^مقدمة^:

&لا تشغل المواد الهيدروكربونية عادة إلا جزء صغيرة من مجموع الحجوم المسامية تحت السطحية، حيث تحتل المياه تحت السطحية معظم هذه الحجوم، وفي الحقيقة فإن كل الجزء العلوي من القشرة الأرضية، باستثناء طبقة رقيقة نسبية يكون مشبعة بالمياه.

تدعى المياه التي رافقت الرسوبيات منذ بداية ترسبها بالمياه المتبقية، أو المياه المرافقة، والتي تقابل المصطلح الإنكليزي Connate water، والذي يعني تولد مع

( Born with )، وذلك أن هذه المياه تمثل مياه بحرية المنشأ، لكنها تختلف في الحقيقة عن المياه البحرية الأصلية، وذلك بقدر ما حصل عليها من تغيرات خلال تاريخها الجيولوجي، حيث ما أن تبدأ الرسوبيات بالتعمق، والتحول تدريجيا إلى صخور رسوبية، حتى تفقد جزءا هامة من مياهها المرافقة، التي تتغير نسب مكوناتها، وفقا لشروط الوسط، فقد تخفف، أو تحل مكانها مياه أخرى، أو أن تطرد خارج الطبقة الحاملة، وهي تتميز عادة بملوحة عالية، حيث تتراوح نسب المواد الصلبة المحلولة فيها( TDS ) بين 20000، وأكثر من 250000مل/ل، كما أنها تتميز خاصة بغناها الكبير بإيون الكلور، وبنسب منخفضة جدا ( حتى يمكن اعتبارها معدومة أحيانا ) من أيوني السولفات، والبيكربونات.

استطاعت المواد الهيدروكربونية السائلة، والغازية، الموجودة حاليا في بعض الصخور الرسوبية أن تطرد بعض مياه هذه الصخور، وتحل مكانها. تدعى مثل هذه المياه، التي يمكن للنفط، أو الغاز أن يطردها ليحل مكانها بالمياه الحرة ( Free water )، لكن معظم المياه المسامية تقاوم عمليات اجتياح المواد الهيدروكربونية، وذلك كونها تحتل فراغات مسامية دقيقة جدا، بحيث يصعب على المواد الهيدروكربونية دخولها، ولكونها تلتصق بجدران المسامات بقوة بواسطة القوى الشعرية. تدعى مثل هذه المياه بالمياه البينية، أو الخلالية ( Interstitial water )، ويمكنها أن تشغل 10 إلى أكثر من 40% من مجموع الفراغات المسامية في الصخور الخازنة .

يدعى مجموع المياه المحتوات في الصخور الخازنة للمواد الهيدروكربونية بالمياه الطبقية، أو مياه الحقول النفطية، وإن لمعرفة كمية، ونوعية هذه المياه أهمية كبيرة في كل من عمليات استكشاف، واستخراج المواد الهيدروكربونية.&

**تصنيف مياه الحقول النفطية**:

&يمكن أن نميز بين نوعين من تصانیف میاه الحقول النفطية، هما التصنيف المنشأي، والتصنيف الكيميائي.

1 -التصنيف المنشأي: تصنف المياه تحت السطحية اعتمادا على تاريخها المنشئي إلى الأنواع الرئيسة الثلاثة التالية:

1-المياه الجوفية ( Meteoric water ): وهي تلك المياه التي تشكل حالية جزء من الدورة الهيدرولوجية، أو أنها كانت تشكل جزء منها في الماضي القريب ( بالمعنى الجيولوجي ). تشمل المياه الجوية كل من مياه المحيطات، المياه المتبخرة في الغلاف الجوي، مياه الأمطار والثلوج، المياه السطحية، المياه الجوفية المتحركة؛ وهي تتميز من الناحية الكيميائية بتركيز ملحي منخفض، حيث لا تزيد نسبة TDS فيه عاده عن 10000 ملغ/ل، وبأنها تحتوي على نسب مرتفعة من البيكربونات.

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

 

انستغرام