عملية التكيف للبيئة

رأينا أن فكرة التكيف للبيئة من الأفكار الأساسية في علم النفس لأن معيار النشاط الذي يدرسه هذا العلم أنه نشاط يبدو في أثناء تكيف الإنسان لبيئته.

المقصود بالبيئة:

البيئة هي مجموعة العوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر في نمو الكائن ونشاطه منذ بدء تكوينه إلى آخر حياته. والبيئة إما مادية أو فيزيقية أو اجتماعية.

وتتلخص الأولى في طبيعة المكان الجغرافي الذي يعيش فيه الفرد وفي درجة الحرارة والرطوبة والإضاءة التي يتعرض لها بل يمكن اعتبار الدم وغيرها من الوسائل التي تحيط بخلايا الجسم بيئة لهذه الخلايا.

أما البيئة الاجتماعية فيقصد بها الجو الاجتماعي العام وما يقوم فيه من فوانين ومعايير وقيم علمية تهيمن على نواحي الحياة الإنسانية فيها.

وتتفرع على هذه البيئة:

البيئة الاقتصادية والبيئة الثقافية والبيئة السياسية والبيئة العاطفية أي الجو العاطفي الذي يحيط بالفرد.

البيئة الواقعية والسيكولوجية:

غير أن هذه العوامل والظروف الخارجية المختلفة منها ما يؤثر في نمو الفرد وسلوكه ومنها ما يكون عديم الأثر لا يحرك ساكناً أو يثير فيه اهتماماً وانتباهاً.

فالحديقة المزروعة بالورد والأزهار بيئة قاحله في نظر كلب جائع لا تثير اهتمامه ونشاطه والحظيرة المملوءة بالدجاج ليست بيئة فعالة لبقرة جائعة.

ومكتبة تزخر بعدد كبير من الكتب الضخمة في المنزل ليست بيئة تثير طفلاً صغيراً على خلاف جهاز الراديو أو التلفاز.

ولافتة من الضوء الأحمر ليست بيئة سيكولوجية لشخص مصاب بعمى الألوان لأنه لا يتأثر بها فلن يستجيب لها والضوضاء وحركة المرور التي ألفها الفرد لا تعود مصدر إزعاج له.

والسيدة المتأنقة حين تسير في الطريق تجذبها واجهات دور الأزياء لا واجهات دور الكتب.

والقاضي في عين المتهم غير القاضي في نظر حاجب الجلسة، ما تزخر به الدنيا من ضروب للإغراء والإغواء لا يغوينا أن لم نكن نرغب سراً أو علانية به.

الاستجابة للتكيف:

قد تكون الاستجابة حركية كتحريك الذراع للتحية أو انقباض حدقة العين أو الهرب من الخطر.

أو فيزيولوجية كارتفاع ضغط الدم أو افراز غدة أو تكون الاستجابة لفظية كالرد على سؤال.

أو عقلية كالتفكير أو التذكر أو انفعاليه كالغضب من سماع كلمه معينه بل قد تكون الاستجابة بالكف عن الحركة التوقف عن الحركة عند سماع أمر معين.

وغالباً ما يكون نشاط الفرد وهو يتكيف لبيئته مجموعه متكاملة من استجابات مختلفة.

التكيف عند علماء الأحياء هو كل تغير يحدث في بنيه الكائن الحي أو في وظائفه يجعله أقدر على الاحتفاظ بحياته أو تخليد نوعه.

ومن الأمثلة على هذا التكيف البيولوجي في الجسم دفاع الجسم عن نفسه إذا اقتحمه جسم غريب وزيادة عدد الكريات الحمر في الدم من يقطنون أعالي الجبال.

وقيام بعض مناطق السليمة من الدماغ بوظائف مناطق أخرى أصابها التلف أو ما يحدث عند استئصال إحدى الكليتين من تضخم في الكلية الباقية.

ومن قبيل هذا التكيف أيضا تغير لون الحرباء بما يتماشى مع لون المكان الذي تختبئ فيه وظاهر من هذا أن التكيف البيولوجي تكيف آلي يحدث على غير علم من الفرد أو إرادة منه.

والتكيف عند علماء النفس أو التكيف العقلي يتلخص في أن يغير الفرد سلوكه وبيئته بحيث يقيم علاقة أنسب وأصلح بينه وبينها ويكون ذلك عن طريق الامتثال للبيئة أو التحكم فيها أو إيجاد حل وسط بينه وبينها فمن صور التكيف:

Create new account

Download eMufeed Android Application Now

 

للاعلان