& عند انتقاء موقع المطار يجب وضع بعض القواعد والمفاهيم التي يمكن استخدامها كدليل في تعيين موقع المطار وسعته وأبعاده. فهناك عوامل يجب على المهندس أخذها بعين الاعتبار لاختيار موقع المطار وهي البعد عن التوسع العمراني المحيط بالمطار، الظروف الجوية ونظام الريح، سهولة الوصول إلى المطار، قابلية المطار للتوسع، وجود مطارات أخرى قريبة من موقع المطار المراد إنشاؤه، طبوغرافية موقع المطار، اقتصادية إنشاء المطار، المرافق العامة اللازمة للمطار، الحاجة الملحة لاستعمال الطائرة في المنطقة، مواقف السيارات. وتكون هذه العوامل بالتفصيل:
أولا: البعد عن التوسع العمراني المحيط بالمطار: إن هذا العامل مهم جدا من حيث نشاط المطار وخصوصا على الأراضي المجاورة، وهذا يتطلب دراسة جيدة للموقع في الحاضر وفي المستقبل للأراضي المحيطة بالموقع المراد إنشاء المطار عليه، فمثلا يجب الابتعاد ما أمكن عن المناطق الآهلة بالسكان وخصوصا المدارس لأن الأصوات الناتجة عن مرور الطائرات النفاثة هي عامل مهم في هذا الموضوع وبالرغم من وجود القوانين التي تحدد وصول الطائرات إلى المطار وإقلاعها منه في مثل هذا النوع من المطارات فتبقى الأصوات هي العامل المزعج الذي يؤثر في انتقاء موقع المطار قرب المدن الآهلة بالسكان.
ولا يسمح بإنشاء أية أبنية للسكن أو أية أمنكة لتجمع الجمهور داخل حدود المنطقة المخصصة للمطار كما أن بعض مصانع الطائرات بدأت تجهيز طائراتها بكاتم للصوت.
كما أن الانفجارات والأصوات القوية الناتجة عن اختراق الطائرات للجدار الصوتي أدت إلى أضرار كبيرة للسكان والمنازل فعند اختراق الطائرة لجدار الصوت تزيح الطائرة الهواء جانبا أثناء طيرانها محدثة بذلك عددا لا حصر له من الاضطرابات تعرف باسم موجات الضغط منبعها من الأماكن المختلفة على سطح الطائرة وتنتشر على شكل الموجات التي يحدثها قارب يسير في الماء وتنتقل هذه الموجات جميعها بسرعة الصوت.
أما عندما تتجاوز الطائرة سرعة الصوت فتختلف موجات الضغط وراءها وتنحني موجة الصدمة إلى الخلف وهي ما زالت تبدأ من الطائرة وإن شكل موجات الصدمة المتتالية يكون مخروطيا ولهذا السبب نسمع صوت الطائرة ثم نراها. ويمكن الإقلال من الآثار الضارة للمشاكل الصوتية بثلاث طرق:
- زيادة نحافة الأجنحة واستخدام حافة أمامية حادة.
- تصميم الأجنحة بحيث تكون أقصر وأعرض.
- إزاحة الأجنحة إلى الخلف بحيث يمر الهواء فوقها بزاوية تقلل تسارع جريان الهواء عليها.
وعند اختراق الطائرة لجدار الصوت فإنها تحدث أصواتا قوية أو ما يسمى بالانفجار الصوتي والذي قد يمتد إلى مسافة 25 ميل من مسقط الطائرة وتقاس وحدة الانفجار الصوتي بواحدة (كغ على السنتيمتر المربع).
ثانيا: الظروف الجوية ونظام الريح: إن أحد العوامل المهمة في انتقاء موقع المطار هو الشروط الجوية المحيطة بالمنطقة من حيث وجود الضباب والدخان والأبخرة المختلفة لأن هذه العناصر جميعها تؤثر على الرؤية أمام ربان الطائرة وخصوصا إذا كانت على مستوي منخفض وملتصقة بأرض المطار كما أن نظام الرياح وشروط الرؤية السيئة لهما تأثير في انتقاء موقع المطار. &
ثالثا: سهولة الوصول إلى المطار: يجب أن يكون الوصول إلى المطار سهلا سواء بوسائط نقل عامة كالحافلات والقطارات كما في مدينتي بروكسيل ولندن حيث يتم الوصول من المدينة إلى المطار بواسطة القطار أو بوسائط نقل أخرى كالسيارات السياحية والخاصة، حيث يوجد بجانب المطار ساحة كبيرة لوقوف سيارات المسافرين أو بواسطة الهيلوكبتر التي تسمى هوائية والتي أدخلت مؤخرا على الميدان في كثير من دول العالم.
رابعا: قابلية المطار للتوسع: يجب أن تكون المساحة المحيطة بموقع المطار كافية بحيث تستوعب الأبنية المساعدة التي يتوجب إنشاؤها في المستقبل بسبب التوسعات الملحوظة أو الطارئة في المطار علما بأن المساحة المخصصة لمطار دمشق الدولي الجديد 13100900 متر مربع وأما مساحة الكشف اللازمة للمطار فتقدر بحوالي 288000000 متر مربع أي أكبر من مساحة المطار بعشرين مرة.
خامسا: وجود مطارات أخرى بالقرب من موقع المطار المراد انشاؤه: من الواجب أن تكون هناك مسافة كافية تفصل بين مطارين متجاورين، إن المسافة الأصغرية الواجب تحقيقها بين المطارات تتعلق كليا بحجم ونوع الرحلات وكذلك بتجهيزات المطارات التي تكون فيها الرؤية سيئة.
فإذا كانت المطارات معدة فقط لاستقبال الطائرات الصغيرة في حال الرؤية الحسنة فيمكن أن تبلغ المسافة الصغرى الفاصلة بينها 2 ميل تقريبا وإذا كانت المطارات معدة لاستقبال الطائرات الكبيرة فما فوق فتبلغ المسافة الصغرى الفاصلة بينها 4 أميال تقريبا، أما إذا كانت المطارات من النوع الذي يستقبل الطائرات بالشروط السيئة فيجب ألا تقل المسافة الفاصلة بينها عن 16 ميل.
سادسا: طبوغرافية موقع المطار: في حال انتقاء موقع المطار يجب الأخذ بعين الاعتبار