الكربوهيدرات Carbohydrates:

تختلف قدرة الأنواع المختلفة من الأسماك على الاستفادة من الكربوهيدرات اختلافا كبيرا. فالأسماك من آكلات اللحوم لا يحتوي غذاؤها الطبيعي إلا على كميات محدودة من الكربوهيدرات، ولهذا تكون قدرتها على هضمها ضعيفة إلى حد كبير. أما أكلات النباتات فلها قدرة جيدة على هضم المواد الكربوهيدراتية، وتظهر معظم التجارب البحثية أن قدرة هذه الأسماك على هضم السكريات البسيطة (السكروز - جلوكوز - لاكتوز) قدرة عالية قد تصل إلى 60%.

وبالرغم من أن كل أنواع الأسماك تفرز إنزيم الألفا - أميليز amylase المسؤول عن هضم الكربوهيدرات إلا أن نشاط هذا الأنزيم في الأسماك آكلة النباتات Herbivorous fish أعلى منه في أنواع الأسماك الأخرى.

كذلك فإن إفراز أنزيم الألفا- أميليز في آكلات النباتات يتم من خلال المناطق المختلفة للقناة الهضمية بينما يكون إفرازه محدودا من البنكرياس في حالة آكلات اللحوم Carnivorous، وهو ما يفسر - على الأقل جزئيا - سبب تفوق الأسماك آكلة النباتات على الأسماك آكلة اللحوم في هضم الكربوهيدرات.

تعتبر الأنزيمات من العوامل الهامة التي تساعد الأسماك على هضم الكربوهيدرات، سواء تم ذلك بالنسبة لطبيعة الغذاء التي تعود عليها أو بالنسبة للظروف البيئية التي تعيش فيها مثل درجة الحرارة. فتغذية الأسماك على كميات معتدلة من الكربوهيدرات تنشط إفراز الأنزيمات الهاضمة لها، كما أن هذه الأنزيمات تعمل بكفاءة عالية عند درجة الحرارة التي تأقلمت عليها هذه الأسماك. ولهذا السبب يؤدي تغيير درجة الحرارة المفاجئ إلى ضعف قدرة هذه الأنزيمات على العمل في درجة الحرارة الجديدة ونقص قدرة الأسماك هضم المواد الكربوهيدراتية.

من ناحية أخرى تقل قدرة الأسماك على هضم المواد الكربوهيدراتية بزيادة مستواها في العليقة، ولهذا تحرص مصانع علائق الأسماك عادة على ألا يزيد محتوى علائق الأسماك منها 25%. وتؤدي زيادة الكربوهيدرات المهضومة Digestible carbohydrate إلى تخزينها في الكبد في صورة جليكوجين Glycogen وهو - كما هو معروف - الشكل الوحيد للسكريات المعقدة الذي يمكن تخزينه في الأنسجة الحيوانية، ويخزن عادة في الكبد والأنسجة العضلية كمصدر للطاقة.

من ناحية أخرى فإن قدرة الأسماك على استغلال الجليكوجين المخزن في الكبد كمصدر للطاقة قدرة محدودة للغاية مقارنة بأنواع الفقاريات الأخرى، وقد يؤدي التراكم الشديد للجليكوجين في الكبد إلى موت الأسماك. وهناك الكثير من الجدل حول قدرة الأسماك على هضم الكربوهيدرات والاستفادة منها كمصدر للطاقة.

فبالرغم من أن الكربوهيدرات المهضومة في العلائق تؤدي إلى توفير نسبة من البروتين لبناء الأنسجة Sparing effect، إلا أن قدرة الأسماك على استغلال البروتين أو الدهون كمصادر للطاقة أعلى منها بالنسبة للكربوهيدرات. او قدرة الأسماك على السيطرة على مستوى جلوكوز الدم محدودة بالمقارنة بالحيوانات ذوات الدم الحار Warm - blooded animals، فهي تماثل في هذا الأمر الحيوانات الثديية المريضة بمرض البول السكري Diabetic mammals. ويرتفع مستوى السكر في الدم بسرعة بعد تغذية الأسماك على الكربوهيدرات ولكنه لا ينخفض إلا بعد ساعات طويلة، حتى إن سرعة انخفاض سكر الدم في الأسماك أبطأ منه في حالة الفأر بحوالي عشر مرات. من ناحية أخرى فإن الأسماك تفضل وتستطيع أكسدة السلاسل الكربونية للأحماض الأمينية بعد تخليصها من مجموعة الأمين Deamination لإنتاج الطاقة بكفاءة أكبر من قدرتها على أكسدة السكر. والأسباب التي تدعو الاسماك لذلك غير معروفة تماما وإن كان من المفهوم أن الأسماك غير مؤهلة أصلا لهضم كميات كبيرة من الكربوهيدرات كون بيئاتها الطبيعية فقيرة بهذه المركبات.

وعندما تهضم الأسماك المواد الكربوهيدراتية وتمتصها في الجسم في صورة سكر بسيط تسلك واحدة من ثلاثة سبل: الأول أن تمثل مباشرة لإطلاق الطاقة، والثاني أن تختزن كمصدر احتياطي للطاقة في صورة جليكوجين، والثالث هو أن تمثل في الجسم مكونة مركبات مختلفة مثل

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن