صلة علم النفس بالعلوم الأخرى:
علم النفس علم وصفي تقريري يوصف السلوك ويفسره على ما هو عليه ولا يضع معايير السلوك والتفكير والتذوق كما تفعل علوم المنطق والأخلاق والجمال.
فإذا كان علم المنطق يعلمنا كيف ينبغي لنا أن نفكر على نحو يعصمنا من التناقض في التفكير ويغفر لنا الوصول إلى نتائج تلزم على مقدماتها.
علم النفس يقتصر على وصف الطريقة التي تتم بها عمليه التفكير بالفعل وإذا كان علم الأخلاق يعلمنا كيف ينبغي لنا أن نسلك إن أردنا أن نكون قوماً صالحين فعلم النفس يدرك السلوك الفعلي خيراً كان أم شراً.
وبعبارة أخرى فعلم النفس كغيره من العلوم الوصفية الأخرى يدرس ما هو كائن لا ما ينبغي أن يكون ويدرس ما هو الواقع لا ما هو الواجب.
ولعلم النفس صلة وثيقة بعلم الأحياء وعلم وظائف الأعضاء وعلم الاجتماع في سلوكنا يتوقف إلى حد كبير على تكوين البيولوجي الجسمي والعصبي والغدي وعلى ما ورثناه من استعدادات فطرية.
فمن المحقق أن هناك صله بين الذكاء والمواهب الخاصة المهارات الحركية وبين الجهاز العصبي كما أن الاضطراب في مفرزات الغدد الصم أو التلف الذي يصيب المخ قد يكون له أثر خطير في شخصيه الفرد وصحته النفسية.
ومن ناحية أخرى يجب ألا ننسى ما للمجتمع والثقافة السائدة فيه من أثر عميق في شخصية الفرد وتفكيره وسلوكه فلو كنا نشأنا في هضاب التبت أو أواسط استراليا أو على ضفاف نهر الفولجا في زمهرير الشمال لكنا اليوم نلبس غير ملابسنا ونأكل غير طعامنا ونسكن في غير مساكننا ولكانت لنا عادات وتقاليد تختلف في الكثير عما نحن عليه. بل واختلفت نظرتنا إلى الكون وموضعنا منه اختلافاً كبيراً.
بل أن ثقافة المجتمع تؤثر في طرق تفكير أفراده وطرق تعبيرهم على انفعالاتهم وفيما يتعلمونه من معايير الخير والشر والمباح والمحظور والعدل والظلم وكذلك فيما يكتسبون من معلومات ومهارات وعواطف وأذواق وأن سلوك الإنسان يصدر من كائن حي يعيش في مجتمع فلابد لفهمه وتفسيره من معرفه شروطه العضوية وشروطه الاجتماعية.
ويساعدنا علم الأحياء وعلم وظائف الأعضاء على معرفه شروطه العضوية في حين يعيننا علم الاجتماع على فهم شروطه الاجتماعية لذا يعتبر علم النفس من العلوم الطبيعية ويرتبط ارتباطاً وثيقا بالعلوم البيولوجية والعلوم الاجتماعية.
علاقة علم النفس بالفلسفة:
حتى إذا جاء أفلاطون وقال إن أفكار الإنسان لها تأثيراً كبيراً في سلوكه لكنه كان يرى أن هذه الأفكار لها وجود مستقل عن الإنسان فهي تقيم في الجسم أثناء الحياة ثم تتركه عند الموت.
ثم خطا علم النفس خطوه في الاتجاه العلمي حين أشار إلى أن الروح أو النفسية مجموعه الوظائف الحيوية لدى الكائن الحي أي وظائف الجسم التي يتميز عن الجماد , و من دونها لا يكون الجسم أكثر من جسم وعلى هذا يكون السلوك و الحالات النفسية نتيجة عمليات جسمية.
وقد ترتب على هذه النظرة أنه لم يعد من الضروري البحث عن تفسير للسلوك والحالات النفسية خارج نطاق الإنسان.
كما أنه كان أول باحث حاول أن يفهم بصورة منظمه الطرق التي يفكر بها الإنسان وصاغ قوانين في تداعي المعاني سادت أكثر من 20 قرناً ويمكن اعتباره بحق المؤسس الأول لعلم النفس.
ثم انتقلت التعاليم الأساسية لأرسطو وإلى فلاسفة العرب والمدرسين وهم مفكرو العصور الوسطى من الأوروبيين.
فظل هؤلاء جميعاً يجادلون ويقلبون القضايا الفلسفية عن طبيعة النفس وخلودها وعن