القبطان يتولى بنفسه قيادة السفينة
من خلال نجاحهم في استكمال متطلبات منتج غوغل الرئيس للإعلانات المسمى أدووردز , حقق برين و بيج جزءاً معتبراً من المهمات التي كانا قد تكفلا بإنجازها وهكذا، لم يبق سوى الوفاء بما تعهد به الثنائي، أي العثور على شخصية، صاحبة خبرة في قيادة الشركات الصناعية، و قادرة على تحويل محرك البحث إلى مشروع مربح، وعلى إنهاء الفوضى التي سادت في شركة غوغل , وبعد إجراء مسح للساحة، وقع الاختيار على إريك شميت , و وفق الأسطورة المتداولة في غوغل، تعرف شميت على لاري بيج خلال ما يسمى منتدى الحاسوب وحتى العام 2006، كان هذا المنتدى مؤتمراً سنوياً في غاية الأهمية بالنسبة إلى القوى القيادية العاملة في المجال التكنولوجي، علما أن شبكاتسي نت CNET، هي التي تتولى تنظيم هذا المنتدى.
وكان بيج و شميت قد أسهما معاً في جلسة حوارية وفي سياق هذه الجلسة لاحظ شميت مشاعر الخجل التي خيمت على لاري بيج بنحو لافت للنظر أثناء حديثه عن شركة غوغل و إنجازاتها بيد أن التعارف الحق بينهما نشأ من خلال جون دوير. فدوير، الذي كان أحد أهم المستثمرين في غوغل، وعلى علاقة وثيقة بشميت، استخدم جميع أساليب الضغط الأدبي لحفز شميت على الاتصال ببيج غير أن شميت كان يرفض ذلك باستمرار، فقد كان آنذاك، الرئيس التنفيذي لنوفل Novell، الشركة التي هيمنت في ثمانينيات القرن العشرين على سوق التكنولوجيا المتطورة وبرمجيات تشغيل الشبكات، وكانت لها الريادة في الحواسيب المتشابكة Connected.
وفي بادئ الأمر، كان مؤسسا غوغل يفكران في شخص آخر غير شميت كانا يفكران في مؤسس آبل ستيف جوبز, بيد أن هذه الفكرة ظلت أملا ليس إلا وهكذا، واصل المستثمر دوير الضغط على الثنائي، طالبا إنجاز الحل المتوخى , و للخروج من المأزق، دعا بيج وبرين - اضطرارا - إريك شميت