تكاثر الأسماك في الظروف الطبيعية:

مازالت عمليات الزراعة لبعض الأنواع الهامة من الأسماك في العالم تعتمد على صيد الزريعة السمكية من المصادر الطبيعية مثل أسماك اللبن Milkfish في جنوب شرق آسيا وأسماك الذيل الاصفر- Yellow tail في اليابان وأسماك الثعابين Eels في العديد من دول العالم.

فهذه الأنواع لا يمكن تفريخها في الأسر حتى اليوم، بينما بعض الأسماك مثل أسماك البوري Mullets قد أمكن الظروف الصناعية عن طريق استحداث التبويض (Induced spawning)، وإن كانت ال المستخدمة مازالت محدودة الاستخدام وغير متاحة على نطاق واسع في البلاد المعنية. ومازالت عملیات استزراع أسماك البوري تعتمد على جمع اليرقات من مصادرها الطبيعية في كثير من البلاد، كما هو الحال في مصر. وثمة عدد من التأثيرات السلبية لجمع اليرقات السمكية من المصادر الطبيعية. من ذلك التأثير السلبي على المخزون السمكي لهذه الأنواع، واختلاط اليرقات المجموعة بيرقات أنواع غير مرغوبة من الأسماك التي تتشابه معها، ونقل بعض الأمراض والطفيليات، وفقد نسبة كبيرة من اليرقات أثناء عمليات الصيد والنقل.

يقصد بالتبويض المستحدث دفع الأسماك إلى التناسل في الأسر، وهو أسلوب يحقق منها زراعة أنواع من الأسماك يصعب الحصول على أعداد كافية من يرقاتها من المصادر الطبيعية وامكانية تفريخ الأسماك خارج مواسم تكاثرها الطبيعية مما يمكّن من إنتاج أكثر من محصول واحد في السنة، واتاحة الفرصة لعمليات التحسين الوراثي إذ يمكن اختيار جيل الآباء والأمهات.

وقد ساهمت تقنية استحداث التبويض - منذ أن قدمها البرازيليH.ihring. في عام 1934 - بطريقة واضحة والسيطرة على تكاثر كثير من أنواع الأسماك، وعلى تقدم عمليات التفريخ ورعاية اليرقات السمكية. ويعتبر استحداث التبويض من التقنيات القليلة التي انتشرت بسرعة في كافة أنحاء العالم، حتى أن المزارعين التقليديين في الصين أخذوا بها وأمكنهم بواسطتها تفريخ كل أنواع أسماك الكارب ظروف التربية الاصطناعية. ولفهم هذا الأسلوب يجب أن نتفهم أولا طبيعة وتسلسل الاحداث الفسيولوجية الطبيعية والتي تدفع الأسماك إلى نشاط عمليات التكاثر في بيئاتها الأصلية.

تكاثر الأسماك في ظروف تربية الزراعية:

يمكن القول بان الأسماك بصفة عامة من حيث إمكانية تفريخها في ظروف البيئة الزراعية الى مجموعتين:

الأولى: هي تلك التي تفرخ طبيعيا دون أي تدخل من المربي مثل اسماك المشط

الثانية: هي التي تحتاج الى معاملات خاصة لتفريخها وقد تتكاثر الأسماك التي تقوم بالتفريخ طبيعيا مرة واحدة أو عدة مرات خلال موسم التكاثر مادامت الظروف البيئية تسمح بذلك.

قد يواجه المربى في هذه الحالة مشكلة الحد من تكاثرها داخل وحدات التربية المخصصة للنمو لتجنب الازدحام وتدهور معدلات النمو، كما في حالة أسماك المشط.

قد تكون المعاملات التي تحتاجها بعض أنواع الأسماك من المجموعة الثانية بسيطة وسهلة بحيث يستطيع المربي العادي ذي الخبرة المحدودة إجرائها بنفسه، كما هو الحال مع أسماك القط الإفريقية (القرموط) Clarias gariepinus وأسماك الكارب العادي.

وسوف نتناول فيما بعد تفريخ أسماك القط الإفريقية كنموذج للعمليات

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

 

انستغرام