^مقدمة ^ :

&يعرف التسرب البترولي بأنه شاهد مرئي على سطح الأرض، على رشوحات حالية، أو تمت في الزمن الماضي، للنفط، أو الغاز، أو البيتومين من تحت سطح الأرض. نحد من هذا التعريف أن الرشوحات غير المرئية لا تدخل في تعريف التسربات.

استخدمت التسربات النفطية في أماكن مختلفة من العالم منذ آلاف السنين، فقد كان الأسفلت يستخدم في مواد البناء في منطقة الشرق الأوسط منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، ويعد البيتومين يعاد من أهم مواد تحنيط المومياء في مصر، والتي كانت تتم منذ حوالي 1300سنة قبل الميلاد ولمدة تزيد عن 1600 سنة.

تعد التسربات ذات أهمية خاصة في استكشاف أحواض، ومناطق بترولية جديدة، وذلك للأسباب التالية:

1-کوها تقلل من نسبة المخاطرة الاستكشافية.

 2-لأنها تؤكد وجود صخور مصدرية ناضجة، تمكنت من توليد، وطرد المواد البترولية .

 3-تؤكد وجود طریق نفوذ يسمح بمجرة المواد المتولدة إلى الطبقات الخازنة .

 4- ترفع من احتمالية توفر صخور خازنة، ذات مسامية و نفوذية مناسبتين .

5- ترفع من احتمالية وجود مصائد مناسبة، ذات صخور غطاء كتيمة أثناء وبعد التراكم. وبالتالي فإن وجود هذه التسربات يرفع من احتمالية تحقيق جميع متطلبات وجود التراكم البترولي .

من الجدير ذكره أن عددا كبيرة جدا من المقاطعات البترولية الهامة في العالم قد تم اكتشافها أولا خلال التسربات السطحية للنفط والغاز، فتشير المعطيات النظرية على سبيل المثال إلى أن أول الآبار، التي أكدت وجود اكتشافات بترولية اقتصادية، في كل من كندا، بنسلفانيا، أوكلاهوما، كاليفورنيا، وتكساس، كانت قد حفرت جميعها بالقرب من تسربات سطحية نفطية، وكذلك هو الأمر بالنسبة لأول بئر استكشافي في حقل مسجد سليمان (Masjid - I - Suleimanى ) في إيران، الذي يعد أول اكتشاف بترولي عملاق في منطقة الشرق الأوسط، والذي حفر بالقرب من بعض التسربات النفطية والغازية وذلك وفق الشكل التالي&

image-20191223123343-1

الشكل يبين تسرب النفط والغاز عبر الصخور الكلسية المتشققة  في تشكيلة أسمري 

**جيولوجية التسربات (Geology of Seeps)**:

&يمكن للتسربات أن تحدث في أي مكان يوجد فيه طريق نفوذ إلى السطح يسمح بإمرار المواد الهيدروكربونية من الطبقات المصدرية الناضجة، أو من الخزانات البترولية الراشحة. إن هذه التسربات شائعة عادة في تكشفات سطوح عدم التوافق، وفي الطبقات وحيدة الميل، وعلى امتداد بعض الفوالق، كما أنها تتواجد أحيانا في مناطق الاندساسات النارية، والقبب الملحية. تحتضن الصخور الرسوبية الحديثة معظم التسربات في المناطق النشطة تكتونية، وذلك كالأحواض الثلاثية ( Tertiary Basins ) الصغيرة في كاليفورنيا، التي تحتوي مئات التسربات النفطية، ويمكن اعتبار النفط المتسرب إلى أحد الآبار المائية، التي لا يزيد عمقها عن عدة أمتار في مدينة اللاذقية السورية كأحد التسربات النفطية في المناطق النشطة تكتونية؛ كما أن هناك كثير من التسربات البترولية في الجوانب المتحركة من الأحواض، وذلك كجيوسينکلينال ما بين النهرين. تنتشر التسربات أيضا على امتداد حواف الأحواض، وذلك في الأمكنة التي تسمح لعدم التوافقات الطبقية، والتشكيلات المنتجة، أن تصل إلى السطح

يعد تمزق الصخور المغطية، وتسرب النفط على امتداد الشقوق الصغيرة والفوالق، من الظواهر الشائعة في المناطق الزلزالية، على امتداد أماكن التصادم القاري. يبين الشكل مثالا على هذه الظاهرة من منطقة الشرق الأوسط، حيث تؤدي طبيعة الحركة في كل من الصفيحتين العربية واليوراسية إلى تصادم كل من أراضي العراق، وإيران بشكل عنيف، ومنتظم، ينتج عنه تسربات عديدة بالقرب من الأماكن الحدودية لتلاقي هاتين الصفيحتين، ويؤدي اجتماع كل من الشقوق والفوالق إلى تسرب النفط والغاز من خزانات الكريتاسي؛ فعلى سبيل المثال يوجد تسرب كبير للنفط الثقيل مباشرة فوق قمة بنية حقل بورغان العملاق في الكويت )، الذي يقع بالقرب من منطقة الحزام الزلزالي؛ كما يوجد تسرب آخر للنفط والغاز فوق قمة بنية حقل كركوك العملاق، والواقع في الجهة الشمالية الغربية من العراق ( أنظر الشكل )&

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان