**اقتصاديات الإبل**
&4-مكونات حليب الناقة :
تتراوح نسبة كمية الماء في حليب الإبل من ( 84 – 90 % ) من مكوناته و تتراوح الدهون في الحليب في المتوسط تقريب ( 5.4 % ) و نسبة البروتين حوالي ( 3 % ) و نسبة سكر اللاكتوز حوالي ( 3.4 % ) و نسبة المعادن حوالي ( 0.7 % ) مثل الحديد و الكالسيوم و الفوسفور و البوتاسيوم و المنغنيز و المغنيزيوم , و هناك اختلافات كبيرة في هذه المركبات بين الأنواع المختلفة من الإبل و تعتمد على الطعام و الشراب المتوفر لها , و نسبة الدهون إلى المواد الصلبة في حليب الإبل أقل منها في لبن الجاموس إذ تبلغ في حليب الإبل ( 31.6 % ) بينما في الجاموس ( 40.9 % ) كما أن الدهون في حليب الإبل توجد على هيئة حبيبات دقيقة متحدة مع البروتين لذلك يصعب فصلها في حليب الإبل بالطرق المعتادة في الألبان الاخرى , و الأحماض الدهنية الموجودة في حليب الإبل يحتوي على تركيز أكبر للأحماض الدهنية المتطايرة خصوصا حمض اللينوليك و الأحماض الدهنية المتعددة غير المتشبعة و التي تعتبر حيوية في غذاء الإنسان خصوصا مرضى القلب .
كما أن نسبة الكوليسترول في حليب الإبل منخفضة مقارنة بلبن البقر بحوالي ( 40 % ) و تصل نسبة بروتين الكازئين في بروتين حليب الإبل الكلي إلى ( 70 % ) مما يجعل حليب الإبل سهل الهضم , و يحتوي حليب الإبل على فيتامين ( C ) بمعدل ثلاثة أضعاف وجوده في حليب البقر و يزداد إذا تغذت الإبل على أعشاب و غذاء غني بهذا الفيتامين كما أن فيتامين ( B2 , B1 ) موجود بكميات كافية في الحليب أعلى من حليب الغنم كما يوجد فيه فيتامين ( A ) و الكاروتين بنسب كافية.&
**5-فوائد حليب الإبل**
&لقد استفاد العرب قديما من حليب الإبل في علاج كثير من أمراضهم كالجدري و الجروح و أمراض الأسنان و أمراض الجهاز الهضمي و مقاومة السموم , و قالو إن أفضل حليب الإبل كعلاج هو حليب بعد الولادة ب ( 40 يوم ) و أفضله ما اشتد بياضه و طاب ريحه ولذ طعمه و كان فيه حلاوة يسيرة و دسامة معتدلة و اعتدال قوامه في الرقة و حلب من ناقة صحيحة معتدلة اللحم محمودة المرعى و المشرب , و يقول العرب الحليب الإبل الدواء , و حليب الإبل محمود يولد دما جيدا و يرطب البدن اليابس و ينفع من الوسواس و الغم و الأمراض السوداوية , و إذا شرب مع العسل نقى القروح الباطنية من الأخلاط العفنة , و يشرب مع السكر يحسن اللون جدا و يصفي البشرة و هو جيد لأمراض الصدر و بالأخص الرئة و جيد للمصابين بمرض السل.
يؤكد علماء ما درج عليه الاعتقاد البدوي القائل بأن حليب النوق هو الأفضل و الأكثر ملائمة من باقي أنواع الحليب المستحلب من باقي الحيوانات اللبونة , و يقول فريق بحث علمي درس ميزات حليب الناقة إن هناك اكتشافات مثيرة جدا فيما يتعلق بالتركيبة الكيمياوية لحليب الناقة الذي يشبه حليب الأم أكثر مما يشبه حليب البقرة.
و يضاف ايضا إن حليب الناقة يحتوي على كمية قليلة من سكر الحليب ( أو اللاكتوز كما يعرف علميا ) و الدهن المشبع كما يحتوي على كمية كبيرة من فيتامين ( C ) و الكالسيوم و الحديد مما يجعله أكثر ملائمة للأطفال الذين لا يرضعون.
و يؤكد هذا الباحث أن حليب الناقة غني بالبروتينات التي تدخل في تركيب جهاز المناعة , و يضيف ايضا ان الفريق العلمي لاحظ أن هذا النوع من الحليب يحتوي على مكونات و مواد قاتلة للجراثيم و يلائم من يتعرض للجروح و من يعاني من أمراض التهاب الأمعاء و إنه يوصى به لمن يعاني من مرض الربو , كما يوصى به لمن يتلقى علاج كيماوي لتخفيف العوارض الجانبية مثل التقيؤ كما يوصى لمرضى السرطان و لمن يعانون من أمراض تتعلق بجهاز المناعة.
و يوصي هذا الباحث بشرب كأسين يوميا من حليب الناقة لمن يعاني من أي من تلك الأمراض على أن تتم زيادة الكمية حسب الحاجة بعد استشارة الطبيب.&
&6-انتاج الوبر ( الصوف ) في الإبل :
يعد الوبر من أهم المنتجات الحيوانية لجمل الباكتريان إذ يتميز بغزارته و طول جزته الشتوية , إن لهذا الصوف أو الجزة خصائص عازلة ممتازة مماثل بل و تضاهي صوف الماعز الكشميري و تختلف نعومة و دقة الصوف من منطقة إلى اخرى , إن معدل انتاج الصوف في جمل الباكتريان يتراوح بين ( 5 – 18 كغ ) في الذكور و ( 10 كغ ) في الذكر المخصي.
إن جلد و صوف الجمال ذو قيمة اقتصادية كبيرة في العديد من البلدان ففي تركيا و جنوب غرب الاتحاد السوفيتي السابق ينتج الجمل ( 2 – 3.5 كغ ) من الصوف سنويا و يجز وبر الجمال في فترة التبدل و نزع الصوف الموسمي , و يمزج الوبر مع شعر الماعز و يصنع منه الخيام.
يغطي جسم الإبل الوبر الذي يوجد بكثافة على الرأس و الرقبة و الكتاف في الإبل ذات السنام الواحد و تزداد كثافته في الإبل ذات السنامين نظرا لبرودة المناطق التي تعيش فيها.
و يمتاز الوبر بقلة توصيله للحرارة , و يمتاز الوبر عن الصوف و الشعر بميزات عديدة منها ( الحفة , القلة , المتانة ) و يتميز الوبر بنعومة الملمس و لونه الكريمي المتعدد الدرجات حسب نوع الإبل.
و هناك اختلاف كبير في انتاج الإبل من الوبر تبعا لعروق و سلالات الإبل ففي الإبل ذات السنامين تتراوح كمية الوبر المنتج سنويا للرأس الواحد تقريب ( 1 – 5 كغ ) في حين تبلغ كمية الوبر المنتج من الإبل العربية ذات السنام الواحد ( 1 – 1.5 كغ ).
يعد انتاج الوبر ذو أهمية اقتصادية كبرى لبعض المجتمعات و خاصة بمجتمعات البدو و تشتهر كل من منغوليا و الصين و أفغانستان بإنتاجها الكبير من الوبر.
غالبا ما يتساقط الوبر من أجسام الإبل في اواخر فصل الربيع و بداية فصل الصيف , و في الغالب فإن العرب تجز الوبر يدويا أو باستخدام المقص اليدوي و بالنظر إلى ارتفاع أسعار الوبر فقد تطورت طرق جمع الوبر من خلال حلاقة الوبر باستخدام آلة جز كهربائية.
تبدأ الحلاقة بإزالة الوبر من منطقة الوجه و بعد الانتهاء من حلاقة الوبر يقوم المربي بدهن الإبل بالسمن البلدي و مرهم الكبريت و الخل و ذلك