تطوّرت العمارة الدينية في بلاد الرافدين عبر مئات وآلاف من السنين وعادةً ما يتمّ التمييز بين نموذجين من المباني الدينية وهي : المعابد والزيقورات .
المعابد
إنشاء المعابد كمكان لتقديس الآلهة كان نتيجة لتطوّر المعتقدات والطقوس الدينية خلال فترة زمنية طويلة . فأولى أماكن العبادة كانت على شكل مناطق مقدّسة في الطبيعة . وعندما ازدادت الكثافة السكانية ونشأت القرى الكبيرة والمدن ظهرت الحاجة لبناء بيت للآلهة .
المعابد الأولى كانت هياكل صغيرة مخصّصة لتقديم الأضحيات والهبات ولإقامة الصلوات وكان دور الكهنة ثانوياً في البدء . ثمّ تطوّرت هذه المباني وتمّ التركيز بدايةً على تطوير وابتكار فراغ داخلي مناسب للفعاليات الدينية . وازداد دور الكهنة الذين شكّلوا طبقة دينية سياسية تسيطر على المجتمع ونشأت بالتدريج المعابد الضخمة التي يرتبط بها سكن الكهنة والمخازن والورشات المختلفة التي تشكّل مركز المدن السومرية ، كما في مدينة أور .
الأبنية الدينية غالباً ما تُشبه البيوت ذات الأفنية ، حيث تتوزّع عدّة هياكل وفراغات مُلحقة حول فناء داخلي دون اتباع نظام معيّن . الهياكل عبارة عن فراغات مستطيلة طويلة يتمّ الدخول إليها من الضلع الطويل ، أي أنّها تتميّز بمحاورها المنكسرة . فالحرم المقدّس يتوضّع في نهايتها ويحتوي على قاعدة لوضع تمثال الإله وقد أصبح هذا الجزء يُعزل بواسطة حاجز في كثير من الأحيان ولا يُسمح إلا للكاهن بالدخول إليه .
معبد آبو
معبد آبو في تل أسمر (إشنونا) هو من الأمثلة على ذلك . وهو عبارة عن معبد بسيط مؤلّف من ثلاثة هياكل بسيطة وسكن للكاهن بالإضافة إلى فراغات مُلحقة تتوزّع حول فناء مركزي . وهذا المعبد ليس أكبر بكثير من البيوت السكنية .
تل أسمر (إشنونا) : معبد آبو
المعابد ذات المحور المنكسر
نشأت على التوازي في الفترة نفسها معابد مستقلّة تحمل مواصفات مماثلة وهي معروفة بالمعابد ذات المحور المنكسر . من الأمثلة عليها معبد عشتار في آشور الذي يعود إلى حوالي عام 2300ق.م . المعبد يتألف من نفس عناصر المعابد