- الطريقة العلمية Scientific Method:
لعل أكثر العوامل تأثيراً في عملية تطور العلوم الفيزيولوجية هو استخدام منطق التجريب العلمي على المادة المراد اختبارها ومما لاشك فيه أن استخدام الطريقة العلمية أثناء تصميم تجربة ما وإجرائها هو الطريق الأسلم للوصول للحقائق العلمية لإتباع الطريقة العلمية في إجراء الدراسة والبحث ويبدأ الباحث بالتقاط ظاهرة ما أو معضلة بيولوجية observation وبعد أن يغني معلوماته بالقراءة والتمحيص حول ما كتب عن هذه الظاهرة يبدأ بصياغة الفرضية hypothess حيث يترخى فيها حلاً ما للمعضلة التي يتصدى لحلها وبعد ذلك يلجأ الباحث لتصميم تجربة لاختبار صحة فرضيته أو عدم صحتها experimentation وينبغي أن يدخل في تصميم التجربة تجربة شاهدة Control experimentلحماية النتائج من الأهراء الشخصية التي قد تعتري الباحث.
وعلى ضوء نتائج تلك التجارب يقرر الباحث فيما أذا كانت فرضيته أهل لتدخل مرحلة النظرية Theoryأم لا وفي كلا الحالتين يكون الباحث قد جمع المعلومات ونهضت أمامه أسئلة جديدة ينبغي التصدي للإجابة عنها ولابد من التأكيد على أن هذا التراكم للهائل من المعلومات التي توفر لدينا عبر سنين طويلة أنما يرجع الفضل فيه إلى استخدام هذه الطريقة العلمية في البحث والاستقصاء.
بعض المذاهب والمفاهيم العامة التي استخدمت لتفسير الظواهر الفيزيولوجية:
١ – المذهب الآلي:
أشار ديكارت Descartes في أحد بواكير كتبه وهو كتاب De Homine أو (الإنسان) الذي طبع عام ١٦٦٤ إلى هذا المصطلح لأول مرة ويمكن تفسير هذا المصطلح على أن الحياة تضمن مواد وقوانين لا تختلف عن تلك المواد والقوانين التي تحكم العالم غي الحي أو بمعنى آخر الحياة وآليات وجودها واستمرارها قابلة للتفسير بقواميس الفيزياء والكيمياء التي تحكم العمليات الطبيعية للأشياء.
لكن ديكارت لم يوافق على تطبيق أساسيات المذهب الآلي هذه عل العمليات العقلية عند الإنسان وكذلك على ما اصطلح على تسميته روح الإنسان.
٢ – المذهب الحيوي Viltalism:
وهو مذهب يعتقد معتنقوه يأن الحياة مستمدة من مصدر حيوي وأنها لا تعتمد اعتماداً كلياً على العمليات الفيزيائية والكيميائية أو أنها غير خاضعة لنواميس المذهب الآلي الذي يقول بأن لكل حادث مسبب.
وقد تم وضع صياغات عديدة لنظرية المذهب الحيوي إلا أن كل هذه الصياغات استندت إلى وانطلقت من افتراض يمكن تلخيص مضمونه على أن المواد المكونة للعضيات الحية ذات طبيعة مختلفة تماماً عن تلك المواد التي تكون الأشياء وبالتالي فإن قوة الحياة تقع خارج حدود فيزيائية المادة.
وهكذا لم يكن من السهل اخضاع هذه القوى إلى عمليات البحث العلمي والدراسات الأكاديمية الأمر الذي أبقى الأسئلة التي كانت مطروحة حول طبيعة الحياة دون أجوبة شافية وذلك لفترة طويلة من الزمن إلى ان تم تطبيق أساسيات النظرية العلمية.
٣ – المذهب الغاني Finalism:
يتفق مؤيدو هذا المذهب مبدأ أن الحياة شأنها شأن الكون كله نشأت وتطورت لتخدم غاية نهائية محدودة والحياة تتطور نحو تلك الغاية المحددة ليس بفعل نواميس التطور التي تدفعها نحو تلك الغاية بل لأن الغاية نفسها هي التي تحدد مسار عملية التطور هذه وتشدها إلى مصيرها المعروف سلفا وبمنطق الغائبين هذا يمكن القول على سبيل المثال بأن الطيور نشأت لتطير ولكي تحقق هذه الغاية ظهرت لديها أجنحة ونما عليها الريش ويبدو جلياً أن مبدأ الغاني لا يقدم أجوبة شافية عما يؤرقنا من أسئلة ولكن قد يكون من الممتع التذكير بأن معظم منظومات البيولوجية أو الأجهزة المختلفة التي تعمل بآلية التلقيم الراجع Feed back mechanism لتنظيم وظائفها تتضمن غاية ما محددة هي الأساس الوظيفي لعمل مثل هذه المنظومات.
غالباً ما تستخدم هذه الغاية في نقاشنا كمبرر جاهز دون الحاجة إلى إسناد ما يحدث في العضوية لوجود قوى حيوية مسؤولة أو لسبب مباشر معروف.
- مفهوم الطراز في التجارب الفيزيولوجيا Models in Physiology:
الطراز هو تمثيل مبسط لمنظومة معقدة يستعمل لتعميق فهم آلية عمل هذه المنظومة.
وتبرز الحاجة إلى إيجاد الطراز من خلال الأسباب التالية: