**الإدمان القوي (الإدمان على التدخين)**
& يستنشق كل يوم أكثر من 1,3 مليار شخص حول العالم بإرادتهم مادة كيميائية هي النيكوتين تقتل حوالي 5 مليون شخص كل عام فلماذا يصر بعض الناس على تسميم أنفسهم بكامل إرادتهم؟؟
و بما أننا علمنا بأنها النيكوتين فقد عرفنا جزءً من الإجابة و هي واحدة من أكثر من 40000 مادة كيميائية نجدها في التبغ، و النيكوتين مادة تسبب الإدمان بشدة، نظراً لشدة الإدمان على هذه المادة فإن حوالي أقل من 20% من المدخنين قادرون على الإقلاع عن التدخين بعد أول تجربة تدخين لهم.
حيث وجد أخصائيو الأعصاب أن سلوك الإدمان يتطور بسبب بعض المواد الكيميائية التي تقوم بعمل محفز للدماغ مما يخلق إعتماد جسدي و نفسي لدى المتعاطين.. النيكوتين عقار يسبب التعود و يحفز إفراز الدوبامين في مركز مكافئة الدماغ و خلق إحساس بالسرور و مع الوقت يبدأ الدماغ بالربط بين حالة التدخين و السعادة و هذه الإستجابة المشروطة هي السبب في صعوبة الإقلاع عن التدخين حيث عندما يتوقف المدخنون قد يعانون من شعور بالتعاسة و هو عرض من أعراض إنسحاب جسدي للنيكوتين يتضمن أيضاً فتور و جوع و فرط هياج .
شانيكا- Shanika مدخنة ل 6 سنوات و تحاول الإقلاع عن التدخين لثاني مرة، إحتمالات الإقلاع هذه المرة بجانبها لأنها قامت بوضع نقاط مع الطبيب المعالج الخاص بها لنقاش كل الإحتمالات المتاحة ليساعدها في إنهاء تعودها على النيكوتين و التدخين.
طبيب شانيكا هنأها مرة أخرى لمحاولتها أن توقف التدخين و كان قد شرح لها بأن الإقلاع يمكن أن يكون ناجحاً إذا اعتمد المدخن مجموعة من الإستراتيجيات بتعديل السلوك إضافة لعلاج دوائي.
يوجد حاليا 3 أنماط من العلاجات الدوائية المستعملة في حال التعود على النيكوتين و هي تعتبر من بدائل النيكوتين: /Varclin - Chantix/. /Zyban-bupropion /.
وهو عقار يرتبط بمستقبلات أستيل كولين النيكوتينية
مستقبلات النيكوتين موجودة بالجهاز العصبي و الدليل يقترح أن التفعيل بالنيكوتين لمستقبلات أستيل كولين النيكوتينية في بعض مناطق الدماغ يمكن أن يلعب دور المفتاح في إدمان النيكوتين فعل النيكوتين على مستقبلات nAchR مكتملة طبيعياً حيث أن تعرض الخلايا المزمن للمنبهات مثل الأستيل كولين والنيكوتين يجعل الخلايا تقلل الإستجابة لمستقبلاته .
على كل حال حصلت دراسة على شريحة من الدماغ وجدت أن المدخنين لديهم أرقام عالية من nAchR في خلاياهم أكثر من غير المدخنين، هذه الزيادات في أعداد المستقبلات أو حدوث زيادة في الإستجابة ترى عادة في الخلايا ذات التراكيز العالية مقارنة بمضادات المستقبلات.
و بعد مناقشة شانيكا لخياراتها مع طبيبها المعالج قررت تجرية رقع النيكوتين و هي واحدة من العلاجات البديلة للنيكوتين، و هذه الرقعة اللاصقة تسمح للمدخن من إنقاص مستويات النيكوتين في جسمه تدريجياً و يمنع أعراض الإنسحاب في الوقت الذي تقوم به الخلايا بتقليل الإستجابة لمستقبلاتها التي تعود لأرقامها الطبيعة.
إن جرعة زائدة من النيكوتين - وهو مستبعد فى حالة إستعمال اللصاقة حسب التعليمات - قد تسبب الشلل الكامل للعضلات التنفسية (الحجاب الحاجز و العضلات الهيكلية في جدار الصدر).
حسمت شانيكا قرارها في إيقاف التدخين هذه المرة بعد تشخيص جدها بسرطان الرئة وهو مدخن لسنوات عديدة. و بعد إكتشافها أن اللصاقة وحدها غير قادرة على إيقاف قامت بحضور صفوف، تعديل السلوك لتساعدها على تجنب المواقف التي تدفعها للتدخين و إستبدالها بنشاطات أخرى مثل مضغ العلكة بدل التدخين.
بعد 6 أشهر تمكنت شانيكا من الإقلاع عن التدخين و التخلص منه، قد لا تكون بدائل النيكوتين هي العلاج الأمثل لإيقاف التدخين لأن المدخن القديم لم يعد يتعرض لدخان