*امتصاص الكهارل**
& يتم امتصاص الكهارل من قبل كل من مخاطية الأمعاء الدقيقة و الغليظة، و لكن القسم الأكبر من الكهارل يجري امتصاصه من قبل مخاطية الأمعاء الدقيقة نظراً لإتساع سطح الامتصاص هنا, و نظراً لشدة نفوذية خلايا الظهارة المعوية للشوارد المختلفة.
و يتوقف معدل امتصاص الكهارل على عوامل ثلاث أساسية هي:
١. ممال تركيز الشاردة موضع الدراسة و كذلك ممالها الكهربائي.
٢. توفر جمل ناقلة مثل حواصل بروتينية للنقل الفعال أو النقل الميسر.
٣. درجة حموضة الوسط، فقد وجد أن درجة حموضة الوسط تؤثر بشكل واضح على معدل نقل شوارد من الأمعاء إلى داخل دم الأوعية الشعرية أو بالعكس.
فعندما تنخفض حموضة الدم في الأوعية الشعرية يزداد معدل إنتقال شوارد الصوديوم من لمعة الأمعاء إلى داخل الخلايا الظهارية للأمعاء.
و يتم امتصاص الكهارل المختلفة بواحدة أو أكثر من الآليات التالية:
١. الإنتشار المنفعل .
٢. الانتشار المسهل .
٣. الإنتقال الفعال .
٤. دافعة جر المذيب .
من المعروف أن معدل امتصاص الكهارل أحادية التكافؤ مثل (+Na. K. CHCO3. +NH ……. إلخ) يكون عادة أسرع من معدل امتصاص الكهارل ثنائية التكافؤ مثل: الكالسيوم (Ca+2)، المغنيزيوم (Mg+2)، الحديد (Fe+2، (Fe-2)، سيترات (C6H5O7). سلفات (SO4).
و يعود السبب فى ذلك إلى أن حاجة الجسم إلى الكهارل أحادية التكافؤ هي أكثر من حاجته إلى الكهارل متعددة التكافؤ.
و هناك آليات خاصة يتم بها امتصاص الكهارل التي لها أهمية خاصة في الجسم مثل شوارد الكالسيوم و الحديد.
تمتص شوارد الكالسيوم بآلية الإنتقال الفعال و تسهل عمليه الامتصاص بواسطة بروتين خاص و بواسطة فيتامين د.
أما الحديد الموجود في الوجبات الغذائية فيكون على الشكل Fe +3 و يتحول إلى الشكل +Fe2 في المعدة تحت تأثير حمض كلور الماء، و شوارد الحديد الثنائية تمتص بسهولة عبر جدران الأمعاء. &
**امتصاص الشوارد في الأمعاء**
& امتصاص شوارد الصوديوم و البوتاسيوم و الكلور و البيكربونات في المستويات المختلفة من الأمعاء الدقيقة و الغليظة:
يصب في مخاطية العفج حوالي ٨٠٠ ميلي مول من الصوديوم و١٠٠ ميلي من البوتاسيوم و٧٠٠ ميلي من الكلور، و تكون ذائبة في العصارات التي تصب في العفج .
و يوجد تفاوت وظيفي حقيقي في معدل و آلية امتصاص هذه الكهارل ما بين سويات الأجزاء المختلفة من الأمعاء و يجب التأكد هنا مرة ثانية على أن الهدف النهائي لحركة الكهارل عبر ظهارة الأجزاء المختلفة من الأمعاء هو إحداث توازن في الضغط التناضحي و في التركيز الشاردي على طرفى الأغشية الخلوية للظهارة. &
**في مستوى العفج**
& تتضمن أهم التبادلات الشاردية في مستوى العفج إفراز شوارد البيكربونات من الخلايا الظهارية المعوية , و خلايا غدد برونر (glands Brunner) بهدف تعديل حموضة الكيموس القادم من المعدة إلى هذا الجزء من الأمعاء . حيث تقترب درجة ph هذا الكيموس من درجة ph سوائل المصورة و يحدث هذا الإفراز بواسطة آليات الإنتشار المنفعل و في بعض الأحيان الإنتقال الفعال.
أما امتصاص شوارد الصوديوم و البوتاسيوم و الكلور (أو إفرازها) عبر ظهارة العفج فيعتمد على مستوى تركيز هذه الشوارد في لمعة العفج وعلى حدة ممال التركيز هذا.
فإذا كان تركيزها في لمعة العفج أكبر من تركيزها في دم الزغابات المعوية انتقلت هذه الشوارد من لمعة العفج إلى الدم والعكس بالعكس. &
**في مستوى الصائم**
& يتم في مستوى الصائم إعادة امتصاص شوارد البيكربونات التي تم إفرازها في مستوى العفج، و الأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي.
و تتم إعادة الامتصاص هذه بآلية الإنتشار المنفعل أو الإنتقال الفعال، إن إعادة امتصاص شوارد البيكربونات تخفض من درجة ال pH الكيموس الموجود في الصائم بحيث تصبح حوالى 6,8 و غالباً ما تكون تراكيز شوارد الصوديوم و الكلور متوازنة على طرفي النسيج الظهاري للمعة الصائم و مع ذلك يتم امتصاص بعض شوارد الصوديوم و الكلور في هذه السوية و ذلك بسبب وجود ممال لتركيز الصوديوم بين لمعة الصائم و هيولى الخلايا الظهارية المبطنة للمعة الصائم.
و تركيز شوارد الصوديوم في اللمعة حوالى ١٤٠ ميلي مول ليتر، بينما يبلغ هذا التركيز في الخلية الظهارية للصائم ١٥ ميلى مول / ليتر .
و كذلك بسبب الإختلاف فى الشحنة الكهربائية (الشحنة الكهربائية داخل الخلايا سلبية مقارنة مع خارج الخلايا) الأمر الذي يساعد على دخول الشحنات الموجبة مثل +Na إلى داخل هيولى الخلايا ذات الشحنة السالبة.
إن وجود المضخات الصوديومية و البوتاسية في سوية الغشاء الجانبي القاعدي للخلايا الظهارية للصائم يساعد بشكل دائم على إبقاء ممال التركيز الخاص بالصوديوم لصالح دخول هذه الشوارد من لمعة الصائم إلى داخل الخلية.
إذ تعمل المضخة على نقل الصوديوم نقلاً فعالاً من داخل الخلية إلى خارجها و ذلك للتبادل مع البوتاسيوم الذي يتم نقله إلى الجهة المعاكسة و يمكن تثبيط عمل هذه المضخة بعقار الوابين (ouabain).
تتبع شوارد الكلور عادة شوارد الصوديوم في حركتها , إذ يتم أيضاً امتصاص بعض شوارد الكلور من لمعة الصائم إلى داخل الخلايا و من داخل الخلايا إلى الحيز الخلالي و ذلك بواسطة آليات الإنتشار المنفعل أو الإنتشار المسهل المتآزر مع الصوديوم.
و قد تعبر شوارد الكلور مباشرةً إلى الحيز الخلالي عبر السبيل بين الخلوي.
إن امتصاص الصوديوم و الكلور إلى داخل السائل الخلالي يرفع توترية هذا السائل الأمر الذي يسبب جذب تيار من الماء من اللمعة إلى هذا السائل لتعديل توتريته. &
**في مستوى اللفائفي**
& إن أهم ما يحدث في مستوى اللفائفي هو امتصاص كبير لشوارد الكلور حتى بعكس ممال تركيز هذه الشاردة. و يحدث على هامش امتصاص الكلور هنا إنتشار لشوارد الصوديوم في نفس الإتجاه , و بالطبع فإن الماء سيتبع مسار هاتين الشاردتين لتعديل توترية السوائل الخلالية.
كما يتم في مستوى اللفائمي إفراز واضح لشوارد البيكربونات يعدل من حموضة الكيموس داخل لمعة اللفائفي لتصبح قريبة من القيمة الطبيعية (٧,٤). &
**في مستوى القولون الداني **
& يتم هنا امتصاص كبير لشوارد الصوديوم، امتصاص أقل أهمية لشواره الكلور و إفراز واضح لشوارد البيكربونات و امتصاص الماء. &
**في مستوى القولون القاصي**
& يتم هنا امتصاص نشط لشوارد الصوديوم بحيث يتم امتصاص معظم شوارد الصوديوم المتبقية في الكيموس المتواجد في هذا الجزء من الأمعاء.
واّلية هذا الامتصاص هو النقل الفعال المستقل عن الكلور.
يتم في هذا المستوى إفراز واضح لشوارد البوتاسيوم و ذلك لتعديل الشحنة الكهربائية على طرفي الغشاء القمي للخلايا الظهارية.
يحدث هنا أيضاً امتصاص لشوارد الكلور يتم عبر آلية الإنتشار المنفعل , و بالتبادل مع إفراز شوارد البيكربونات , و يتم تثبيط عملية التبادل هذه تحت تأثير عقار الاستازولاميد (Acetazolamide).
يقدم التفاعل بين الماء وCO2 داخل الخلايا الظهارية، و الذي يتم بوساطة إنزيم الكربونيك أنهيدراز و ينجم عنه تشكل حمض الكربون الذي يتشرد إلى شاردة البيكربونات و شاردة الهيدروجين، مدداً مستمراً من شوارد البيكربونات الذي يفرز إلى لمعة الأمعاء و يعدل حموضة الكيموس في هذه المنطقة.&
**الشوارد المتبقية في البراز**
& يحتوي البراز على تراكيز جد منخفضة من الشوارة الموجبة (+2Mg،+2ca، +Na) بينما يتضمن البراز تراكيز أعلى قليلاً من الشوارد السالبة (-3HCO، -CI, So4 -, -PO4) .
وتعد شاردة البوتاسيوم الشاردة الأعلى تركيزاً فى البراز من بقية الشوارد المعدنية الأخرى سالبة كانت ام موجبة , إلا أن الشوارد العضوية السالبة تمثل الشوارد ذات التركير الأعظمي في البراز (١٧٩ ميلي مول / ليتر).
إذا تضمن الكيموس أملاحاً غير قابلة للامتصاص لكبريتات الصوديوم و المغنيزيوم يزداد الضغط التناضحي للكيموس.
الأمر الذي يجبر تياراً من الماء على الإنتقال من الحيز الخلالى إلى داخل لمعة الأمعاء و بالتالي يتم حدوث الإسهال.
بعض العوامل الممرضة مثل الكوليرا أو التسممات الغذائية تؤدي إلى تنشيط إفراز الكلور إلى اللمعة المعوية و كذلك إفراز الصوديوم و بعض الشوارد الأخرى و هذا يؤدي إلى رفع توتريه محتوى الأمعاء و حدوث إفراز للماء بإتجاه لمعة الأمعاء الأمر الذي يقضى إلى حدوث إسهال شديد. &
**امتصاص الكالسيوم **
& يرد الكالسيوم إلى عصارة العفج من مواد الوجبات الغذائية الحاوية على هذا العنصر مثل الحليب ومشتقاته و الخضروات و غيرها.
كما أن عصارات و مفرزات الجهاز الهضمى التي تصب في العفح تحتوي هي الأخرى على عنصر الكالسيوم ذي المنشأ الداخلي.
و يتم امتصاص عنصر الكالسيوم بشكله الشاردي فقط أما أملاح الكالسيوم الغير قابلة للتشرد فلا تمتص عبر البطانة لأي جزء من القناة المعدية المعوية، و من المعروف أن الأوساط الحمضية تزيد من إنحلالية أملاح الكالسيوم و تشردها و بالتالي تسرع من معدل امتصاص الكالسيوم.
يتم امتصاص الكالسيوم عبر أحد سبيلين:
السبيل بين الخلايا أو عبر الأغشية الخلوية لخلايا الظهارة المعوية. و ينتقل الكالسيوم عبر السبيل الأول بآلية الإنتشار المنفعل في حال توفر ممال لتركيزه .
و يتوقف معدل امتصاصه على حدة هذا الممال و فرق تركيز الكالسيوم بين لمعة الأمعاء و السوائل الخلالية. أما نقل الكالسيوم عبر الأغشية الخلوية فهو نقل فعال يتطلب وجود حوامل بروتينية خاصة و صرف الطاقة و هو السبيل الثاني .
و يتوفف معدله على مدى توفر الحامل البروتيني و مقدار الطاقة المتوفرة لعمله، أي أن معدل النقل لا يتجاوز عتبة محددة (درجة الإشباع).
و يساهم الفيتامين D بتنشيط عملية امتصاص الكالسيوم. حيث أن المشتق الفعال من هذا الفيتامين (DHC, 25,,1) يؤثر على الأغشية القمية للخلايا المعوية فيزيد من نفوذيتها لشوارد الكالسيوم والفوسفور.
كما يقوم المشتق الفعال من فيتامين D أيضا بتحفيز ريبوزومات الخلية الظهارية لتصنع البروتين الرابط للكالسيوم ( Calcium Protein Binding)
الذي يقوم بنقل، شوارد الكالسيوم الحرة داخل الهيولى وذلك بعد اتحاده بها.
و يقوم المشتق الفعال لفيتامين D أيضا بتنشيط المضخة الكالسيومية (Pase Ca-AT) التي تقوم بنقل الكالسيوم نقلاً فعالاً عبر الأغشية الجانبية القاعدية للخلايا الظهاريه بإتجاه السائل الخلالي.
و أخيراً يجب الإشارة فى هذا الصدد إلى أن فيتامين D يحث الخلايا الظهارية في الأمعاء على التكاثر و النمو فيزداد إعداد الخلايا الماصة و تزداد أطوال الزغابات المعوية.
الأمر الذي يفضي إلى زيادة الإستطاعة الامتصاصية للأمعاء بشكل عام .و يتم عادة امتصاص معظم شوارد الكالسيوم الواردة إلى عصارة العفج في مستوى ظهارة العفج نفسها .
و يحدث امتصاص الباقي في الصائم و اللفائفي و الأمعاء الغليظة و في حال إنخفاض تركيز الكالسيوم في الدم يزداد إفراز هرمون مجاورات الدرق PTH.
الذي ينشط عملية تحول الفيتامين D (DHC-25) إلى الشكل الفعال من الفيتامين D وهذا الأخير يزيد عبر مواقع تأثيره المختلفة من معدل امتصاص الكالسيوم عبر ظهارة الأمعاء. &
**امتصاص الحديد **
& يرد الحديد القادم إلى عصارة العفج من مصدرين:
الأول غذائي والثاني داخلى المنشأ و ناتج إما عن تبدد الكريات الحمراء و طرح بعض حديدها في مفرزات الصفراء، أو عن توسف الخلايا المعوية نفسها.
و يتم امتصاص معظم الحديد الوارد إلى عصارة العفج في مستوى العفج نفسه و الصائم العلوي و لكن هناك براهين مقنعة لحدوث امتصاص للحديد في مستويات المعدة و اللفائفي و الأمعاء الغليظة.
يتم امتصاص شوارد الحديد ثنائية التكافؤ (+ Fe2) بسهولة كبيرة و تزداد نسبة امتصاص حديد اللحوم عن حديد الأغذية النباتية، إذ أن نسبة امتصاص حديد اللحوم تبلغ حوالى ٢٠ % بينما لا تتجاوز نسبة امتصاص حديد الأغذية النباتية 2%، و يعود سبب إنخفاض نسبة امتصاص الحديد في الأغذية النبانية إلى أن الحديد فى هذه النباتات