^المناخ والطبيعة والعلاقات الاجتماعية والتعاليم الدينية ، وكذلك نظام الحياة المعيشية تُعتبر أهم العوامل التي أثّرت على المدينة العربية الإسلامية وتكوينها وبالتالي على عناصرها المميّزة (الحي السكني ، البيت السكني ، المدرسة ، الحمام ، السوق ، المسجد الجامع) هذه العناصر ألفت بمجموعها نسيج المدينة ، ورسمت (من خلال العلاقات فيما بينها) معالم الحياة اليومية لسكان تلك المدن . وتحليل هذه العناصر وتحديد وظيفة كلّ منها سيساعد بالتأكيد على توضيح ما ذكر أعلاه .^
*1_ الحي السكني*
&تكوّن الحي السكني من مجموعة كبيرة من البيوت السكنية ذات الفراغات الداخلية والتي كانت مُتّصلة مع بعضها البعض من خلال شبكة من الشوارع والأزقّة والحارات الضيقة ، كذلك كانت هذه الأحياء تتصل مع الأحياء المجاورة عبر شوارع رئيسية يمكن إغلاقها أحياناً .&
&إنّ هذه الشبكة (الشوارع والأزقة) غير متساوية العرض أي أنّ عرضها غير مُحدّد ، وذلك بما يتناسب مع الوظيفة المُسندة إليها وكذلك الاستخدام المطلوب منها لذلك فإنّ الإنسان يستطيع تمييز ثلاثة نماذج :&
&1_ القصبة (الشارع الرئيسي) : هذا النموذج يُعتبر المحور الرئيسي للحركة وهو غالباً ما ينطلق من أبواب المدينة باتجاه الأسواق . هذه القصبة تساعد على الحركة السريعة بين الأحياء السكنية المتعدّدة ، ولذلك فإنّ الحركة ضمنها تُعتبر عامة واستخدامها من قبل سكان المدينة كافة .&
&2_ الدرب : هذا النموذج من الشوارع يتفرّع عن القصبات بهدف تخديم الأحياء السكنية المجاورة ، وصلة وصل ومحور عبور ، ولذلك فإنّ الحركة ضمن هذا النموذج تُعتبر شبه عامة فقط .&
&3_ الحارة : هذا النموذج يُعتبر كالمناطق الخاصة ، أذ أنّ هذه الحارات تمتاز بشيء من الاستقلالية والخصوصية ، باعتبار أنّ استخدامها ينحصر بمجموعة محدّدة من