فلسفة  العلوم

أهداف فلسفة العلوم:

هناك فرع هام من الفلسفة يسمى فلسفة العلوم وهو فرع اختص بدراسة مسائل كثيرة ليس من شأن العلم أن يبحثها ومع ذلك فهي مسائل تتصل بصميمه.

إن أهداف فلسفة العلوم هي تصنيف العلوم المختلفة وتعيين حدودها وتسلسل بعضها ببعض والكشف عما بينها من روابط وعلاقات ثم التأليف بين الصور الجزئية التي تزودنا بها العلوم الخاصة كل من وجهة نظره الخاصة -التأليف فيما بينهما في صورة موحدة -.

ذلك أن العلوم الخاصة تزودنا بصورة جزئية منفصلة أخذت من زوايا مختلفة لهذا العالم هنا تقوم فلسفة العلوم بإقامة بناء موحد من هذه المقومات المختلفة فتكون كالعدسات تلم شتات الأشعة وتركزها في بؤرة ضوئية صغيرة ولكنها أكثر لمعاناً والتهاباً من الأشعة المبعثرة.

أو يكون الفيلسوف في هذه الحالة كالنحلة ترتشف من الزهور المختلفة الألوان ما تحيله رحيقاً وشهداً ليكون لذة للشاربين.

على هذا النحو تكون الفلسفة محاوله لتعليل الكون تعليل شامل بعد أن مزقت العلوم المختلفة أوصاله.

أو تكون نوعاً من التفكير المنتظم يحاول التأليف بين العلوم الخاصة والنظر إليها نظرة شاملة، هذه هي الوظيفة الإنشائية لفلسفة العلوم إلى جانب هذا الوظيفة البناءة للفلسفة فإن لها وظائف ناقدة شتى منها:

نقد مناهج البحث التي تستخدمها العلوم المختلفة واختبار المسلمات الأولى والمبادئ الأساسية التي تأخذها العلوم على عاتقها وتسلم بها تسليماً مطلقاً.

فعالم النفس قد يأخذ بمبدأ الحرية في تفسير السلوك مثلاً وعالم الأحياء قد يسلم بمبدأ الغائية وعالم الفيزيقية قد يسلم بأن القوانين الطبيعية لها صفة الإطلاق فهي مستقلة عن الزمان والمكان.

وعالم الرياضيات قد يسلم بمبدأ اللانهاية.

هؤلاء جميعاً يسنجون إلى هذه المسلمات في تفاسيرهم وصوغ فروضهم ونظرياتهم.

فما قيمة هذه المسلمات والمبادئ هي واقعة حاصلة هنا هل هناك تتدخل الفلسفة فتبين للعلم قيمة هذه المبادئ والمسلمات.

كما أن كل علم يصل إلى فروض ونظريات يحاول أن يفسر بها ما يلاحظه ويدرسه من ظواهر معينة.

ومن وظائف فلسفة العلوم اختبار صحة هذه الفروض والنظريات العلمية من حيث اكتمالها وخلوها من التناقض وهذا لون من المنطق النقدي الرفيع.

غير أن الفلسفة لا تمس الوقائع والمعلومات التي تجمعها العلوم بالملاحظة والتجريب بل تتناول الفروض والنظريات التي تصوغها الوقائع.

وتنظمها وتحديد صلة بعضها ببعض فتفحص هذه الفروض والنظريات لا بقصد تغيير تركيبها أو كي تحتضن وقائع جديدة أو تضع الوقائع الجديد في شكل مبسط.

بل لمجرد تقدير قيمتها باعتبارها أدوات التفسير.

كذلك تحرص فلسفة العلوم على