طبائع الخيل و رعايته ( ج1 )

**مقدمة عن الخيل**

&عائلة الحصان مكونة من الخيول الأليفة و البرية و حمير الزرد أو الحمار الوحشي و الحمير العادية فمنذ سبعين مليون سنة وجد حيوان بحجم الكلب له أربعة أظافر على يديه الأماميتين و ثلاثة أظافر على رجليه بالتدريج كبر الحجم و نقص عدد الأظافر حتى تكون الحصان الذي نعرفه اليوم.

للخيول قوائم طويلة رشيقة تساعدها على العدو السريع في البراري و السهول و هي مواطن الخيول الطبيعية إذ تحتاج إلى السرعة لتستطيع الهرب من أعدائها و كل أنواع عائلة الحصان حادة البصر.

هناك نوع واحد من الخيول البرية لم يزل موجود حتى يومنا هذا هو حصان برزيفالسكي ( اسم المكتشف البولوني ) و يعيش بأعداد قليلة في براري منغوليا و هو قريب من النوع المنقرض الذي رسم إنسان ما قبل التاريخ صوره على جدران كهوفه , و منذ ذلك الحين يربي الإنسان الخيول ليستخدمها في أشكال متعددة من نقل و ركوب و عمل.

حصان منغوليا البري له شعر عنق قصير غض و يشبهه بوني أكسمور في انكلترا و غيرها , أما في أمريكا فقد هربت بعض الخيول منذ حوالي ثلاثة أو أربعة قرون و عاشت حياة برية فيسمونها ( ما ستانغ ) و استطاع الهنود الحمر القبض على بعض منها و تطويرها و استخدامها.&

**أصول الخيول العربية**

&النشأة :

يعد الحصان العربي الأصيل الأقدم و الأنبل و الأجمل في العالم على الإطلاق و الأكثر أصالة دون منازع , فهو يرجع في تاريخه إلى ما قبل السيد المسيح عليه السلام ( 5000 سنة ) و أغلب ظن العلماء أنه نشأ في شبه الجزيرة العربية و قد دار جدل كبير حول هذا الموضوع فالبعض ينسبه إلى الحصان المنغولي و اخرون يشيرون إلى أن أصله يعود إلى الصحراء الليبية في شمال أفريقيا , بينما تؤكد المصادر القديمة و الحديثة أن هذا الحصان أصيل في شبه الجزيرة العربية و لم يفد إليها من خارجها كما يدعي بعض الدارسين.

هناك من يزعم أن الحصان الأصيل نشأ خارج الجزيرة العربية ثم دخل فلسطين و سوريا من الشمال الغربي لبلاد العراق إبان غزو المديانين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد , فقد أدخله الهكسوس الرعاة من سوريا إلى مصر و منها إلى الجزيرة العربية و لكن جميع النظريات تفقد الركائز العلمية الثابتة التي من شأنها حسم هذا النقاش فمن الأكيد أن الخيول العربية كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية في عهد المسيح و ظهرت أهميتها بوضوح في الجاهلية ما قبل الإسلام و يبقى غير ذلك من الأقوال و النظريات مفتقرة إلى دليل يؤكدها و يثبت حجتها.

من هنا نجد أن الخيول الأصيلة نشأت في جزيرة العرب فوق هضاب نجد و منطقة عسير و بلاد اليمن التي تعتبر من أخصب و أطيب المناطق و لعل من الأمور الهامة التي كان لها العامل الأكبر في صيانة هذا العرق النبيل