الشعرينة الحلزونية:
تسبب داء الشعرينات الذي ينجم عن توضع يرقات الدودة متكيسة ضمن العضلات المخططة وتكون الكيسات أغزر ما يمكن قرب المرتكز الوتري للعضلات وهو مرض حيواني المصدر.
ولكنه يصيب الإنسان بشكل عارض، داء الشعرينات شائع لدى الشعوب التي تأكل لحم الخنزير خاصة في الصين وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ويوغسلافيا، يزيد عدد المصابين في العالم عن 50 مليون شخص، وهو موجود في سوريا بأعداد قليلة.
الموطن:
تتميز الشعرينة بتواجد الدودة الكهلة واليرقات في الثوي نفسه، لذلك يعد ثوياً نهائياً و متوسطاً معاً، فتتوضع الدودة الكهلة في الأمعاء الدقيقة للإنسان والخنزير والخيول والجرذ (وغيرها من الحيوانات)، بينما تتوضع اليرقات في العضلات المخططة.
الصفات الشكلية:
الدودة الكهلة worm Adult:
تعد الشعرينة الحلزونية الكهلة أصغر الممسودات التي تخمج الإنسان فهي تشبه الخيط وبالكاد ترى بالعين المجردة.
الذكر: يقيس 1.5 ملم طولاً ويوجد في نهايته الخلفية حليمتان مخروطيتان كبيرتان تفيدان في تثبيت الأنثى أثناء الجماع.
الأنثى: يبلغ طولها 3.5. ملم تقريباً، و ينفتح فرجها عند اتصال ممسها الأمامي مع بقية جسمها وهي ولود تضع بين 1500 و 2000 يرقة طيلة حياتها التي تستمر 4-1 أشهر.
اليرقات Larvae:
تقيس اليرقة 100 مكروناً طولاً و6 مكروناً قطراً. تحاط بمحفظة كيسية في العضلات المخططة ويزداد حجمها 10مرات تقريباً ليبلغ طولها 1 مم، مما يضطرها لأن تلتف على نفسها وتسمى نتيجة ذلك بالحلزونية، وهي تتوضع دائماً بشكل موازي للألياف العضلية وتحتوي كل محفظة عادة على يرقة واحدة ونادراً على أكثر من يرقة.
تموت اليرقة عادة وتتكلس خلال سنة واحدة من تشكلها على الرغم من أنها يمكن أن تبقى حية عدة سنوات تصل حتى 40 سنة ضمن عضلات الإنسان المصاب.
مستودع الخمج: الخنزير:
الثوي الطبيعي: القوارض، أما الإنسان فيعد ثوياً عارضاً. ويعد الشخص المصاب ثوياً نهائياً ومتوسطاً معاً (ثوي نهائي لوجود الديدان الكهلة في أمعائه، وثوي متوسط لوجود اليرقات في عضلاته)، لذلك تكتمل دورة الحياة في ثوي واحد فقط (الإنسان، الخنزير، الجرد) ولكن لابد لاستمرار النوع الطفيلي من تبديل الثوي
(من خنزير إلى خنزير، او من جرذ إلى خنزير، أو من جرذ إلى جرذ).
تحدث العدوى عن طريق تناول لحم الخنزير النيء أو غير المطهو جيداً الحاوي على يرقات حية.
دورة الحياة:
بعد تناول اللحم المخموج تهضم المحفظة الكيسية المحيطة باليرقة، فتتحرر هذه اليرقة وتدخل ظهارة العفج متحولة بعد يومين إلى ديدان كهلة مذكرة ومؤنثة وذلك بعد إتمام الانسلاخات.
يموت الذكر خلال أسبوع بعد الجماع، أما الأنثى فتخترق مخاطية الأمعاء الدقيقة لتبدأ بوضع اليرقات بعد 5- 7 أيام من بدء العدوى.
تخترق هذه اليرقات جدار الأمعاء وتنتقل عبر الأوعية اللمفية لتصل المجرى الدموي ومن ثم إلى القلب الأيسر ومنه إلى الدوران العام الذي يحملها نحو أعضاء البدن المختلفة، وخاصة إلى العضلات المخطمة لتتكيس فيها بين الأسبوع الثالث والرابع بعد بدء الخمج.
تفرز هذه اليرقات بروتينات خاصة تسبب اضطراباً في استقلاب الليف العضلي الذي دخلت إليه فيتحول من ليف قابل للتقلص إلى خلية حاضنة cell Nurse (نتيجة فقدانه لأليافه العضلية مع حدوث سماكة شديدة في غمده وحدوث زيـادة النبيبات المعترضة) وظيفتها الأساسية تغذية اليرقة وإفراز الكولاجين.
مما يؤدي لتشكل محفظة من ألياف الغراء تحيط باليرقة كما تفرز اليرقة أيضاً عاملاً يسمى (VEGF) Factor Growth Endothelial Vascular
يحرض على تولد الأوعية فتتشكل شبكة وعائية تحيط باليرقة والخلية الحاضنة.
والعضلات التي تصاب عادة هي: عضلة الحجاب، العضلات الوربية، العضلات الصدرية، عضلة اللسان، العضلات الماضغة، العضلات حول الحجاج، العضلة الدالية، عضلة الساق.
ولا تتكيس اليرقات التي تتواجد في الأعضاء الأخرى كالقلب والجملة العصبية المركزية فتتخرب وتموت خلال فترة قصيرة.
المظاهر السريرية: