التنظيم وآليات التحكم:

يمكن عد الكائن البشري آلة تلقائية تتمتع إضافة إلى ما تتمتع به الآلات الدقيقة المتقنة الصنع بالذكاء والإحساس وقابلية التعلم والقدرة العالية على التكيف مع ظروف قد يشتد تباينها لدرجات كبيرة.

ويتضمن الجسم البشري على العديد من أجهزة التحكم الدقيقة التي تعمل دون كلل وملل لتكريس حالة الاستتباب في الجسم بل وتمكنه أيضاً من التكيف مع حالات طارئة قد تواجهه في ظروف غير اعتيادية وتشعل أجهزة التحكم هذه الجهاز العصبي بمستوياته المختلفة الحسية والحركية والدامجة integrative والمستقلة autonomic system.

هذه المستويات المختلفة تنظم علاقة المرء مع بيئته الخارجية فتمكنه من الإحساس وتخزين المعلومات واكتساب الخبرات والتعلم والتكيف.... الخ كما تنظم الكثير من وظائف أعضائه الداخلية كالقلب والجهاز الهضمي وإفرازات الغدد المختلفة بشكل لا إرادي ولاشعوري في معظم الأحيان.

كما أن جهاز الغدد الصم يقوم بتنظيم عمل الكثير جداً من أنشطة الجسم الأخرى عن طريق ما تفرزه غدد هذا الجهاز من هرمونات تطال تأثيراتها كل خلايا الجسم.

وتلعب أجهزة الجسم الأخرى أدورا مهمة جداً في تنظيم العلاقات المتبادلة بين الأعضاء وذلك بما تملكه من وسائل تحكم ذاتية تضبط إيقاع عمل الجسم وتكرس حالة استتبابه.

أمثلة على آليات التحكم:

إن كل نشاط حيوي في الجسم وكل وظيفة من وظائف أجهزته المختلفة تتمتع بوجود آليات تحكم ذاتية تضبط إيقاع هذا النشاط وتكرس استتبابية مستمرة لهذه الوظيفة أو تلك.

ولذلك فإن الأمثلة في هذا المجال أكثر من أن تحصى لهذا سنسوق مثالاً بسيطاً هنا علماً بأن كل مواضيع الفيزيولوجيا التي سندرسها فيما بعد تشكل في واقع الأمر أمثلة أخرى في نفس السياق.

تنظيم تركيز الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في البيئة الداخلية للجسم:

يعد الأوكسجين أحد أهم المواد التي تتطلبها التفاعلات الكيميائية في الخلايا ومن البديهي أن نقصه إلى حد معين سيقود حتماً الى الموت ومن حسن الحظ أن الجسم يمتلك آليات تحكم صارمة الأداء للحفاظ على تركيزات سوية من هذه المادة الهامة.

تعتمد هذه الآلية على الصفات الكيميائية والفيزيائية للهيموغلوبين الذي يعد العربة الأساس لحمل الأكسجين في الدم.

الكريات الدموية الحمراء تحتوي على ٩٥ ٪ من مادتها الصلبة خضاباً وعندما يمر الدم عبر الرئتين يتحد الأكسجين بهيموغلوبين الكريات الدموية الحمراء إلى درجة قريبة من الإشباع وفي أثناء مرور الدم في الشعيرات الدموية التي تغذي مناطق الجسم المختلفة يتخلى الهيموغلوبين عن الأكسجين الذي يحمله بالقدر الكافي لإبقاء السائل خارج الخلايا حاويا على تركيزات مستقرة من الأكسجين.

ولا شك بأن هناك آليات تحكم أخرى للحفاظ على تركيزات مستتبة من ثاني أكسيد الكربون والغلوكوز والشوارد المعدنية وفضلات الاستقلاب في السوائل خارج الخلايا وسيتم التعرض إلى هذه الآليات.

مفهوم الطراز في التجارب الفيزيولوجية Models in physiology:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

للاعلان