*انطلاق مسيرة غوغل **
& جامعة ستانفورد هي جامعة أهلية، أسسها جين Jane وليلند ستانفوردStanford Leland، تخليدا لذكرى ابنهما الوحيد ليلند (الابن)، الذي توفي إثر إصابته بالتيفوئيد, و تكاد سيرة ليلند (الأب)، و نجاحاته المعتبرة، أن تكون المنارة التي اهتدت بها شخصيات كثيرة حققت نجاحات باهرة بعد تخرجها في هذه الجامعة العريقة.
نفذ الزوجان مشروعاً مفرطاً في التقدمية بالنسبة إلى مقاييس ذلك الزمن، ومن هنا لا غرو أن تتعالى، هنا وهناك، أصوات تستنكر هذا المشروع التقدمي .
في هذا الحي الجامعي، تردد ما بين القاعات الدراسية والمطعم الجامعي هربرت هوفر (الرئيس الحادي والثلاثون للولايات المتحدة) وستيف بالمر (رئيس تنفيذي في مايكروسوفت) وساندي ليرنر و زوجها ليونارد بوساك (سيسكو سيستمز) والملك البلجيكي فيليب وبيتر تيل (باي بال PayPal) وجاود كريم (يوتيوب) وديفيد باكارد و وليم هيوليت (هيوليت باكارد) وكوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية الأمريكية سابقاً) و تايغر وودز (أحد أشهر لاعبي الغولف في العالم) وغيرهم كثيرون.
وغني عن البيان أن تحويل المعارف الجيدة إلى صناعات مربحة أمر قد يتعرض إل انتكاسات من حين إلى آخر, و لعل انفجار ما يسمى بفقاعة الإنترنت في العام 2000 خير دليل على ما نقول.
فعلى وقع انفجار هذه الفقاعة، أعلن كثير من مشاريع تكنولوجيا المعلومات الإفلاس، وذلك لأن الأسواق كانت قد أفرطت كثيرا في تقويمها , و ينطبق الأمر ذاته على مجمع ستانفورد الصناعي أيضاً، أي مجموعة الشركات التجارية التي جرى تأسيسها في العام 1951 , فهذا المجمع أيضاً كان قد آوى شركات دأبت على أن تغري المستثمرين بالوعود البراقة بدلاً من تحقيق أرباح حقيقية , و على رغم هذه الانتكاسات، لا يجوز للمرء أن يرى الانعكاسات السلبية فقط التي خلفتها هذه التطورات على أسواق المال، ففي وادي السيليكون نشأت شركات حققت نجاحات باهرة، وتبوأ البعض منها مكانة عالمية وبات يهيمن هيمنة تامة على هذه السوق أو تلك. بفضل الجمع بين الدماغ و اليد، الذي حققته ستانفورد بكل إصرار و عزيمة، اتخذت التطورات العظيمة، في قطاع تقنية المعلومات، بعداً عالمياً أيضاً.
على صعيد آخر، إن ما يتداعى على بالنا حينما نسمع اسم «كاليفورنيا» يقودنا، شئنا أم أبيناء إلى التفكير، طبعاً، في مدينة بالو ألتو أيضاً: مدينة التقنية المتقدمة Hightech , إن هذا المزيج، المؤلف من موهبة ومعرفة وبحث علمي ومال وإنتاج، أشدق منافعه على اثنين من أصل ثلاثة عناصر قيادية في عام الصناعة الرقمية، أي مؤسسي شركة غوغل:
لاري بيج Page Larry وسيرغي برين Brin Sergey. فهما أيضاً كانا في أجنحة كنيسة جامعة ستانفورد المشيدة على الطراز الروماني المحدث و لكن، هل ولدت، هاهنا، أفكارهما التي غيرت حيزا من نظام حياتنا و حفزتهما إلى أن يؤسسا مشروعا بات واحداً من أنجح المشاريع على مر الزمن؟
كيفما كانت الحال، فإلى جانب المواهب الخارقة التي تمتع بها بيج وبرين في المسائل الرياضية والتقنية، مارس الاهتمام المتميز الذي حظيت به تقنية المعلومات في برامج التدريس والبحث العلمي المعتمدة في جامعة ستانفورد دوراً متميزاً أيضاً.
مؤسسا شركة غوغل، ترعرعا في محيط اجتماعي كان على صلة قوية بالمسائل التقنية، وطورا - وهما لا يزالان يحضران لشهادة الدكتوراه - ابتكاراً سيدر عليهما كثيراً من المال لاحقاً.
وهكذا، وخلافا لمؤسسي الجامعة جين وليلند ستانفورد، اللذين خسرا لحين من الزمن ثروتهما، قبل أن يستعيداها من خلال عملهما في مجال استخراج الذهب والمتاجرة به، لم تبدأ