الكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء (HPLC):
تعتبر الطرق الكروماتوغرافية على اختلاف أنواعها من أحدث الطرق المستخدمة في التحاليل الكيميائية والتي تمكننا من إجراء عدد كبير من التحاليل للكشف والتعرف على مكونات المواد المدروسة، كما أنها توفر انتقائية عالية وحساسية جيدة لعدد كبير من المكونات تتواجد بتراكيز منخفضة ضمن المادة التي يتم البحث عنها وباستخدام كمية قليلة من العينة المدروسة، وهي أهم المعايير التي تزيد من قيمة الطريقة التحليلية المستخدمة.
ظهرت تقنية الكروماتوغرافيا منذ بداية القرن الماضي، واعتمدت على الكثير من التقنيات منها: كروماتوغرافيا الطبقة الرقيقة، الورقية والعمودية وأهمها السائلة عالية الأداء، التي لها قدرة كبيرة في تفريق المواد الكيميائية وخاصة المشابهة لبعضها، وبدأ العمل بالكروماتوغرافيا عالية الأداء عمليا عام 1996حين تم تطوير نوع من الكروماتوغرافيا التي طبق من خلالها ضغوط عالية تصل حتى 500 بار وذلك بهدف تحسين عمليات الفصل المستخدمة، وقد لاقت هذه التقنية منذ ذلك الوقت انتشارا واسعا في مجال التحاليل للحصول على نتائج ذات دقة عالية وتكرارية ممتازة ترفع من قيمة الطريقة إضافة إلى مجال التطبيق الواسع لها، وما تزال هذه التقنية لغاية تاريخه تخضع للعديد من الأبحاث التطويرية لتحسين مجال عملها وتوسيعه، سواء أكان التطوير في مجال الكواشف المستخدمة أم من خلال الضغوط المطبقة High Pressure liquid chromatography-UPLC-Ultra)).
يرمز دوما إلى تقنية الكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء بالرمز HPLC وهو اختصارا لمعنى التقنية باللغة الإنكليزية High performance Liquid chromatograph.
الكروماتوغرافيا:
إن من أهم المعوقات التي تواجه عمليات التحليل هي التداخلات التي تظهر أثناء التحليل، حيث الحكم على طريقة تحليل بأنها جيدة وتحقق الغاية الموجودة من استخدامها يتوقف على إمكانية هذه الطريقة على استهداف المادة المدروسة دون المواد الأخرى الموجودة في العينة المحللة وهو ما يدعى بالانتقائية وهذا الأمر يصعب تحقيقه في العينات الغذائية بسبب تركيبها المعقد.
ولتحقيق ذلك