**محرك بحث-محرك إعلانات-محرك لصنع النقود**

& بآليات التقويم التي دمجتها غوغل لاحقاً بأهم تقويمات مشاهدي القنوات التلفزيونية رغبة منها في التعرف على عادات مشاهدي القنوات التلفزيونية من ناحية و بغية جعل الصناعة المختصة بالإعلانات أكثر شفافية انطلقت ماكينة غوغل للإعلانات لتواصل مسيرتها بخطوات متمهلة , و اسبغ هذا التطور الفرحة و السرور على قلوب المستثمرين طبعاً .

جمعت البيانات بنحو تلقائي. فمن خلال خيارات المستخدمين فقط، أي بلا مؤثرات خارجية تقريباً، صار بالإمكان تحليل سلوك المستهلكين وتصرفات الجماعات المحتمل أن تكون مستهدفة، وما سوى ذلك من أمور أخرى كثيرة , و من بين كل الشرور الناشئة في عصرنا الراهن، تلك التي لا يتمناها المرء لأي إنسان عادي، هناك ما هو أكثرها شراً: أي أن يقرع على باب المنزل إنسان رقيق المظهر، من موظفي شركة بحوث تسويق السلع الاستهلاكية، المسماة اختصارا جي إف كي GFK، مخبراً رب المنزل، أنه أحد الأفراد الذين جرى انتقاؤهم لقياس حصص القنوات التلفزيونية من إجمالي عدد المشاهدين.

إذ إن هذا الخبر يتبعه نصب التقنيين أجهزة القياس ومد الأسلاك في كل حيز متاح. ومن تم سيتعين على المسكين، الذي لن يفرح طويلاً بانتقائه، أن يضغط على زر معين حين يريد تشغيل جهازه التلفزيوني، و أن يضغط على الزر مرة ثانية حين تشاركه زوجته بمشاهدة التلفزيون، و مرة ثالثة حين يشارك الأطفال ، و مرة أخرى حين يغادرون كما يتعين عليه إخبار شركة جي إف ي، إذا ما أراد التمتع بإجازة لمدة قد تقصر أو تطول , بيد أن هذا المشهد استعيض عنه، فيما بعد، بأسلوب آخر فمساحة سرية البيانات التي أدلى بها الأفراد، أمست ضئيلة جداً, أصبحت عملية جمع البيانات المطلوبة بسيطة جداً، كما أمست عملية جمعها مرتبطة، كليا بما يفعله مقدم البيانات، فأفعاله و حركاته نفسها، أمست هي البيانات المطلوب جمعها.

ومن خلال ما يقدم من منتجات إضافية مختلفة، وعلى خلفية ما ينفذ من أساليب , رياضة ماكرة لتحليل، البيانات، بات في مقدور عملاق، الشبكة العنكبوتية الناشط من بالو ألتو أن يمنح هذه البيانات معالم و قسمات محددة.

و المقصود بالمعالم و القسمات هو ليس تخزين ما يسمى عنوان أو بروتوكول الإنترنت –IP Adress فقط، ولا تخزين سلوك الأفراد فحسب، من حيث مدة وتوقيت الفترة التي يقضونها في تصفح المعلومات المختلفة على الإنترنت، بل المقصود في نهاية المطاف، هو تخزين القسمات الرقمية الخاصة بمستخدمي الويب.

«إن هدف غوغل هو تنسيق المعلومات المتداولة في العام وإعدادها لتكون متاحة ونافعة للجميع وفي كل الأزمنة» هذا الهدف هو الذريعة التي تتبجح بها غوغل على موقعها المسمى Google.de، إن هذه الفلسفة أو هذه الرسالة، أمست قوة قاصمة بلا أدنى شك، على خلفية تزايد شفافية المستخدمين و الزبائن.

عديد من التصريحات التي أدلت بها الشركة العملاقة رسمياً تفضي إلى خلاصة بينة لا لبس فيها أبداً تفيد بأن غوغل ليست مهتمة بالمتاجرة بقاعدة بيانات ومعلومات ضخمة فقط، علماً أننا هنا إزاء هدف مشروع من الناحية المبدئية، فكل مشروع تجاري يهتم بتسويق منتجاته، ينتهج، عادةً أسلوباً متطفلاً لزيادة حصته في السوق.

الأمر المثير للفزع هو أن محرك البحث العائد إلى العملاق الآتي من كاليفورنيا لا ينقب عن البيانات والمعلومات فقط فالصفحة الرئيسة، صفحة البدء Homepage، تشتمل على وصلات تقود المستخدم إلى: .risis. Google ,Elections& Politics Google ,Green Google ,Google.org

ولا غرو أن هذا كله ما عاد يجسد خدمات تقدمها غوغل بنية صافية. فالشركة العملاقة تلامس هنا مجالات حساسة من مجالات الحياة العامة، مجالات يحاول العملاق التدخل فيها وتوجيهها وفق تصوراته.

تتظاهر غوغل بأن مساعيها لا غبار عليها من الناحية السياسية، وأنها تروج لفكرة استخدام المواد الأولية المتجددة وللمساعي الرامية إلى اعتماد خيارات أخرى لتوليد الطاقة , على صعيد آخر، تولد غوغل لدى مستخدمي الويب الاعتقاد بأنهم يصونون البيئة حين يستخدمون غوغل: «إن غوغل تطور شبكة عنكبوتية أفضل، شبكة تراعي متطلبات حماية البيئة فسعينا إلى جعل شركتنا تلتزم باستخدام الموارد الطبيعية بجدارة أكبر، وإلى دعم استخدام المواد الأولية المتجددة، يعني أن شركتنا تسهم في المحافظة على سلامة البيئة ، ومعنى هذا هو أنك، وبصفتك زبوناً من زبائن شركتنا، تسهم في حماية البيئة حين تستخدم منتجات غوغل» .

ولأن لهذه العبارات وقعاً جيداً على الأسماع، من وجهة نظر العلاقات العامة، تذهب غوغل إلى مدى أبعد في هذا السياق. فحينما تعصف بالعالم كوارث طبيعية وحين تنشأ ظروف استثنائية، تعرض الشركة الأمريكية العملاقة مساعدتها بنحو يسترعي انتباه الجمهور، فهي تشرع، في الحال، في إنشاء صفحات ويب مخصصة لنشر ما يستجد من أخبار، وبتوظيف ما لديها من بنوك معلومات للتفتيش عن المفقودين، وتكرس وصلات لحشد المساعدات وجمع التبرعات المالية و كما جرت العادة على مر العصور، يستطيع البعض كسب الوفير من المال - أو تلميع صورتهم على أدنى تقدير - من خلال عذابات الآخرين.

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

 

انستغرام