&إن مشكلات الأمراض البشرية لا تتزايد فقط بل تتحول بشكل كبير ايضا في طبيعتها و ذلك نتيجة السياق الصناعي للحياة ففي القرون السابقة كانت المعاناة من الأمراض تتم في عالم طبيعي معافى بما فيه من وفرة في الهواء و الماء و الغذاء ضمن تربية خصبة و حتى ساكنو المدن كتن بإمكانهم في بيئاتهم الطبيعية المتدهورة الاتكال على سيرورات تقنية العناصر الطبيعية.
لكن هذا لم يعد صحيحا فسيرورات التنقية سحقها الامتداد الهائل المركب و الشامل للمواد السامة أو ذات الأصل غير البيولوجي رد على ذلك أن ايقاعات العالم الطبيعي قد عبئها العبء الثقيل الذي ألقت به النماذج الميكانيكية على السيرورات الطبيعية.
من هذا كله يجب على مهنة الطب أن تعيد النظر في دورها الآن ليس ضمن سياق المجتمع البشري فقط في سياق سيرورة الأرض إذ أن إبراء الأرض هو المطلب الأول الآن من أجل إبراء الإنسان و إن تكيف الإنسان مع شروط العالم الطبيعي و قيوده بشكل الوصفة الطبية الأساسية من أجل عافية البشر و لن يفي أي شيء اخر بهذا لغرض.
إن عافية الحياة البشرية و غير البشرية و ترعرعها على كوكب الأرض لهما قيمة بحد ذاتهما , و هذه القيم مستقلة عن نفع العالم غير البشري للأغراض البشرية .
إن ثراء أشكال الحياة و تنوعها يسهمان في تحقيق هذه القيم و لهما ايضا قيمة كبيرة خاصة ليس للبشر الحق في إنقاض هذا الثراء و التنوع إلا من أجل تلبية الحاجات الحيوية.
إن ترعرع الحياة البشرية و ثقافاتها يتوافقان مع عدد سكان أقل جوهرية .
و إن ترعرع الحياة غير البشرية يتطلب عدد سكان أقل و إن التدخل البشري الحالي في العالم غير البشري كثيف جدا و الوضع يتزايد سوءا.
لذلك يجب أن تتغير السياسات التي تؤثر في البنيات الأساسية الاقتصادية و التقانية و الايديولوجية , إن الحالة الناجمة عن هذا التغير سوف تختلف بعمق عن الحاضر و سيكون التغير الايديولوجي الرئيس هو ذلك الذي يثمن نوعية الحياة.
على أولئك اللذين يؤيدون النقاط السابقة إلزام مباشر بمحاولة إنجاز التغيرات اللازمة.
إن تدمير التنوع الحيوي للمنظومات البيئية في اخر ما تبقى من الغابات القديمة البرية و إحلال مستعمرات الأشجار المتساوية العمر و غير المستقرة محلها يحدث الآن في طول العالم و عرضه و بمعدل متزايد.
إننا إجمالا على مقربة من الوصول إلى غابات تحتاج إلى المساعدة حتى في تلك الأراضي حيث يعد مناسبا قطع الأشجار و ذلك لأننا نقوم بتدريب