بيولوجيا الأسماك (جهاز التناسلي، الجهاز الكلوي)

الجهاز التناسلي Reproductive System:

تختلف أنواع الأسماك فيما بينها اختلافا كبيرة من ناحية التركيب التشريحي والوظيفي للجهاز التناسلي، والمناقشة التالية تتناول التشريح الشائع في الأسماك العظمية Teleosts.

إن لذكور الأسماك خصيتان تقعان أسفل الكليتين مباشرة يميل لونهما للأبيض المصفر، ولهما وعاءان ناقلان Vas deferens قد يفتحان بفتحة خارجية التي تقع خلف الفتحة التناسلية أو يشتركان معها بفتحة واحدة هي الفتحة البولية التناسلية،

ويتغير حجم وشكل ولون الخصيتين بتغير مرحلة النمو والنضج الجنسي Vas delوقد يفتحان بفتحة خارجية مستقلة عن القناة الكلوية Nephric duct.

تحتل المبايض في الإناث نفس موقع الخصيتين ويدل شكلهما ولونهما أيضا على مرحلة النضج عند الأسماك. ففي خلال فترات التزاوج يتضاعف حجم المبيضين ليحتلا معظم التجويف البطني في غالبية الأنواع.

ويخرج من المبيضين قناتا المبيض Oviducts اللتان تنتهيان بالفتحة التناسلية التي تستقل عادة عن الفتحة البولية للقناة الكلوية Nephric duct او تتصلان معها ليكونا الفتحة البولية التناسلية عند الذكور. في بعض الأنواع تضمحل قناتا المبيض لتحتل الفرع البريتوني Peritoneal cavity مباشرة، وفي هذه الأنواع يمكن أن تخرج البويضات الناضجة من جسم السمكة عند الضغط الخفيف على البطن.

الجهاز الكلوي Renal System:

تقع الكليتان في الأسماك فوق التجويف البطني في شكل جسمين رفيعين ممتدين أسفل العمود الفقري لونهما أحمر غامق وملاصقتين له ولبعضهما البعض. ويتشابه تركيب الوحدات الأساسية للكلية وهي النفرونات Nephrons، التي تقوم باستخلاص المخلفات النيتروجينية من الدم وطردها إلى المثانة في الأسماك، مع التركيب الخاص بالكلية في الفقاريات الأخرى. وترکیب الكلية ووظائفها في الأسماك من الموضوعات غير البسيطة في دراستها لأن تنظيم تركيب سوائل الجسم في الأسماك عملية معقدة إلى حد كبير. وبالرغم من أن جلد الأسماك البالغة غير نفاذ للسوائل بصفة أساسية، فإن هناك تيارات مستمرة من المياه والأيونات المختلفة التي تتحرك عبر الغلاصم، بالإضافة إلى ذلك فهناك التبادل الذي يتم خلال أسطح الكلى والقناة الهضمية، وهو ما يعني أن التنظيم الذي يتم خلال الثلاثة أعضاء السابقة (الكلى والغلاصم والقناة الهضمية) هو الذي يحدد كفاءة التنظيم الأسموزي وطبيعة العمليات الإخراجية في الأنواع المختلفة من الأسماك. تتميز في مقدمة الكلية منطقة تعرف برأس الكلية kidney head تتكون في معظمها من وحدات منتجة للدم Haemopoietic elements ووظيفتها تكوين الدم. أما الجزء الخلفي للكلية فيتكون - كما يدل الاسم - من عناصر إخراجية Excretory kidney. وتنتشر في نسيج الكلية (وأيضا في نسيج الطحال Spleen) خلايا محتوية على الميلانينMelanin - containing cells تعرف بخلايا الملانين Melanocytes والملتهمات الكبيرة Macrophages، وهي إما تنتشر بصورة عشوائية خلال الأنسجة السابقة أو تتجمع في تجمعات يطلق عليها Melanomacrophages. ولهذه الخلايا دور هام في نشاط الجهاز المناعي. وتختلف وحدات النفرون Nephron المكونة للنسيج الإخراجي اختلافا كبيرا بين أسماك المياه المالحة وأسماك المياه العذبة تبعا للاختلافات في الوظائف المتضادة التي تقوم بها الأسماك في كل من هذين القسمين. فبينما تقوم هذه الوحدات بالتخلص من المياه والمحافظة على الأملاح في أسماك المياه العذبة فإنها تعمل على طرد الأملاح والمحافظة على المياه في أسماك المياه المالحة. &

يحتوي البول في أسماك المياه العذبة على الكرياتين Creatine، والكرياتينين Creatinine، وعلى مركبات نیتروجينية مختلفة Nitrogenous compounds مثل الأحماض الأمينية، وعلى كميات قليلة من اليوريا Urea والأمونيا. وتتراوح كمية النيتروجين في البول ما بين 2% 25 من جملة النيتروجين المفرز بينما يفرز معظمه من الغلاصم في صورة أمونيا، وإن كان بعضه يفرز من الغلاصم في صورة مركبات نیتروجينية بسيطة. وتتوقف كمية البول المفرزة إلى درجة كبيرة على نفاذية سطح الجسم والغلاصم والنسيج المبطن للفم وعلى نفاذية الطبقة المخاطية التي تغطي هذه الأسطح. وتتفاوت نفاذية الأعضاء الأخيرة للماء في الأنواع المختلفة للأسماك، فالماء يمكنه أن ينفذ في أنسجة الأسماك الذهبية Goldfish بمعدل أسرع عشرة مرات منه في أسماك الثعبان Eels، وبالطبع تتفاوت كميات البول تبعا لذلك.

المثانة الهوائية Gas Bladder:

المثانة الهوائية هي تجويف هوائي يقع أسفل العمود الفقري في الأسماك العظمية يظهر في المراحل الأولى من التطور الجنيني كزائدة من سقف القناة الهضمية، والوظيفة الرئيسية للمثانة الهوائية هي معادلة كثافة جسم السمكة مع كثافة الماء أي وظيفة تثبيتية

في الماء Hydrostatic function، بحيث تبقى معلقة في الوسط المائي دون بذل مجهود يذكر. لهذا فإن اسماك القاع المفلطحة التي تعيش قابعة في القاع مثل اسماك plaice ليس لها مثانة هوائية، لأنها لا تحتاج للبقاء طويلا خلال الوسط المائي بل تحتاج لزيادة وزنها لضمان استقرارها في القاع، الذي تقضي فيه معظم وقتها . وتؤدي المثانة الهوائية