*2-طبائع ( سلوكيات ) الخيل**
&يعد العربي حصانه في منتهى الكمال و لا يمكن لأي دم غريب أن يضيف عليه أي صفات إيجابية بل العكس تماما إذ أن أي اختلاط ما مع سلالة غريبة تسبب انحطاط في نوعية النتاج القادم.
فكنتيجة حتمية و محصلة نهائية لكثير من تلك الأمور كان للحصان العربي الأصيل أن يميز بنبالته و رشاقته و ألوانه الساحرة و توازنه الطبيعي و تحمله للظروف القاسية و الصحراوية و سرعة البديهة و الإخلاص لصاحبه و اليقظة و التحفز الدائمين إن هذه الميزات التي تحلى بها الحصان العربي إضافة إلى قدرته القوية على طبع مورثاته و صفاته الحميدة في ذريته جعلت منه أفضل و أنبل أنواع الخيول في العالم الأمر الذي أدى إلى انتشاره في كافة أنحاء العالم و إلى مفاخرة العالم الحديث و تباهيه بإنتاجه أو اقتنائه لمثل هذا الجواد فجعل أسعاره تحلق عاليا حتى تجاوزت حدود المنطق و الخيال فأصبح أمر امتلاكها ينحصر في مزارع الأثرياء و حطر أسر الملوك و النبلاء.
تعد الخيول حيوانات صديقة للإنسان و أكثرها استجابة لتدريباته و أوامره و طاعة إرادته و إخلاصا في مودته و يلاحظ أن الخيل تحب الموسيقا و تطرب لها ففي الأعياد و المناسبات المختلفة تتمايل بفرسها على نغمات الطبل و المزمار و في السرك ترقص على أنغام الموسيقا و يقال في الأمثلة أن الخيل تشرب الماء بالصفير.
يطرب الجواد الحداء البدو و أهازيجهم و يتهيأ للجري و العدو كما أن بعض السياس يغنون للخيل و هم يطمرونها و يدلكونها فتنصت إليها و تستسلم و تمتاز الخيل بالذكاء فهي تميز وقع أقدام صاحبها دون أن تراه و تصهل له و تحمحم و إذا فاجأها في الليل و هي نائمة و لم تسمع صوته هبت مذعورة لتدافع عن نفسها فإذا عرفته غيرت حالها و أخذت موقف الخيل الخجل و الاستحياء بعد صولتها و إظهار الغضب و العداوة و تبدأ بالحمحمة و خفض الرأس و كأنها تطلب العفو.
و فحول الخيل تدافع عن إناثها كما يدافع الرجل عن المرأة ليحمي عرضه و شرفه فإذا كانت الخيل طليقة في المسرح أو في المراعي قام الفحل بدور الحارس الأمين فيدور حول الأفراس و لا يترك واحدة منها تشذ عن القطيع كما لا يدع فحلا اخر يقترب منها و إذا تجرأ ودنا منها فحل اخر فإن معركة طاحنة تنشب بينهما حتى ينتصر احدهما على الاخر.
و الخيل وفية لصاحبها و خاصة إذا كان هو بنفسه الذي يقوم على تربيتها و رعايتها فتقبل عليه إذا ناداها.