التبدلات الفيزيولوجية المؤثرة في الاستجابة المناعية:
يتبدل استقلاب العضوية في الاستجابة للخمج، وتسخر معظم التبدلات لتواجه متطلبات دفاع الثوي وأهم التبدلات المؤثرة على الاستجابة المناعية هي تغير درجة الحرارة (الحمى)، وإعادة توزيع الحديد في الجسم، وتبدل استقلاب الكربوهيدرات والبروتينات.
الحمى Fever:
هي واحد من أقوى المؤشرات على المرض الخمجي (رغم أن أخماجاً مهمة يمكن أن تحدث دونها).
تعتبر الحمى آلية دفاع مهمة للثوي في عدد من الفقاريات بما فيها الإنسان، عند الإنسان يقوم مركز تنظيم الحرارة (في منطقة ما تحدث المهاد من الدماغ) بالمحافظة على حرارة الجسم ضمن مجال ضيق.
يضبط هذا المركز الحرارة عن طريق تنظيم تدفق الدم للجلد، مقدار التعرق والتنفس وبهذا الشكل فإنّ الحرارة الناتجة عن الاستقلاب يتم حفظها أو خسارتها للإبقاء على درجة حرارة الجسم ثابتة.
في الخمج يستمر مركز تنظيم الحرارة بوظيفته لكن يتم ضبطه على مستوى أعلى، هذا الإعداد Setting الجديد العالي سببه أن بعض مكونات الميكروبات الداخلة إلى الجسم ترتبط مع مستقبلات على سطح البالعات فتحرضها على إنتاج سيتوكين يدعى الإنترلوكين 1 ( IL-1 ).
يحمل الدم IL-1 إلى تحت المهاد حيث يعمل كرسالة إليه مفادها أن ميكروبات تغزو الجسم كذلك يستطيع TNF-a المنتج من البالعات أيضاً أن يحرض على الحمى، إذا يستجيب مركز تنظيم الحرارة برفع درجة حرارة الجسم.
إن الحرارة الناتجة تثبط تكاثر العديد من العوامل الممرضة عن طريق آليتين على الأقل:
a– ترفع الحرارة إلى درجة أعلى من الدرجة المثلى لنمو وتكاثر العامل الممرض.
b- تفعل الحرارة العديد من وسائل الدفاع الأخرى.
إن الجراثيم التي تمثل الدرجة 37 درجة الحرارة المثلى لانقسامها قلما تسبب مرضاً في جسم مصاب بالحمى، لأن معدل تكاثر الجراثيم يتناقص بشدة مع ارتفاع درجة لحرارة عن الدرجة المثلى للتكاثر.
ومن جهة أخرى فإن البطء في معدل تكاثر الجراثيم يعطي وقت أطول لوسائل الدفاع الأخرى حتى تتخلص من الميكروب الغازي.
كذلك فإن الزيادة المعتدلة في درجة الحرارة تزيد الحمى من المتطلبات الجرثومية للحديد وتنقص امتصاص الحديد الوارد مع الغذاء، لذلك وبسبب كل ما تقدم من الحكمة تجنب استخدام الأدوية الخافضة للحرارة في الأمراض الخمجية إلا إذا كانت ضرورية بشكل مطلق مثل حالات ارتفاعها الشديد أو المستمر.
تبدلات استقلاب الحديد: