الخلايا العصبية ج4

تنكس وتجدد الألياف العصبية:Degenation and Regeneration of N. F

إذا أصيب جسم الخلية العصبية بأذى فكل أجزاء الخلية تزول إلى الموت والخلايا العصبية الميتة عصية على التجديد أما إذا كان موضع الأذية ينحصر فقط في إحدى الاستطالات الخلية العصبية كالمحور العصبي مثلاً فإمكانية تجدد هذا الجزء موجودة شريطة أن يكون جسم الخلية العصبية سليماً تماماً.

فإذا قطع عصب محيطي Periphcral يقطع التواصل بين جسم الخلية العصبية الأم والاستطالة المقطوعة ولفترة قصير من الوقت تستمر قدرة الاستطالة المقطوعة على نقل النبضات العصبية ولكن خلال ٣ – ٤ أيام من الإصابة تبدأ عمليات التنكس والتحلل في هذه الاستطالة ثم تفقد قدرتها على توصيل السيالة العصبية.

لقد أثبتت الدراسات النسيجية من الأعصاب المتضررة أن جزء الليف العصبي المقطوع (الجزء البعيد أو المفصول عن جسم الخلية) يتحلل معطياً عناصر جيبيه تظهر تحت المجهر على شكل نقاط وخطوط قصير كما لو أنها جزء من شيفرة مورس كما أن غمد النخاعيين يتلازق Coolesces على شكل قطيرات من الحموض دهنية غير مشبعة.

ثم تتقاطر إلى مكان الإصابة خلايا الأنسجة الضامة التي تكنس المكان من البقايا المتحللة وتنظفه بحيث تبقى فقط على الهيكل الخارجي للعصب أي خلايا غمد شوان فقط ويحصل ذلك في غضون ثلاثين يوماً أو أكثر.

أما على الطرف الآخر من القطع أي الطرف المتصل بالخلية الأم فيحدث تنكس مشابه لما وصف سابقاً إلا أن هذا التنكس يكون محدود المكان بحيث يمتد فقط من مكان الإصابة إلى أول عقدة في حين يظل الباقي من المحور العصبي معافى ولا يطرأ عليه أي ظواهر تنكسيه.

التطورات التي تفرد إلى تجدد استطالة الليف العصبي المتضررة تبدأ مبكرة ولكنها تستغرق وقتاً أطول ففي غضون ٢٤ ساعة من بداية الإصابة يبدأ ظهور براعم صغيرة عند نهاية المحور المتصل بجسم الخلية وتنمو هذه البراعم وتتفرع ضمن إطار غمد شوان بسرعة قد تصل إلى ١ – ٣ مم في اليوم الواحد وتستمر هذه البراعم في نموها وامتدادها بسوقها ضمنه غمد شوان إلى أن تصل نهاية المسار الذي يتوقف غالباً على تخوم الأعضاء ورحلة النمو هذه غالباً ما تكون طويلة إذ تستغرق في بعض الأحيان سنة أو أكثر.

وتجب الإشارة هنا إلى أن الوقت الذي تستغرقه عملية التجدد مرتبط بالدرجة الأولى بالمسافة التي تصل بين طرفي الليف العصبي في مكان القطع فلقد وجد أن تقريب طرفي القطع من بعضهما البعض مسافة كافية يريح من حوادث التجدد في العصب المقطوع.

أما عند إبعاد طرفي العصب المقطوع عن بعضهما فيؤخر عمليات التجديد وقد