لم تقف تجارب بافلوف عند بيان أثر المثيرات البديلة حين تقترن بالطعام في تكوين الاستجابة الشرطية بل قام هو وتلاميذه وأتباعه بدراسة خصائص هذه الاستجابة والعوامل التي تؤثر فيها مما أوضح أن التعلم الشرطي أعقد بكثير مما كان يبدو في أول الأمر.
وسرعان ما حورت طرقه في البحث حتى يمكن استخدامها مع الأطفال والراشدين.
ولقد ربط بافلوف بين ملاحظاته وتجاربه وبين كثير من الظواهر المألوفة في حياتنا اليومية كما خرج من بحوثه التجريبية الدقيقة بعدد من القوانين أيدتها بحوث أجريت في معامل أخرى.
قوانين بافلوف الشرطية:
وهي قوانين فيها من المرونة والشمول بحيث يمكن أن تفسر جوانب كثيرة من عمليات التعلم عند الحيوان والإنسان. ومن أهم هذه القوانين:
- قانون المرة الواحدة:
لقد كان بافلوف في تجاربه الأولى يكرر ربط المثير الشرطي بالمثير الطبيعي عده مرات قد تبلغ المائة أو تزيد غير أنه اتضح أن الاستجابة الشرطية قد تتكون من فعل المثير الشرطي مرة واحدة فقط.
إعلان
🌟 **ساعة OLEVS الفاخرة للرجال: فخامة لا تقاوم!** 🌟
✨ **تصميم ذهبي أنيق**: اخطف الأنظار بتصميم الهيكل الفريد والراقي.
💎 **علامة تجارية مرموقة**: جودة وفخامة تليق بك.
💦 **مقاومة للماء ومتانة عالية**: صممت لتدوم.
💰 **المفاجأة؟ السعر!** لن تصدق القيمة المذهلة لهذه الساعة الفاخرة!
للتفاصيل عبر الرابط (اضغط هنا)
ويحدث هذا بوجه خاص من الحالات التي تقترن فيها التجربة بانفعال شديد لذلك أمثلة كثيرة في حياتنا اليومية فالطفل الذي لسعته النار أو لدغته حشرة مرة واحدة يحجم عن الاقتراب منها بعد ذلك.
كذلك الطفل الذي أوشك على الغرق ذات مرة.
وهذا قانون كما نعلم يقلل من أهمية التكرار في التعلم الشرطي وتكوين العادات.
- قانون التدعيم:
التدعيم هو تقوية الرابطة بين المثير الشرطي والاستجابة الشرطية.
ومما يدعم الاستجابة أي يقويها ويميل بالفرد إلى تكرارها واختيارها دون غيرها من الاستجابات هو أن يقترن المثير الطبيعي بالمثير الشرطي أو يتبعه مباشرةً عدد من المرات فقد لاحظ بافلوف أنه إذا عود كلباً أن يسيل لعابه مباشرةً عند سماعه الجرس ثم كرر عليه التجربة في اليوم التالي ولم يسل لعاب الكلب أول الأمر عند سماعه الجرس لكنه بعد تكرار سماعه الجرس مقترناً بالطعام عده مرات فإن لعابه يبدأ في الإفراز.
غير أن هذه الاستجابة الشرطية لم تثبت وتبقى يوماً بعد يوم إلا بعد تكرار هذه التجربه عدة أيام متتالية.
والاستجابة الشرطية متى تكونت وتمكنت بقيت عدة شهور أو ما يزيد من هنا نرى أن الاستجابة الشرطية لا تثبت وتبقى بل لا تتكون إلا إذا اقترن المثير الطبيعي بالمثير الشرطي أو تبعه مباشرةً.
والتدعيم في هذه الحالة نشأ عن إشباع الدوافع للجوع عند الحيوان وإخفاض حالة التوتر التي يعانيها.
فكان تقديم الطعام كأنه بمثابة مكافأة للكلب نوع من الثواب لقاء استجابته المقبلة ومما يجدر ملاحظته أن الثواب في هذه الحالة جاء قبل الاستجابة لا بعدها وسنعرض بعد قليل لنوع آخر من التدعيم يجيء الثواب فيه بعد الاستجابة لا قبلها وذلك عند الكلام على الاشراط المجدي.
- قانون الانطفاء:
هو عكس قانون التدعيم ويتلخص في أن المثير الشرطي إن تكرر ظهوره دون أن يتبعه المثير الطبيعي من آن لآخر أي دون تدعيم تضاءلت الاستجابة الشرطية الثابتة بالتدريج حتى تزول قاطبةً.
فالكلب الذي تعود أن يسيل لعابه عند سماعه جرساً لا يعود يسيل لعابه أن تكرر سماعه الجرس مرات كثيرة دون أن يتلو ذلك تقديم الطعام إليه.
والأمثلة على ذلك كثيرة في الحياة اليومية فالطفل الصغير لا تعود تبدو عليه علامات البشر والسرور (استجاب الشرطية) إن تكرر سماعه صوت أمه (مثير شرط) دون أن تحضر إلى جانبه (مثير طبيعي) وقل مثل ذلك في الطفل الذي تكثر من تهديده بالعقاب ولا نعاقبه فأنه لا يعود يعبأ بتهديدنا.
ونحن لا نعود نخاف من صفارات الإنذار (الخوف هنا استجابة شرطية) أن تكرر سماعنا لها (مثير شرطي) دون أن يقترن ذلك في اطفاء الأنوار أو القصف (مثير طبيعي).
ولنذكر أن انطفاء الاستجابة نوع من التعلم هو تعلم الكف على القيام بعمل لا يقترن بتدعيم لأن النسيان بالترك لا تحدث فيه استجابة شرطية أما الانطفاء فينجم عن ظهور الاستجابة دون تدعيم.
ولنذكر أيضاً ما أشرنا إليه منذ قليل من أن هذا الانطفاء دليل على أن الاستجابة الشرطية ليست استجابة آلية ميكانيكية محضة بل استجابة يبدو فيها أثر الإدراك والتمييز والتكيف للموقف الجديد لذا يعتبر الانطفاء ضرباً من (تكيف السلبي).
الاستئصال الشرطي والشفاء التلقائي:
أفاد بعض المعالجين النفسيين من ظاهرة الانطفاء في علاج بعض المخاوف الشرطية الشاذة كخوف الطفل من أرنب أو فأر أو من الظلام أو خوف الكبار من ركوب المصاعد الكهربائية.
والطريقة هي