المقدمة

بداية، لابد من القول إن ظروف الصحة والمرض في الأسماك تكاد تكون مشابهة تماما لما يحدث في الفقاريات الأخرى، فهي تحتوي على دم وعضلات وعظام وجلد وأعضاء داخلية إلا أن هناك حقيقة يجب ألا تغيب عنا وهي أن جميع الوظائف الحيوية تتأثر بوجود الماء ولكي نفهم ماذا يعني الماء للأسماك، فنحن بذلك نضع الأسس للفهم الكامل لاحتياجاتها في الصحة والمرض. فالماء الذي تقضي فيه الأسماك حياتها - وهي ذوات الدم البارد -، تتم فيه العمليات البيولوجية المختلفة كالتأقلم الأسموزي، التنفس، الغذاء، التكاثر، الإخراج، والنفوق يمتد تأثيره إلى تحديد درجة الحرارة في الأسماك حيث تتغير درجة حرارة الأسماك تبعا لدرجة حرارة الماء ارتفاعاً وهبوطاً ولا يشذ عن هذه القاعدة غير أسماك التونة فتزيد درجة حرارة أجسامها عن الماء المحيط به بحوالي عشر درجات مئوية.

هناك قاعدة علمية تقول إن جميع الكائنات الحية تصبح معرضة للأمراض تحت ظروف بيئية معينة، والأسماك كذلك لا تشذ عن هذه القاعدة. وإن الإصابة المرضية ليست نتيجة طبيعية علاقة محددة بين العائل والميكروب المسبب للمرض، بل هي نتيجة نهائية لعملية مركبة ومعقدة تدور حلقاتها بين العائل (السمك) والمسبب والبيئة بعواملها المختلفة سلباً وايجاباً، ونحن لا نكترث غالبا ما لم يظهر على الأسماك أية علامات مرضية، وكانت الأسماك ظاهرياً طبيعية، في حين أنها قد تكون حاملة للمسبب في انتظار أي خلل بيئي أو فسيولوجي لحدوث المرض. وتتمثل الحالة المرضية عند الأسماك في ظهور اختلال في سلوك الأسماك أو في سلامة جسم السمكة أو كليهما معا. الأمر الذي يؤدي إلى تدهور حالة الأسماك في أغلب الأحيان وإلى نفوق الأسماك المصابة.

كما يمكن تعريف المرض بأنه حالة غير طبيعية، لكن الصعوبة تكمن في الفرز بين الحالة الطبيعية والحالة المختلفة وغير العادية. وهذه الصعوبة تتمثل في كون الحيوانات المائية ومنها الأسماك، تتأقلم بشكل دائم مع الوسط الخارجي (البيئة).

لكن قدرة التحمل هذه محدودة، وتختلف من صنف إلى آخر، وفي نفس الصنف من سمكة الى أخرى وبالتالي عندما تكون الظروف البيئية قاسية جداً، يجد السمك صعوبة في التأقلم مما قد يؤدي إلى فقدان التوازن القائم بين قدرة تحمل السمكة، ومقاومتها والوسط البيئي الذي تعيش فيه. وهذا الاختلال يؤدي في الغالب إلى ظهور حالة مرضية.

تظهر لنا العلاقة في الشكل المبين أعلاه أن اختلال التوازن القائم بين مسببات المرض، البيئة والأسماك يسبب حالة مرضية. كما أنه ليس بالضرورة أن ما يسري على أسماك المياه الباردة من عوامل بيئية ومسببات مرضية يسري على أسماك المياه الدافئة وعلى هذا نحن دائما نحذر من الإسراف في تطبيق نظم تلك الأسماك على الظروف المختلفة في مزارع الأسماك في التربية المكثفة أو الواسعة، حيث يختلف رد الفعل المناعي تماما في أسماك المياه الدافئة عنه في أسماك المياه الباردة.

يتم تصنيف أمراض الأسماك أساسية وفق المسبب المرضي:

أمراض الأسماك المعدية (حيوية):

مسببات هذه الأمراض متعضيات حية وحيدة أو متعددة الخلايا وتنقسم إلى:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان