الدهون (الليبيدات) Lipids:
للدهون وظيفتان أساسيتان هما إمداد الجسم بالطاقة وتعد مصدر للأحماض الدهنية الأساسية والتي تلعب عدد من الوظائف الهامة مثل دخولها في تركيب أغشية الخلايا، وتكوين كثير من الهرمونات مثل الهرمونات الستيرويدية وكذلك تكوين البروستاجلاندين Prostaglandin.
وتعمل الدهون أيضا على نقل المواد الغذائية التي تذوب في الدهون مثل الفيتامينات التي تذوب في الدهون وبعض المركبات الضرورية لكثير من الكائنات المائية مثل الإستيرولات.
من ناحية أخرى فإن للدهون الغذائية أهمية في تحسين قبول واستساغة الأسماك للعلائق Palatability. وأهم أعراض نقص الأحماض الدهنية الأساسية على الأسماك هي ضعف النمو وارتفاع محتوى العضلات من الماء وضعف المناعة للعدوى البكتيرية وانخفاض محتوى الكريات الدموية الحمراء من الهيموجلوبين.
والدهون هي أكثر عناصر الغذاء الغنية بالطاقة فمحتواها من الطاقة يساوي تقريبا ضعف محتوى المواد الكربوهيدراتية أو المواد البروتينية، وهي المخزن الرئيسي للطاقة المخزنة في الجسم حيث تستغلها الأسماك في حالة عدم حصولها على الغذاء الكافي، ووجود المواد الدهنية بنسب كافية في الغذاء يقلل من استهلاك الأسماك للبروتين الموجود فيه كمصدر للطاقة ويوجه معظمه لبناء أنسجة الجسم أي يقوم بدور لتوفير البروتين Sparing effect
قد تكون الأحماض الدهنية المكونة لدهون الأسماك على شكل سلاسل كربونية طويلة أو متفرعة.
وتتحدد الخصائص والوظائف الفسيولوجية التي يمكن أن يلعبها الحامض الدهني في العمليات التمثيلية بالجسم تبعا لطول هذه السلاسل وعدد الروابط الزوجية وموقع أول رابطة منها بالنسبة لمجموعة الميثيل.
وهذه الصفة الأخيرة بالذات لها أهمية كبيرة بالنسبة لخصائصها الطبيعية والفسيولوجية التي تقوم بها في الجسم، ويعبر عنها بالحرف اللاتيني أوميجا (Omega) أو الحرف الإنجليزي (n)، وتكتب الأحماض الدهنية المختلفة بطريقة تعبر عن تركيبها فمثلا الحامض الدهني الذي يكتب بأحد الصورتين الآتيين: [5: 20 – 03 20: 5n3] هو حامض يتكون من سلسة كربونية تحتوي على 20 ذرة من الكربون بها 5 روابط زوجية وتقع أول هذه الروابط على ذرة الكربون الثالثة بالنسبة لمجموعة الميثيل.
ومن المتفق عليه أن بعض الأحماض الدهنية التي تتبع عائلة 06 تعتبر أحماض أساسية (EFA ' s) لبعض أنواع الحيوانات البرية من ذوات الدم الحار، ولا يمكن في حالة نقصها أن تعوض بواسطة الأحماض الدهنية من عائلة 3 بحيث تمنع ظهور أعراض نقصها إلا جزئيا.
ولهذا فالمعتقد أن الأحماض الدهنية من عائلة 03 تعتبر غير أساسية لهذه الحيوانات. أما مجموعة الأحماض الدهنية من عائلة 03 فهي غالبا تعتبر من الأحماض الدهنية الأساسية اللازمة في غذاء معظم أنواع الأسماك حتى تنمو بصورة طبيعية، ومن أهم هذه الأحماض حامض اللينولينيك Linolenic acid. وتفتقر الدهون الحيوانية إلى مجموعة الدهون من مجموعة 3 والتي تتوافر بصفة أساسية في الزيوت السمكية. وقد أدرك بعض الباحثين فائدة استخدام أغذية تحتوي على الحشرات في تغذية الأسماك لأن معظمه يحتوي على كميات عالية من اللينولينيك حتى عند التغذية بعلائق كاملة Complete diets.
وتلعب هذه المجموعة من الأحماض عددا من الأدوار الفسيولوجية في الأسماك خاصة فيما يتعلق بكفاءة أغشية أنسجة الأسماك على القيام بعمليات التنظيم الإسموزي وقدرتها المناعية ضد الامراض.
وقد لوحظ أن الخلايا البلعمية Phagocytes في الأسماك التي تتغذى على علائق غنية في الأحماض الدهنية من مجموعة 03 تكون أكثر نشاطا في مقاومة البكتيريا من تلك التي تتغذى على علائق غنية بالأحماض الدهنية المشبعة.
من ناحية أخرى وُجد أن مستوى هذه الأحماض في علائق الأمهات في بعض أنواع الأسماك البحرية تؤثر على نوعية البويضات وحيوية الأجنة واليرقات الناتجة منها وقدرتها على التكيف مع ظروف البيئة وذلك لدورها في تحفيز مركبات الايكوسانویدز Eicosannoids وهي مركبات مسئولة عن عمليات التأقلم.
وقد لوحظ أن نسبة كبيرة من اليرقات التي تتعرض لنقص الأحماض الدهنية غير المشبعة من النوع HUFA-03 في الغذاء تعاني من ضعف قدرتها على السباحة وعلى التحمل واستجابات عصبية غير طبيعية.
ويؤدي ذلك إلى فشل هذه اليرقات في الصعود إلى سطح الماء لابتلاع الهواء وبالتالي لا تتمكن من المحافظة على وضعها في عمود الماء بطريقة طبيعية وعليها أن تسبيح يشكل مائل مع زيادة في عدد ضربات زعانفها، وهو ما يؤدي إلى حالة تقوس الظهر وتشوهه Lordosis.
تعتبر درجة حرارة الانصهار Melting point من الخصائص الهامة التي تميز أنواع الدهون المختلفة فالدهون المشبعة (وهي التي لا تحتوي على روابط زوجية في سلاسلها الكربونية) تصلب عادة في درجة حرارة الغرفة، بينما تكون الدهون غير المشبعة (تحتوي على روابط زوجية في سلاسلها الكربونية) سائلة عند هذه الدرجة.