الغذاء وكما نعلم جميعا لابد من الحفاظ عليه بشكل جيد، إن أردنا الاحتفاظ بجودته، فإذا لم يتم تخزين المواد الخام مثل الرز والقمح والحبوب في درجة الحرارة المناسبة والرطوبة فستكون عرضة بالتأكيد للتلوث المكروبي فالغذاء يتعرض لثلاثة أنواع من التخرب: تخرب فيزيائي وكيميائي ومكروبيولوجي.

نلاحظ مثلا أن حبوب الرز ستبقى لسنوات طويلة فيما لو خزنت بمفردها، أما إذا جرى طحن الرز فسيكون أقل ثباتا (مع الوقت ستتطور منه رائحة عفن وسيتغير لونه)، أما عند طبخ الرز فسيكون ثابتا عدة ساعات فقط فالقاعدة العامة: معالجة أكثر – ثبات أقل، وأيضا مزيد من التماس مع الماء- ثبات أقل.

كل ما سبق ينطبق على الأدوية أيضا، فالمواد الدوائية النقية أو المواد الصلبة أو السوائل أو الغازات عادة ما تكون أكثر ثباتا من كونها مصاغة، فعندما يجري صياغة متل هذه المواد كأدوية فلابد من أن يحدث التحلل بشكل أسرع بسبب وجود السواغات والرطوبة أو بسبب التصنيع لذلك عندما نقول ثبات فنحن نتحدث عن نوعين منه: ثبات متعلق بالمادة الصرفة وثبات متعلق بالصيغة الدوائية الداخل في تركيبها المادة الصرفة.

إذا جرى تخزين مساحيق المواد الدوائية النقية والصلبة ضمن ظروف مثالية من الحرارة والرطوبة فقد يصيبها بعض التخرب فعلى سبيل المثال وبالنظر للأسبرين، فإذا أخذنا زجاجة لعينة قديمة من الأسبرين النقي وظهر لدينا رائحة واخزة فيمكننا أن نشعر بوضوح لا لبس فيه أنها رائحة حمض أسيتيك.

أما إذا كان لدينا حثيرات الأسبرين وصنعها على شكل أقراص فإن معدل التخرب سيكون أسرع، اما إذا وضعنا الأسبرين على شكل معلق فسوف يتخرب تماما إلى حمض الأسيتيك وحمض ساليسيليك في أقل من 25 يوما، وذلك لأن تخرب الأسبرين هو تفاعل كيميائي يتضمن اصطدام الجزيئات بعضها ببعض متى توافرت لها الطاقة الكافية لحدوث مثل هذه الاصطدامات، يتأثر هذا التخرب بوجود عوامل مختلفة مثل الأوكسجين والحموضة والقلوية والرطوبة والضوء.

إن التخرب هو السبب الرئيس الذي يجعل الشركات المصنعة للأدوية ملزمة بقواعد لوضع تاريخ انتهاء الصلاحية على الدواء وفي الواقع إذا لم تتمكن الشركات من وضع تاريخ انتهاء الصلاحية فلابد لها من شرح أسباب ذلك.

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن