العربية ، سواء أكانت هذه الظروف طبيعية أو مناخية ، لأنّ مُعظم المناطق التي قامت عليها العمارة العربية هي مناطق صحراوية وصعبة المناخ .
من هذه العوامل الخارجية السيئة : الحرارة الشديدة نهاراً ، الغُبار ، التلوّث ، الرمال ، العواصف ، الرياح ، الوهج ، الإجهار الشمسي ، المنظر السيئ ، ونُدرة الأشجار والمسطّحات الخضراء والمائية .
لعبت الأفنية الداخلية دوراً هاماً بتحقيق الانغلاق المعماري ، إذ لولا وجود الأفنية لتأمين الإنارة والتهوية الطبيعيّتين لما أمكن تحقيق الانغلاق المعماري .
انعكس الانغلاق على العمارة العربية بجدران صمّاء ومرتفعة ونوافذ ضيقة علوية وشبه معدومة ، وفي معظم الأحيان محمية للحفاظ على الخصوصية .
الواجهات الداخلية كثيرة الفتحات بينما الواجهات الخارجية شبه المصمتة قليلة الفتحات في العمارة العربية الإسلامية
2_ مبدأ الأفقية كأحد المرتكزات الهامة في دراسة المخطّط العام للمدينة العربية الإسلامية
المقصود بالأفقية هو تخطيط ودراسة المدينة العربية والمباني فيها بارتفاعات طابقية منخفضة ومتقاربة الارتفاع ، من طابق أو طابقين على الأكثر .
هذا التقارب والتساوي في ارتفاعات المباني يرجع إلى :
1_ تعاليم الدين في المساواة بين الناس (الناس سواسية كأسنان المشط ، وألا يتميّز أحد عن غيره إلا بالتقوى) .