*نمو شركة غوغل المتزايد**
& كانت المكاتب الجديدة تقع في University165 Avenue بمدينة بالو ألتو، و تتسع ليس لاحتواء المعدات التكنولوجية الأضخم فقط، بل لتقديم أماكن عمل مناسبة للمستخدمين، المعينين حديثاً. و في هذا السياق، نجح برين و بيج في إغراء بضعة أفراد يتمتعون بمهارات وكفاءات عالية لترك عملهم في شركات أخرى تعمل في مجال تقنية المعلومات، و الانتقال إلى غوغل. و كان من بين أوائل الأفراد الذين عينوا حديثاً: أورس هولتسله أستاذ علوم الحاسوب بجامعة سانتا باربارا (UCSB)، و ماريسا ماير Mayer Marissa، الخبيرة النابغة في الرياضيات , من ناحية أخرى، و على رغم إعجابهما الشديد بعملهما لدى شركة المعدات الرقمية ديجيتال إكويبمينت (DEC , Corporation Equipment Digital) ، فضل خبيرا علوم الحاسوب جيفري دين Dean Jeffrey وكريشنا بهارات Bharat Krishna الانتقال إلى شركة غوغل بيد أن للنمو ثمنه أيضاً, فعتاد الحاسوب Hardware الذي كان موجوداً تحت تصرف مؤسسي غوغل حتى ذلك الحين ما عاد يسد حاجتهما، فمحرك البحث، الذي ابتكراه، بات يستقبل نحو 500 ألف عملية بحث في اليوم الواحد ,و كانت كل الدلائل تشير إلى أن عدد مرات الدخول على موقع غوغل سينمو بوتائر متزايدة مستقبلاً , على صعيد آخر، أنفق كل الأموال التي حصل عليها برين وبيج من أوائل المستثمرين. و على وقع هذا التطور، أخذ النشاط الاقتصادي يواجه صعوبات ما عاد بالإمكان تجاهلها.
ولما كان الاثنان يريدان مواصلة البقاء في دارهما، في موقع شركتهما، ولما كان نشاطهما الاقتصادي يقوم على نموذج يحقق قليلاً من الربح، و لا يلبي متطلبات النشاط التجاري إلا قليلاً، لذا بدا واضحاً أن تسجيل الشركة في البورصة، اقتداء بالهوس الذي خيم على وادي السليكون في العام 1999. الشبيه بالهوس الذي عصف بكاليفورنيا في حقب التنقيب عن الذهب، ما كان حلاً مقبولاً, لا سيما أن برين وبيج لم يكونا يريدان إفشاء خصائص المحرك وأساليب عمله أو إذاعة أسرار بقية المنتجات. وعلى وقع هذه التصورات، فضل الاثنان العمل بنظام منح التراخيص.
منحت غوغل هذا الترخيص لأول مرة رسمياً لشركة ريد هات Hat Red . إذ كانت في أمس الحاجة إلى تقنية بحث مناسبة لشبكات الاتصالات الداخلية والخارجية , بيد أن هات كانت حالة استثنائية، و بالتالي، فإن غوغل ظلت في أمس الحاجة إلى تمويل يغطي نفقاتها , و على رغم تحفظهما الشديد عن شركات الاستثمار المغامر، عقد برين وبيج العزم، على مفاتحة اثنين من أشهر وأكبر المستثمرين المحتملين: كلاينر بيركينز كوفيلد أند بايرز (Byers and Caufield Perkins Kleiner) وسيكويا كابيتال (Capital Sequoia).
واعتقد برين وبيج أن سعيهما إلى حفز هذين المستثمرين على العمل معهما لا ينطوي على خطر ذي بال، وذلك لأن المنافسة القوية السائدة بين الشركات الاستثمارية ستلجم جشع شركة كلاينر بيركينز كوفيلد أند بايرز وشركة سيكويا كابيتال.
وفي الشهور الأخيرة، كثيراً ما شهد وادي السليكون استحواذ شركات استثمار مغامر على ملكية شركات ناشئة، لا لشيء، إلا لجني الأرباح الناشئة من تسجيلها في البورصة، أو لإجراء تعديل على الأساليب الاستراتيجية التي اعتمدها مالكوها ،و استخدام تطورات الويب، بلا قيد ولا شرط، لأغراض الدعاية والترويج، كسباً للربح الوفير. &
**تنافس المؤسسين لغوغل**
& لم يتقبل مؤسسا غوغل هذه الصيغة للإشراف و الوصاية، و أرادا درء خطرها بأي حال من الأحوال، لا سيما أن المحاولات السابقة لبيع محرك البحث المسمى BackRub قد فشلت بفعل أسباب مختلفة، كان في مقدمتها رغبة سيرغي برين و لاري بيج في الاحتفاظ بحقهما المطلق في اتخاذ ما يشاءان من قرارات .
تنفس هذا الثنائي المشرف على غوغل الصعداء في يونيو من العام 1999، إذ وقف إلى جانبهما، و قدم لهما المشورة رجل أعمال قدير: جيف بيزوس، المستثمر الناجح، و الرئيس التنفيذي لشركة أمازون , و من خلال كفاءة محرك البحث الخاص بهما و شغفهما الجارف بمزاولة النشاط التجاري و معرفتهما الخارقة بعلوم الحاسوب، نجح برين و بيج في إقناع مايكل موريتس (الشريك في شركة سيكويا كابيتال)، و جون دوير (من شركة كلاينر بيركينز كوفيلد أند بايرز) بأهمية مشروعهما.
بصفتهما عملاقين من عمالقة المال، عاصرا من كثب، و منذ البداية، الجنون الذي سبق انفجار فقاعة الإنترنت، فلا شك في أن موريتس و دوير قد سمعا الكثير من حكايات و تصورات تحاول إغراءهما بتحقيق نجاحات غير واقعية.
من هنا، كان انبهار هذين المحنكين المجربين في مجال الاستثمار المغامر بغوغل، بشركة ما كان لديها حتى ذلك الوقت خطة عمل محكمة، أمراً لا يصدق , اعترف موريتس في وقت لاحق بأن إحساسه بالطاقات الكامنة في غوغل تأتي من أن المشروع كان أقرب إلى الفن منه إلى العلم البحت , أضف إلى هذا أن موريتس- و دير أيضاً - كانا يطمئنان إلى المؤسسة التي يشارك في تأسيسها شخصان لا شخص واحد، أي يشارك في تأسيسها ثنائي من قبيل الثنائي بيل غيتس