المنبهات والاستجابات

ملخص:

يجب التمييز بين البيئة الواقعية والبيئة السيكولوجية أو الفعالة، الأولى هي كل ما يحيط من عوامل مادية فيزيائية أو اجتماعية كما هي عليه في الواقع والثانية هي البيئة كما تبدو للفرد.

وهي البيئة كما يدركها ويشعر بها فيستجيب لها لا كما هي عليه في الواقع أي هي البيئة التي تثير انتباهنا واهتمامنا ونشاطنا.

المجال:

تتوقف البيئة السيكولوجية كما رأينا على نوع الفرد إنسان كان أم حيوان أو على جنسية ذكر كان أم انثى وعلى سنه طفلاً كان أو كبيراً.

كما تتوقف على ميوله واهتماماته وحاجاته وذكائه وقدراته وخبراته ومعتقداته ووجهه نظره.

أي تتوقف على شخصيته بأسرها لذا قد تكون البيئة الواقعية واحده بالنسبة لعدد من الأفراد لكنها تآلف بيئات سيكولوجيه مختلفة جداً بالنسبة لكل فرد منها.

فالبيت الواحد ليس بيئة سيكولوجية واحد لجميع من به من أخوة وأخوات وذلك لاختلافهم في السن والخبرة والميول والقدرات.

كذلك هو الحال في طلاب الصف الواحد أو عمال المصنع الواحد أو المرضى في المستشفى الواحد، مثلاً الرجل الذي يسبح وهو يغني طرباً في بحر يزخر بكلاب البحر دون أن يعرف ذلك، بيئته الواقعية مميتة لكن بيئته السيكولوجية لذيذة آمنة.

وهذه الباخرة التي تبحر تعتبر هدف واضح مغر لمدافع الأعداء ونيرانهم لكننا إن صبغنا ظاهرها بطريقة خاصه وتناولناها بالتمويه لم تعد بيئة سيكولوجية لهم.

والأم النائمة في الحقل إلى جوار رضيعها لا يوقظها الرعد أو المطر أو صرير الرياح لكن حركة طفيفة من رضيعها كفيلة بأن توقظها على الفور.

فالأشياء الخارجية قد تكون موجودة في بيئتنا الواقعية وغير موجودة في بيئتنا السيكولوجية والعكس صحيح.

يتضح مما تقدم أن البيئة السيكولوجية ليست شيئاً منفصلاً عن الفرد أو شيء يوجد إلى جانبه بل هي بيئة تنشأ من تفاعل شخصية الفرد بأسرها مع بيئته الواقعية.

وغني عن البيان أن يكون موضوع علم النفس هو دراسة أوجه نشاط الفرد في بيئته السيكولوجية ويطلق على البيئة السيكولوجية اسم المجال السيكولوجي أو المجال السلوكي أو المجال فقط.

المنبهات والاستجابات: