**الإضافات الغذائية الكروميوم **
& تفاجئك إعلانات مغرية تعدك بما تحب، يقول إحداها مثلا " خفف وزنك و قوي عضلاتك " إعلان آخر يعدك " أبعد عنك أمراض القلب "، و ثالث يؤكد لك " حافظ على تركيز سكر دمك مستتباً ".
ما هي تلك المادة التي تحقق لك هذه المعجزات أو تعدك بها على الأقل؟
إنها بيكولينات الكروميوم وهي إضافة حديثة دخلت السوق حديثا لتغري المستهلكين الذين يتطلعون لنتائج سريعة في تقوية أجسامهم و إصلاح ما اعتراها من خلل. هل تفعل هذه المادة ما تعد الإعلانات به؟ و هل هي آمنة الاستخدام ؟
بعض الأمريكيين مثل لاعب كرة القدم الشهير ستان الذي يلعب ظهيراً في فريق الجامعة يؤمن بمفعول هذه المادة إيماناً عميقاً. ستان هذا يتناول 500 ميكروغرام من بيكولينات الكروميوم يومياً، إلا أن العديد من الباحثين في هذا المجال يشككون بقدرة الكروميوم على فعل ما يظن أنه قادر على فعله. فهم يشعرون بأن ضرورة استخدام هذا المركب و كذلك نسبة الأمان في استخدامه لم تؤسس على نحو علمي رصين بعد.
ما هو هذا المركب؟ الكروم عنصر معدني أساسي يساهم مساهمة فعالة في عمليات استقلاب الغلوكوز في الجسم، يوجد الكروم طبيعياً في بعض المواد الغذائية المتناولة يومياً و من أمثلة هذه المواد: الخميرة، نبات البروكلي، الفطور الغذائية "المشروم "، التفاح وغيرها...
وحيث أن الكروم الموجود في بعض المواد الغذائية و كذلك كلوريد الكروم الذي كان يستخدم كمضاف غذائي لا يمتصان بشكل جيد عبر جدران القناة الهضمية للبشر.
فقد طور أحد العلماء مركبا ذو معدل امتصاص أعلى و سماه بيكولينات الكروم، و البيكولينات هذه مشتقة من بعض الحموض الأمينية، و إضافتها للكروم يجعل إمكانية الاستفادة من الكروم عالية حيث تزيد معدل امتصاصه إلى الدم.
تقدر الحاجة اليومية من عنصر الكروم، استناداً إلى أبحاث تغذوية صدرت عام 2001 بحوالي 35 ميكروغرام عند الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و50 سنة.
أما عند النساء فإن الحاجة اليومية 25 ميكروغرام. إذاً فالسيد ستان النجم الرياضي الشهير يستهلك من هذا العنصر عشرة أضعاف الجرعة العادية الموصى بها تغذويا.
تذكر بعض الإعلانات بالكروم مهمة أخرى، وهي فتح بوابات خلايا الجسم بإتجاه دخول الغلوكوز (وهو السكر البسيط الأساس الذي تستعمله الخلايا كوقود جاهز لأنشطتها المختلفة) , إلى داخل الخلايا قادما من مجرى الدم.
يعاني المصابون بالداء السكري من مشكلة هي السبب الرئيسي في حدوث هذا المرض و تبعاته اللاحقة ألا و هي إخفاق سكر الغلوكوز بدخول، خلايا الجسم.
و لذا يبقى هذا السكر في الدم و يرتفع تبعاً لذلك تركيزه في مجرى الدم. فمن المنطقي إذا البناء على أن الكروم الذي يرفع معدل دخول الغلوكوز إلى الخلايا خفف من وطأة الداء السكري و يمنع تقدمه ، تؤكد هذا دراسة صينية أخضعت مجموعة من المصابين بالداء السكري إلى إضافة جرعات يومية من بيكولينات الكروم قدرها 500 ميكروغرام أعطيت لهؤلاء المرضى بمعدل مرتين يومياً.
و قد أحدثت هذه الإضافة تغيراً جوهرياً و تحسناً ملحوظاً عند هؤلاء المرضى، لكن إضافة هذا المركب بجرعة قدرها 100 ميكروغرام يومياً لم تحدث أي فرق أو تحسن عند هؤلاء المرضى.
يوجد عنصر الكروم في الطبيعة على أشكال شاردية مختلفة. فشاردة الكروم الموجودة في المنظومات البيولوجية، و في المضافات الغذائية تكون عادة ثلاثية التكافؤ ويرمز لها ||| و هذا الشكل الشاردي ثلاثي التكافؤ يعني أن ذرة الكروم تحوي على سطحها شحنة إيجابية مقدارها (3+) و يوجد شكل آخر من الكروم سداسي التكافؤ vl
و يتمتع بشحنة إيجابية مقدارها (6+) وهذا الشكل يستخدم في الصناعة لاسيما صناعة الحديد من النوع الغير قابل للصدأ وتطبيقاته المختلفة. كما يتم الإستفادة منه أيضا في عمليات طلاء بعض المعادن الأخرى بالكروم.
قرر ستان لاعب كرة القدم الأمريكية الشهير تعاطي بيكولينات الكروم بشكل يومي لأنه سمع من آخرين أن هذا المركب سيزيد من قوته ويضخم عضلاته .و لكن صديقاً مخلصاً أخبره بأن إدارة شؤون الغذاء و الدواء في الولايات المتحدة الأمريكية صرحت بأنه لا توجد إثباتات علمية دافعة في صالح الزعم بأن بيكولينات الكروم قادرة على بناء و تضخيم العضلات .
ففي أحد الدراسات الرياضية، قام مجموعة من الباحثين بإعطاء مجموعة من لاعبي كرة القدم الذين أدخلوا في معسكر تدريبي لفترة شهرين متواصلين جرعة عالية من بيكولينات الكروم و تركوا مجموعة أخرى كشاهد لم يعطى أفرادها هذه المضافات،
و في نهاية التجربة وجد الباحثون أن اللاعبين الذين تناولوا بيكولينات الكروم لم يطوروا بنية عضلية أو حتى قوى عضلية تختلف عن مجموعة اللاعبين الذين لم تتضمن وجباتهم الغذائية اليومية هذه المضافات.
إذا: إن الإدعاءات التي تقول بإن بيكولينات الكروم قادر على تعزيز بناء كتلة العضلات فى الجسم و زيادة قوتها، إدعاءات سقطت بنتيجة الإختبارات العلمية المضبوطة و الممنهجة بشكل أكاديمي. بعض الأشكال ثلاثية التكافؤ, من الكروم موجودة في منظومات بيولوجية قد تكون سامة استناداً إلى بعض الدراسات